أكد الفنان السعودي عبدالله السدحان أهمية النص والموضوع في الفن، مشيراً إلى أن موهبة الفنان وأداءه هي التي تضحك الجمهور، إذ لا يكفي النص الجيّد في رأيه، لصنع مشاهد كوميدية مضحكة، «وإنما لا بد أن يضيف الممثل عليها شيئاً من روحه وخفته وشخصيته كي تصبح عملاً يستحق المتابعة». وقال، في واحدة من أكثر أمسيات المجلس الرمضاني لمركز الشارقة الإعلامي حضوراً، إذ اجتمع في جزيرة المجاز بالشارقة مساء أول من أمس، أربعة من نجوم الفن الكوميدي في العالم العربي، إن أنجح أنواع الكوميديا هي تلك التي تبدأ من البيت، وتعتمد على العائلة وأفرادها، محبذاً الابتعاد عن السياسة والتيارات الدينية في الكوميديا، واصفاً الفنان الذي يتشبث بالكوميديا السياسية أو الدينية بالغريق الذي يمسك بأي شيء كي يظهر على السطح. وحول تجربته الفنية، أوضح السدحان أنه ليس من الذين يأخذون النص ويمثلونه كما هو، ولكنه يحرص على أن يكون له دور في الكتابة والتعديل، ويحاول الإضافة عليه أيضاً في لحظة الأداء، ليكون الضحك نتيجة لكل هذه الخطوات. وانتقد بطل مسلسل «طاش ما طاش» مواقع التواصل الاجتماعي التي تحد من التقارب والتواصل الحقيقي بين أفراد العائلة الواحدة، معتبراً السخرية من هذه المواقع في بعض الأعمال الكوميدية العربية نتيجة طبيعية لتأثيراتها السليبة على النسيج الاجتماعي والأسري. وإلى جانب السدحان شارك في الأمسية، وهي الثالثة ضمن جلسات هذا العام، كل من الفنان المصري القدير أحمد بدير، والفنان الكويتي طارق العلي، والفنان الإماراتي جابر نغموش، فيما أدار الجلسة الإعلامي معتز الدمرداش، الذي تحاور مع النجوم الأربعة حول مسيرة الفن الكوميدي العربي، وواقع الفنان الكوميدي وتأثير شخصيته الحقيقية على نجاح أعماله، إضافة إلى انعكاسات الظروف الحالية في الوطن العربي على أعمالهم. وأكد رئيس مركز الشارقة الإعلامي سلطان بن أحمد القاسمي أن الشارقة ظلت على الدوام البيت الذي يحتضن المثقفين والفنانين في مختلف المجالات الإبداعية، انطلاقاً من رؤية حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ودعمه واهتمامه بأصحاب المواهب والمبدعين من الجنسيات كافة، ومنحهم فرصة المساهمة في مشروع الشارقة الثقافي، وتعزيز حضورها البارز على خريطة الفعاليات الثقافية والفنية الرائدة في المنطقة والعالم. ولفت النجم أحمد بدير إلى أن من أكثر الأشياء التي تضحك المشاهد هي الصدق، والنقد البناء، وتسليط الضوء على السلبيات، إذ يمكن للكوميديا أن تطهر العقل والقلب، وأن تنفذ إلى داخل الإنسان وتخرج همومه، معتبراً الضحك أصعب من البكاء، وتزداد هذه الصعوبة في الظروف التي تمر بها المنطقة العربية اليوم، وهو ما جعل سيكولوجية الضحك تتغيّر، وأصبح الفنان مضطراً لبذل جهد كبير من أجل تقديم ما يضحك المشاهدين ويدخل الفرح إلى قلوبهم. واعتبر الفنان جابر نغموش أن الضحكة يمكن أن تنبع من القلب، وعندها يكون الإنسان سعيداً بحق، أو تظهر على الشفاه، لتعبّر عن سعادة غير حقيقية، معتبراً أن الفترة الحالية لا يوجد فيها من الأحداث والمواقف ما يساعد الممثل على إضحاك الناس، لأن الظروف التي تمر بها بعض الدول الشقيقة، تجعل الضحك من القلب أمراً مستحيلاً. وطالب بأن تكون النصوص محايدة، وغير منحازة إلى طرف دون آخر، كي لا تشكل استفزازاً لأحد. وقال الفنان الكويتي طارق العلي إن الفن بمختلف أنواعه لا يأتي من فراغ، وإنما يتناول ما يدور في المجتمع، خصوصاً حياتنا الاجتماعية بكل ما فيها من تفاصيل وأحداث ومؤثرات، معتبراً الكوميديا فناً لا ينفصل عن الواقع، سواءً أكان سيئاً أم جيّداً، وأضاف أن أكبر ممثل كوميدي لا يستطيع الاستغناء عن الارتجال خلال تقديم العمل، والخروج عن النص لإضحاك الجمهور، لأن السيناريو يعتمد أيضاً على موهبة الممثل وبراعته في إدخال الفرح إلى نفوس المشاهدين.