مع اقتراب اليوم الوطني، تتجدد مشاعر الفخر والانتماء في قلوبنا، ونحن نستعد للاحتفال بذكرى تأسيس هذا الوطن العظيم، هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي فرصة للتأمل في مسيرة المملكة التي خطت خطوات عملاقة نحو التقدم والازدهار، وهي أيضًا فرصة للاعتزاز بما حققته بلادنا من إنجازات على جميع الأصعدة، في ظل هذه الأجواء الوطنية المفعمة بالاعتزاز، كانت لي فرصة مميزة لحضور مسرحية «عطل فني» للمبدع هشام ماجد في مدينة جدة. في تلك الليلة، لم يكن المسرح مجرد مكان للترفيه، بل كان مساحةً لاستعادة الفرح العفوي والضحكات التي انتشرت بين الجمهور بسلاسة، فقد استطاع هشام ماجد بفنه الفريد وأسلوبه السهل الممتنع، نجح في جعل ليلتنا مليئة بالضحك الصادق من أعماق القلب، كانت المسرحية عرضًا كوميديًا متميزًا، استمتعنا فيه بكل لحظة، التنظيم كان على أعلى مستوى، والأمر الذي أضفى على التجربة بعدًا أعمق كان رقي الجمهور والتزامهم الكبير، مما يعكس تطورًا ثقافيًا لافتًا في حضور المناسبات الفنية. هذا الالتزام الحضاري هو مؤشر واضح على مدى تطور المجتمع ورقيه، ويزيد من فخرنا ونحن نحتفل باليوم الوطني، الذي يجسد هويتنا واعتزازنا بوطننا، لقد أثبتت الفعاليات المسرحية الفنية والثقافية التي نشهدها اليوم في مدن المملكة أنها ليست مجرد مناسبات ترفيهية عابرة، بل هي جزء لا يتجزأ من الرؤية المستقبلية التي تسعى قيادتنا الرشيدة إلى تحقيقها. هذه الرؤية التي تهدف إلى تعزيز الثقافة والفن كركائز أساسية في بناء المجتمع السعودي الحديث، تساهم في إثراء حياة المواطنين والمقيمين، وتعكس مدى اهتمام القيادة بتنمية جميع جوانب الحياة الثقافية والفنية في بلادنا، إنها تجسد روح الوطن وتساهم في تعزيز لحمته الاجتماعية، وتدفعنا جميعًا نحو مستقبل مزدهر، وفي هذا السياق، لا يسعني إلا أن أشيد بالدور الحيوي الذي تقوم به هيئة الترفيه والقائمون عليها، لقد وعدت الهيئة، وها هي تفي بوعدها، بأن تجعل من أيام السنة مناسباتٍ مستمرةً للفرح والسعادة، ولقد نجحت بامتياز في تحويل السعودية إلى وجهة ثقافية وفنية بارزة على مستوى المنطقة. الجهود التي تبذلها الهيئة، والتي تتجلى في تنظيم فعاليات متنوعة ومستمرة، تجعل من السياحة الداخلية خيارًا جاذبًا وممتعًا، يلبي تطلعات جميع أفراد المجتمع ويحقق لهم تجارب لا تنسى، وفي ختام هذا المقال، أود أن أوجه شكرًا خاصًا للمبدع الفنان هشام ماجد، الذي أضفى على ليلتنا طابعًا كوميديًا من الطراز الرفيع. من خلال أدائه المتميز وأسلوبه العفوي، نجح هشام ماجد في أن يملأ قلوبنا بالفرح، وأن يمنحنا ليلة مليئة بالضحك الصادق، كانت هذه المسرحية بمثابة هدية جميلة تضاف إلى قائمة التجارب الثقافية المتميزة التي نشهدها في وطننا. إنني أتطلع بشغف لحضور المزيد من هذه الفعاليات التي تجعلنا نفخر بوطننا وقادتنا، وبما تحققه المملكة من إنجازات متواصلة في مختلف المجالات، لتظل السعودية دائمًا في مقدمة الدول التي تجمع بين الأصالة والتجديد.