ألف مبروك للزعيم الآسيوي الأزرق الهلالي بفوزه بكأس الدرعية كأس السوبر السعودي، والتي أقيمت مبارياتها في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، الاتحاد ضمن اللعب في النهائي على حساب الوحدة، والهلال مجددا ينتصر على النصر في مباراة كان نجمها الأول الحكم السعودي الهويش، الذي أشهر البطاقة الحمراء للأسطورة كريستيانو رونالدو، بطاقة حمراء وللأمانة تأخرت على النجم البرتغالي، لكنها أتت في مباراة مهمة وبشكل مستحق بعد اعتدائه على لاعب الهلال علي البليهي، ليس تجنيا على الدون الأسطورة، ولكن علّ وعسى أن يركز رونالدو في المباريات واللعب والنتائج، ويبتعد عن مناوشات التحكيم وظلمه ومظلومية النصر التي أصبحت مملة ومكررة وغير قابلة للتصديق نهائيا. عاد الهلال ومجددا أيضا لينتصر على الاتحاد في النهائي، مباراة رائعة بكل معنى الكلمة، أثبتت بكل قوة استحقاق وجدارة الهلال وتميزه هذا الموسم، هذه البطولة الأولى فعليا مع خيسوس وهذا الموسم، للمرة الخامسة هذا الموسم ينتصر على الاتحاد والسادسة على التوالي في ظاهرة كروية لا تتكرر أبدا، أن ينتصر فريق بطل على فريق بطل ست مرات متتالية، مهما كانت قوة الهلال ومهما كان ضعف الاتحاد، إلا أن النتائج غير معقولة، لعلها رغبة الهلال الجارفة في الفوز واستمرار سلسلة انتصاراته، ولعلها الخربطة الكاملة لفريق الاتحاد التي قتلت أي روح تحد عند العميد، وجعلته يستسلم بشكل نهائي لطموح الهلال. ولكن لماذا الهلال هكذا هذا الموسم تحديدا؟ لماذا اكتسح الجميع في الموسم الذي يفترض أنه رفع مستوى كافة الأندية السعودية وبالأخص الخمسة الكبار وبأكثر خصوصية الأربعة الذي بدعم الصندوق اشتروا لاعبين عالميين على مستوى عالمي، رونالدو ومانيه وبروزوفيتش في النصر، بنزيما وكانتي وقبلهم حمدالله في الاتحاد، محرز وفيرمينو في الأهلي، راكيتتش وكراسكو في الشباب، إضافة إلى التنقلات الأخرى داخلية أو خارجية، كلهم سقطوا أمام منظومة وفكر وإدارة الهلال، لم يكن الهلال بالتميز الخارق للعادة، بل تميز مقابل فشل منظومات وإدارات الأندية الأخرى هي التي عرتهم وألبست الهلال عباءة البطل الأسطوري الذي لا يقهر، علما أن الكل لديه الرغبة الآن في تحقيق بطولة من نوع خاص اسمها من يكسر سلسلة انتصارات الهلال؟ مقارنة بسيطة مع الوضع في العميد الاتحادي، بعد استقطاب بنزيما وكانتي الفرنسي، أعادوا إحياء المصري حجازي العائد من رباط صليبي، مقابل كولوبالي في الهلال، شراء المعيوف الذي يعتبر في المراحل الأخيرة لتميزه، مقابل بونو الهلال في قمة عطائه، الاتحاد أمام عدد من الإصابات اضطر لشراء لاعبين شباب تنقصهم الخبرة، الهلال عند الشك بمستوى ياسر كظهير، ورغم وجود البريك المبدع قام بشراء لودو لاعب برشلونة السابقة، بنزيما وحده لا يمكن أن يصنع شيئا، نيمار لعب مباراتين ونصف، حمدالله ما زال يعيش كابوس النصر، ومتروفيتش رغم إصابته إلا أن مالكوم وميشيل مع الكابيتانو التورنادو سالم لم نشعر بغيابه أبدا، القائد الأول سلمان الفرج احتياط لأن هنالك سافيتش المرعب وخلفه نيفيز، والاحتياط محمد كنو يلعب ليبرو كيفما كانت المباراة تحتاج. إذا بكل سهولة، يمكن الوصف أنه عندما بدأ برنامج الاستقطاب، كل الأندية بلا استثناء، فكرت بالأسماء والتسويق واعتبروا شراء لاعبين من المستوى الأول بطولات حققوها، بينما وحده الهلال من فكر ماذا يريد وماذا يلزمه وما احتياجاته، وحين بدأت المنافسة وبدأت معها عملية لمعان الأسماء، بهتت كلها إلا لمعان جواهر الهلال أخذ بالتوهج، ونعم خيسوس الماكر الأذكى، وبكل تأكيد المفرج ومن خلفهم جميعا ابن نافل، لا صراعات في الهلال، وإعلامه كله معه. يمكن القول إن الموسم السعودي انتهى هلاليا، ويتبقى الإنجاز الآسيوي الذي نتمناه سعوديا، ولكن وللأسف بدلا من أن نسمع من إدارات الأندية عن تخطيطها للموسم القادم، وكيفية إصلاح الأخطاء، ما زلنا نسمع شماعة "التحكيم"، ونغمة "الهلال مدعوم"، وما دمنا نستمر في سماع هذه الترهات، سنستمر في المباركة للهلال لموسم قادم. د. طلال الحربي - الرياض