لم يكن (مريبض وحديجان) رجلين منهمكين في السذاجة أوإضحاك المستمع حتى الجوع، بل هما تاريخ مهم في صناعة الفن الكلاسيكي الذي نفتقده كثيراً، هم هذا الرجل (عبد العزيز الهزاع - مواليد عنيزة - 1937م) الذي قدم تمثيله بصوته وبشخصيات مختلفة كان نجومها (حديجان ومريبض) هؤلاء البّدو في الطيارة وفي المستشفى وغيرهما رجلان مضحكان في فواصل مواقفهما. عندما لمع نجمه في الداخل قبيل ولادة الإعلام سمع في الخارج - لذا تم طلبه من ملك العراق فيصل بن غازي- إلى جلالة الملك سعود بن عبد العزيز (رحمهم الله)، لتسمعه العائلة ولذا أمر الملك سعود للهزاع بأن يرحل إلى العراق لذلك الغرض - عندما وصل هناك استفادت إذاعة العراق في العام (1957م) من تواجده وسجلت له (باكورة) انتاجه هي تلك التمثيلية التي نسمعها كثيراً ولا ننسى تلك (الافيهات) والنكت.! لكن المستغرب في تلك السنوات ما فعله العماني(الفنان والمهندس) سالم الصوري الذي يمتلك استديو تسجيل اسطوانات في البحرين- سوق المقاصيص، بعد إذاعة التمثيلية سارع بتسجيلها على ثلاث اسطوانات وبيعها، حتى انه قبل نزول الكاسيت كسب من تلك الاسطوانات ما يقارب ( 100ألف ريال). الكل كان يسمعها ويركل برجليه من الضحك (أنت فوق الكرسي والا الكرسي فوقك) هؤلاء (حديجان - بعدما شرب الكحول في الطائرة وقال لمريبض تلك الجملة الشهيرة) بعد دخول خطوط الطيران وهو لتعريف الناس بما قد يحصل عند ركوب الطائرات الأجنبية. هذه التمثيلية رغم ابتعاد الإذاعات عن بثها منذ وقت بعيد إلا أن الجمهور مازال يتذكرها ويستمتع ويستمع لها في ذاكرته. (54عاماً) رحلة الهزاع للعراق كانت ولادة أسطورة(حديجان ومريبض)، التي قادت الشرطة والهيئة لدخولهم على غرفة المدرسين (عندما قدم لزملائه تمثيلية كان فيها صوت المرأة) ليكتشفوا أن صوتها كان خارجاً من رجل، له ذكريات معنا لا تنسى.