في عام 1727م أسس الإمام محمد بن سعود الدّولة السعوديّة الأولى من إمارات مختلفة، ووحد قبائل مُتفرقة، وتمكّن بذلك من توحيد الدولة وساعد ذلك في انتشار الأمن والأمان في مُختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية، انطلقت رحلة المجد والعز من الدرعية التي سطرت ملحمة فخر وعز وسؤدد، ومازال المجد والعز والشموخ تعمر هذا الوطن العظيم. يحق لنا الفخر؛ فمنذ يوم التأسيس توّحد الناس، وازدهرت البلاد، وانتشرت الثقافة والعلم، فقد أولت الدولة للتعليم والعدل والأمان والصحة والاقتصاد اهتمامًا كبيرًا منذ تأسيسها، ومرَّت بمراحل عديدة وتطوّرت بشكل كبير، فلا يمكن لأيّ مُجتمع يدعم تنمية ذات قيمة ما لم يكن هذا المجتمع مستقرًّا، لذا يحق لنا الفخر والاعتزاز بقيادتنا وما توليه من اهتمام كبير للتعليم، والحرص على تذكير الأجيال بتاريخنا وجذورنا العريقة، وبهوّيتنا الأصيلة. وهذه المناسبة المبهجة والعظيمة، من كل عام نستلهم فيها ومن خلالها ذكرى البدايات لهذه الدولة العظيمة التي تأسست بفضل قادة عظماء حولوا المستحيل ممكنًا، ويحقُ لنا أن نفخر بكل ذكرى وطنية ونعيشها بكل الزهو، ونتذكر أولئك الأبطال والعظماء الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل توحيد هذه البلاد. تزدان البلاد بأفراح "يوم التأسيس"، الحدث الاستثنائي لما يُحييه من مشاعر انتماء لهذا الوطن، ويدل عليه من قوة ملامح الهوية السعودية والتجذر الراسخ لمواطنيها عبر مسيرة قاربت 300 عام، تأكد من خلالها هذا الارتباط الوثيق بين الشعب وقادته، والثقة المتبادلة التي كانت عنوان تلك المسيرة المشرفة، فخلال ثلاثة قرون مرّت المملكة بكثير من المنعطفات، وصمدت في وجه الاضطرابات التي كانت تسود شبه الجزيرة العربية آنذاك حتى أرست الوحدة والاستقرار والأمن، وأهدت للتاريخ قصصًا ملهمةً في تطورها عبر تلك المسيرة، وما وصلت إليه اليوم من ازدهار واقتصاد متين وهوية راسخة. منذ يوم التأسيس تم رسم خارطة طريق واضحة المعالم أوصلت المملكة العربية السعودية إلى ما هي عليه اليوم من نجاح وتطور وتأثير بجهود رجال عظماء بنوا وطنًا عظيمًا ضاربًا في عمق جذور التاريخ بحكمتهم وعزيمتهم، نحتفل، ويحق لنا أن نحتفل بهذا اليوم العظيم، وبما يمثله من اعتزاز بالجذور الراسخة لهذه الدولة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقيادتهم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد سنوات من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، فيوم التأسيس يمثل ذكرى فخر واعتزاز واستذكار لتاريخ عريق وحضارة متجذرة وثقافة راسخة. قِصة الأمجاد نُسجت بإرادة، وعزم، وهِمة القيادة السعودية، والشعب المحب، عبر مراحل العزم والإصرار والنشأة والبناء والتطوير والتمكين، وها نحن اليوم يعيش المواطنون والمقيمون في دولتنا السعودية رحلة تحقيق رؤيتها العظيمة 2030م، ضمن مسار التقدم العصري، ونمو النمط الاقتصادي، وازدهار الشباب المستقبلي، وقيادة السعودية لهذا العالم، ثلاثة قرون من المجد تلو المجد، يومٌ أتى بعد نتاج قرونٍ طويلة، في عام عاش مواطنو هذه الدولة طموحًا تكلله غايات النجاح، وعظيم الرؤية، وقمم تعانق الازدهار، يأتي يوم التأسيس ليكون ذكرى تُرسخها الأجيال القادمة في تاريخ ثقافاتها، ويُعيد التاريخ صياغة جديدة لذكرى استعادة أمجاد المؤسسين السابقين، وإحياء ذكراهم، والاعتزاز بماضٍ مجيد، وحاضر عريق. صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يختصر لنا حكاية التأسيس في مقولته الخالدة: "لدينا عُمق تاريخيّ مهم جدًّا مُوغل بالقدم ويتلاقى مع الكثير من الحضارات، الكثير يربُط تاريخ الجزيرة العربيّة بتاريخ قصير جدًّا والعكس أننا أُمّة موغلة في القدم".. دام عزك يا وطن المجد؛