انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم أمس، الفنان الكبير عبدالعزيز الهزاع، المونولجست والمسرحي الشهير، حيث سبق الجميع في خطاب التوعية، وتَميز بذلك وتقليده الأصوات عبر برامج عدّة منها "يوميات أم حديجان" و"وسع صدرك" وغيرها من الشخصيات الإذاعية المختلفة، ناقلاً برنامجه إلى إصقاع عدة عبر الأسطوانات. هذا ووُلد الرمز عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهزاع في عنيزة في القصيم عام "1929"، وقد شهدت بداية انطلاقته في الإذاعة السعودية وتسجيل الاسطوانات، الفنان عبدالعزيز الهزاع ب"أبو سامي"، وقد تحدث عنه الكثير من رجالات المجتمع والإعلام البارزين؟ ولُقّب بعدة ألقاب من أشهرها "جماعة في رجل"، ويمتلك موهبة تقليد الأصوات، وقدم العديد من المسلسلات الإذاعية. كان المسلسل الإذاعي "أم حديجان" سمة من سمات رمضان اليومية، حينما كان يبث على إذاعة الرياض بداية بثها. وبرز برنامج "أم حديجان" فسحة سمعية تقدم للمستمعين آن ذاك ووجبة رمضانية تقدم فيها توعية الجمهور وإرشادهم مغلفة بالدراما الإذاعية الكوميدية. حيث كان طليعة البرامج التي تقدم آن ذاك في السعودية وكسبت الإذاعة حينها جمهوراً عريضاً، خاصة في الابتكارية التي يقدمها الهزاع واشتهر بتقليد "15" شخصية في آن واحد، ما جعله يلفت الانظار في بدايات تفتق موهبته، وحظي بمكانة عند الملوك والرؤساء في الدول العربية، وجمهور في جميع أنحاء العالم العربي. لم تكن تلك الشخصيتين "مريبض وحديجان" رجلين منهمكين في السذاجة أو إضحاك المستمع حتى الجوع، بل كانا صورة لواقع الحال في ذاك الزمن وتصحيح بعض المفاهيم التي كانت طاغية على المجتمع حينها. عبدالعزيز الهزاع الذي قدم تمثيله بصوته وبشخصيات مختلفة كان نجومها "حديجان ومريبض"، الذين لمعت نجوميتهم، قبيل ولادة الإعلام السعودي. وقبل تلك السنوات طلب ملك العراق فيصل بن غازي حضور الرجل من جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز – طيب الله ثراهم - لتسمعه العائلة، لذا أمر الملك سعود للهزاع بأن يرحل إلى العراق لذلك الغرض - عندما وصل هناك استفادت إذاعة العراق في العام "1957" من تواجده وسجلت له باكورة إنتاجه، تلك التمثيلية التي كونت إحدى سمات رمضان في ذاكرتنا.! المستغرب في تلك السنوات ما فعله العماني سالم الصوري الذي يمتلك استديو تسجيل اسطوانات في البحرين "سوق المقاصيص" وبعد إذاعة التمثيلية من إذاعة بغداد سارع الصوري بتسجيلها على ثلاث اسطوانات وبيعها، إذ كسب قبل نزول كاسيت ماكسل "100" ألف ريال. تمثيلية "حديجان ومريبض" ووالديهما مثلت حجر الزاوية في كل رمضان، حيث كونت انطلاقة العراق، خير فأل للانتشار، وعملقة الهزاع. وقدم حين ذاك عملا دراميا تحت عنوان"الجندي" 1956" في الكويت، و"أم حديجان" إذعة، و"وسع صدرك" تلفزيون، "بدوي في طيارة" 1963 إذاعة، العرايس"مسلسل للأطفال" تلفزيون، "أبو كرشة" في الورشة، يوميات "أم حديجان" في رمضان 1965 إذاعة. جيث لم يكن مستمعو الهزاع من العامة فحسب، وإنما أيضا من النخبة. إذ سبق للشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- أن أطلق عليه لقب "جماعة في رجل"، ناهيك عن أن موهبته الفنية كانت محل مباركة شعبية مطلقة، كما أن الرئيس العام السابق لرعاية الشباب والرياضة الأمير فيصل بن فهد كان -رحمه الله- كرمه في 1987 عند تقاعده من عمله كمدير للفنون المسرحية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب. وكانت البدايات قد جمعته مع الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله - عندما قدم أمامه تمثيلية "بدوي في الطيارة" خلال زيارته للمنطقة الشرقية في الخمسينات، حيث أعجب بموهبته ومنحه مكافأة كبيرة في ذلك الزمن، قدرها ألف ريال من الفضة، وطلب أن تُسجل التمثيلية على شريط ليأخذه معه إلى قصره ويفاجئ به عائلته وضيوفه.