حقق المشروع السياحي الاقتصادي مشروع "THE RIG" الذي أعلن عن انطلاقه صندوق الاستثمارات العامة قبل أكثر من عامين ثورة مهمة في مفاهيم الاستثمار الجديد في المشروعات السياحية، مما يؤسس لبيئة استثمار بحرية جديدة تضاف لمنجزات المملكة الاقتصادية، وتوقع خبراء بالاقتصاد السياحي تحقق عوائد اقتصادية كبرى للمملكة التي رسمت مرحلة اقتصادية جديدة تعتمد على خلق المشروعات الإبداعية الجديدة وفق أهداف رؤية 2030 التي تسير فيها المملكة في ظل توجيهات القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين. وشدد خبراء في الاقتصاد السياحي على أن إطلاق "THE RIG" الجديد سيعزز من المشروعات غير المسبوقة التي تلفت أنظار العالم، ما يعزز من مكانة وقدرة الاقتصاد السعودي على جذب المستثمرين وتعزيز الثقة أكثر على الصعيد العالمي، واختيرت المنطقة الشرقية التي تعد إحدى مناطق الجذب السياحي في المملكة لاحتضان المشروع الجديد، مما يعطي بعداً سياحياً جديدًا للمنطقة التي تقع على ساحل الخليج العربي. والمشروع الذي يأخذ مفهومه التكويني من منصات النفط البحرية يقام على مساحة تفوق 150 ألف متر مربع، ويعد مناسبا لفئة الشباب من محبي المغامرة والتجارب الرياضية ذات البعد البحري. منصات بحرية عائمة وشدد الخبير الاقتصادي د. علي بو خمسين على أن إعلان إطلاق مشروع The Rig يعد حدثاً اقتصادياً مهامًا للمنطقة الشرقية، وقال ل"الرياض": "إن الإعلان عن مشروع سياحي بحري بالكامل على منصات بحرية عائمة مثل تلك المستخدمة في استخراج النفط، حيث يحاكي هذا المشروع تجربة حقيقية حية لعالم أعمال استخراج النفط من أعماق البحار وهذا ما جسده إعلان الشركة التابعة لصندوق الاستثمارات العامة عن إطلاق المخطط العام لمشروع The Rig والذي هو عبارة عن ثورة في مفاهيم المشروعات السياحية الترفيهية العصرية التي تتبنى مفاهيم غير تقليدية في إنشائها وأفكاراً جديدة في أساليبها المعمارية ومواد البناء المستخدمه فيها، بحيث تكون في النهاية غير تقليدية لتعبر عن كونه رؤية طموحة ستعيد تعريف الرياضات البحرية وسياحة المغامرات". وتابع: "يستمدّ تصميم المشروع من مفهوم منصات النفط البحرية، هذا المفهوم الذي يحتفي بإرث المملكة وتاريخها العريق في قطاعَي النفط والغاز وفي هذا المشروع يقدم المصممون منتجاً سياحياً فاخراً وجديداً تماماً من نوعه وفكرة لمشروع سياحي ترفيهي عصري غير تقليدي يمثل نقلة نوعية كبرى بكل ما تعتبره الكلمة لعالم الترفيه والمغامرات والأنشطة الترفيهية فجاءت فكره المشروع وبشكل استثنائي لإقامة مباني المشروع بالكامل في وسط البحر وليس على جزيرة كما هو متوقع، كإشارة رمزية لكون المملكة أكبر دولة نفطية في العالم، وتم اختيار موقعه ليكون على بعد 40 كم من سواحل الدمام بالقرب من جزيرة الجريد، بحيث يضم ثلاثة فنادق عالمية و11 مطعماً عالمياً بمختلف الأذواق والنكهات، وليضم أكثر من 800 غرفة وجناح فندقي خمس نجوم ومن المتوقع أن يستضيف قرابة 900 ألف زائر سنوياً، ويضم المشروع مهابط طيران هليكوبتر، ونادٍ لليخوت والزوارق البحرية المختلفة، ويتم الوصول إليه عبر سفن مخصصة لنقل السياح وعبر اليخوت والزوارق الخاصة، ومن المخطط أن يتوافر بالمشروع مختلف أنواع الرياضات المائية التقليدية والحديثة بجانب ألعاب التحدي والإثارة التي تناسب الطابع البحري، وفيه مركز خاص بالغوص الترفيهي وللمحترفين وفيه مساحات خاصة لألعاب كهربائية وألعاب الواقع الافتراضي بخلاف وسائل الترفيه التقليدية والمسابح والمعارض ودور السينما ليحصل السياح على عالم من الترفيه والاستجمام الراقي، ومن المتوقع أن يكون هذا المشروع أيقونة للمشروعات السياحية البحرية، فهو الأول من نوعه في العالم من حيث الفكرة والمفهوم وبهذا المحتوى المتنوع والمثير في مكوناته وخدماته، ولا شك أن ما يقدمه صندوق الاستثمارات السعودي من مشروعات تحت مظلة الرؤية الوطنية تمثل حقاً مشروعات نوعية بارزة ليس على الصعيد المحلي والإقليمي، بل وعلى الساحة العالمية، بما تجسده من مشروعات حضرية فريدة بأفكار وطريقة تنفيذها، فضلاً عن أنها تتبنى أفكار الاستدامة البيئية بما يؤكد على التزام المملكة بالاستدامة قولاً وعملاً، وليس مجرد شعارات بعيدة عن الواقع العملي، ويأتي إطلاق هذا المشروع ليؤكد ريادة السعودية المستقبلية على المستوى السياحي وبما يعزز من ارتفاع جاذبية السياحة السعودية التي نجحت حالياً في استقطاب 53.6 مليون سائح منهم قرابة 14.5 مليون سائح أجنبي، وهذه الأرقام متجهة للزيادة بقوة لا سيما مع إطلاق المشروعات السياحية العملاقة بالمملكة كما هو متوقع خلال الأعوام القريبة القادمة، وهذا ما يؤكد نجاح الرؤية للنهوض بالقطاع السياحي ليصبح أحد مصادر الدخل الرئيسة، ويحقق التنويع الاقتصادي للدخل وتقليص الاعتماد على إيرادات النفط". من جانبه شدد العقاري حسين النمر على أن مشروع The Rig يتمتع من الناحية العقارية بموقع مميز مستحدث وغير مسبوق، وقال: "إن موقع المشروع من الناحية العقارية مهم للغاية لعدة أسباب، منها، أنه يقع في موقع استراتيجي على عائم بالخليج العربي، ما يجعله مكانًا جذابًا للشركات والمؤسسات التي ترغب في الوصول إلى الأسواق العالمية، إنه يتمتع ببنية تحتية متطورة تحتضن مقومات اقتصادية مستحدثة وجاذبة للاستثمار العالمي الذي يعد إضافة نوعية لاقتصادنا الوطني"، مشيراً إلى أنه يتمتع بإمكانيات اقتصادية كبيرة، حيث يوجد في المنطقة عدد من المشروعات التجارية والخدمية الناجحة. وعن استراتيجية الموقع بالنسبة للمستثمر قال: "إن خلق البيئة الاستثمارية الجاذبة التي أعلن عنها تجعل المستثمر يرغب في خوض التجربة كمستثمر، خاصة أن معدل الإقبال عليه من قبل المستفيدين من السياح يعد أمراً مرتفعاً للغاية قياساً بالمشروعات التي تم عملها في العاصمة الرياض كمشروعات الترفيه السياحي التي يرتادها مواطنو الخليج والعالم العربي والغربي". حسين النمر