(المثلث الآمن) الوطن والقيادة والشعب هم الثلاثية العظيمة، والحصن المنيع الذي بدأ منذ عقود، ولم يتمكن أحد من هز أركانه، أو الوصول إلى قواعده الثابتة، فالترابط العميق لهذه الثلاثية جعل منَّا قوة عظمى، وحكاية تُروى في كل العالم، وَوِجهة للمعجبين والمسيئين أيضًا، جعل منَّا حلمًا جميلًا للآخرين، فنحن نعيش في وطن يحكم بالعدل والحق والمساواة، عدة أيام تفصلنا عن الاحتفاء بتاريخنا العريق، فاليوم الوطني السعودي حدثٌ تاريخي فاخر يعيد لنا القصة، ويجدد ذكرى أمجاد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، فهذا اليوم هو الخطوة الأولى لكل ما نحن عليه الآن، ولكل ما وصلنا إليه من علم وحضارة وثقافة، ولو تتبعنا التاريخ لوجدنا أننا في تقدمٍ باهر وعظيم، احتفالنا باليوم الوطني هو احتفاءٌ بهُويتنا وأصالتنا ومشاعرنا، هو حديثٌ عن التفاصيل المرئية وغير المرئية، ووقوفٌ على محاسن هذه البلاد العظيمة، فنحن نعيش في بقعة جغرافية مزهرة لا تحمل أشواك الحروب ولا ألغام الفتن ولا أعاصير الخوف، ففي هذا الوطن نحن نستيقظ على أصوات المآذن وباعة الخبز وطلاب المدارس، نحن نجلس في الأماكن العامة بدون مراقبة لممتلكاتنا، ونغلق أبوابنا ونعانق وسائدنا دون قلق على أرواحنا، نحن نعيش في هذه البقعة الطاهرة دون الخوف على بيوتنا وأبنائنا وأحلامنا، ومن المؤكد أن الأمان هو أكبر احتياج إنساني، وبدونه لن يكون هناك أي تنمية بشرية أو استقرار أو سعادة، الأمان جعلنا أكثر الشعوب ثباتًا وتآلفًا مع الحياة، منحنا قدرة كبيرة على الإنتاجية، ورغبة هائلة على العطاء. في المثلث الآمن الحكايات خضراء وخصبة لأن فيها وطنٌ عظيم وقيادة معطاءة وشعبٌ عاشق، نحن نحب هذه الأرض بشدة والتفاعل مع اليوم الوطني، ويوم التأسيس وكل حدث سواء تعليمي أو إنساني أو ترفيهي ليس إلا حالة من الولاء والانتماء، فالحب قاعدة ثابتة كبرنا ونشأنا عليها منذ أن وُلدنا على أرضٍ خالية من الخوف، منذ أن رددنا السلام الملكي في طابور الصباح، منذ أن تعلمنا أن الملك هو الأب الحنون للجميع، وأن الولاء للوطن شعورٌ فطري يكبر مع السنين، منذ أن تلقينا التعليم من أوسع أبوابه دون مقابل، منذ أن سُخرت لنا المستشفيات، ووصلت لبيوتنا الأدوية، في السعودية لا تضيع الحقوق ولا ينتهك الإنسان، وما نعيشه في المثلث الآمن فيضٌ من الإنسانية وحكاية من الحب المتبادل والعطاء، الحديث عن الوطن صعب وتخيب لأجله الأبجدية، مغرمون بهذا الوطن، ومغرمون بتفاصيله، وحين أتأمل الأحداث بداخله أجد في كل مرة التحاماً عميقاً غير قابل للانفصال، أجد القضية الشخصية تتحول إلى قضية جماعية، أجد أن المساس اللفظي بهذا الوطن يتحول إلى حرب لغوية فلا أحد يستطيع مجاراة السعودي في الدفاع عن المثلث الآمن، الانتماء والولاء الوطني ليست شعارات نرددها بل هي مشاعر عميقة ارتبطت دلالاتها بالروح.