يحتفل الوطن في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام بتوحيده على يدي قائد ملحمة لمّ الشتات والفرقة الملك المؤسس والإمام المكافح والقائد الموحد (طيب الله ثراه)، وفيه نستذكر كمواطنين حق الوطن علينا كنسيج مجتمعي واحد تجمعنا فيه قبل كل شيء وشيجة الدين والعقيدة ورابطة الأخوة ووحدة المصير، لنبرز فيه كل معاني وصور الانتماء لمملكتنا الغالية بشكل راق وصورة حضارية، ونجسد فيه كل قيم ومظاهر الانتماء والولاء لقيادته بأصالة صادقة ووعي مسؤول، ونجدد فيه العهد والوعد ببذل المزيد من الجهد والعمل والعطاء الموسوم بتطوير الطاقات ومواكبة المتغيرات وتحقيق التطلعات والمحافظة على المكتسبات والحرص عن الإنجازات، ونستشعر دورنا الفاعل والفعال في رفعة مكانته وتمثيله خير تمثيل والحفاظ على وحدته والذود عن حياضه والدفاع عن حماه. نحتفل بوطننا الغالي بعد أن منّ الله علينا بنعم عديدة ومنجزات كثيرة، وتحقق لنا في فترة وجيزة ما تعجز الأمم عن تحقيقه في عقود من الزمن، فمسيرة التشييد المباركة وعجلة البناء التي يعيشها وطننا الغالي في هذا العهد الميمون مستمرة وترعاه أيدٍ أمينة؛ بدءا من تكريس ثقافة العمل المؤسساتي باعتباره بوابة الإصلاح، والمحرك لدفع عملية التنمية، لتشمل بعد ذلك إعادة رسم خريطة سياسات الوطن الداخلية والخارجية، وإستراتيجيته الأمنية والاقتصادية، وخططه التنموية والتنظيمية؛ وتطال بعد ذلك إعادة ترتيب مؤسسة الحكم، في خطوة تجلّت فيها سمات حنكة وحكمة ملك الحزم والعزم (أيده الله)، على نقل منظومة الوطن إلى ما يرقى إلى سرعة التطلعات ومسايرة المتغيرات ومواجهة التحديات. الكل يحتفل ويتطلع لما يبذله سمو ولي العهد الأمين عبر رؤية المملكة الطموحة من جهود تعكس النية الصادقة على تكريس ثقافة العمل المؤسساتي، ومبادئ الشفافية والمساءلة، وتنويع مصادر الدخل، والأخذ بأسباب التطوير والتحديث لأجهزة الدولة باعتباره المحرك لدفع عمل منظومات الدولة لمواكبة مقتضيات العصر، والاستجابة لمتطلباته، والاستمرار في بذل أسباب تحقيق التنمية المستدامة بشمولية؛ وهنا يأتي أهمية الدور الفاعل والصادق للمواطنين والمواطنات للمشاركة في دعم مسيرة الإصلاح والتنمية، والمحافظة على مكتسبات الوطن، وبما يتمتع به شعب هذا الوطن الأبي من حس ديني صادق، وانتماء وطني أصيل، ووعي اجتماعي مسؤول، باعتباره خط الدفاع الأول عن أمن واستقرار الوطن ومكتسباته الاقتصادية ومنجزاته التنموية، بالتصدي لكل ما من شأنه أن يهدد كيان الدولة، ووحدة الوطن، وتآلف الشعب فيما بينه، ومع حكومته؛ ولهذا نقول وطننا هو قدرنا الذي قدره الله سبحانه وتعالى لنا، ومصيرنا الذي أفاء به جل جلاله علينا، والميزة التي وهبها الله لنا وفضلنا بها على سائر بلاد العالمين، ونسأله جل في علاه أن يحفظ لنا وطننا وحكومته وشعبه من كل مكروه، ليواصل الشموخ والرقي بوعي ووحدة وبسالة وتكاتف أبنائه مع حكومته.