جاء إعلان وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، عن حقول لإنتاج الغاز ليسرع وتيرة الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى إمكانية تصدير الفائض للأسواق العالمية بمجرد بدء الدور الإنتاجية لتلك الحقول المكتشفة، فيما برهنت شركة أرامكو السعودية من إعلاناتها أنها تهدف كمنتج للنفط بالأساس، إلى زيادة إنتاجها من الغاز 50 % بحلول 2030 عن مستويات 2021. وقالت في أواخر سبتمبر الماضي، إنها وافقت على الاستحواذ على حصة أقلية إستراتيجية في شركة الغاز الطبيعي المسال "ميد أوشن إنرجي" مقابل 500 مليون دولار، مع خيار زيادة الحصة، وذلك في إطار توجهها نحو الغاز الطبيعي. وقال اقتصاديون ل"الرياض"، إن اكتشاف المملكة حقول الغاز الجديدة في الشرقية والربع الخالي تحتوي على احتياطات ضخمة يزيد من مخزون هذه السلعة الثمينة، خصوصا في ظل التوقعات بارتفاع الطلب العالمي على الغاز بنسبة 1,6 % سنويا، مؤكدين في الوقت نفسه أن تلك الاكتشافات توفر الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى إمكانية تصدير الفائض للأسواق العالمية بمجرد بدء الدور الإنتاجية لتلك الحقول المكتشفة. وأكد د. محمد الصبان، خبير النفط الدولي، أن حجم الاحتياطيات المكتشفة من الغاز الطبيعي في الشرقية والربع الخالي كبيرة للغاية، حيث تضاف الى حقول أخرى اكتشفت في الفترة السابقة، منها حقل الجافورة، مبينا في الوقت نفسه أن الاكتشافات الجديدة للغاز الطبيعي تزيد من الاحتياطات لدى المملكة، حيث بدء ضخ الإنتاج من حقول الإنتاج الذي سيوفر اكتفاء ذاتياً، بالإضافة الى إمكانية تصدير الغاز الطبيعي للسوق العالمية، سواء على هيئة غاز مسال او هيئات أخرى، مما يضيف للمملكة إنجازاً جديداً في مجال الطاقة. وأشار الصبان، إلى أن إمكانية تصدير الغاز على هيئة سائل كما تفعله قطر و غيرها من الدول بالنسبة للغاز المسال، متوقعا أن تلعب الاكتشافات الجديدة من الغاز الطبيعي في احتلال المملكة موقعا متقدما في الدول المنتجة للغاز، بحيث لا تصبح لاعبا رئيسيا في صناعة النفط وانما يضاف اليها الدخول بقوة في نادي الغاز الطبيعي، بالإضافة الى تصدير الغاز من الفائض للدول المجاورة من مصادر الطاقة المتجددة، مبينا، أن المملكة تتجه للهيدروجين الأخضر والأزرق وهي من مصادر الطاقة التي تساعد على إحداث التكامل الأفقي في صناعة النفط بالمملكة، وبالتالي تنويع الاقتصاد الوطني، مؤكداً، أن أرامكو السعودية لا تكتفي بالتكامل الأفقي وإنما تتجه للتكامل الرأسي، من خلال استخدام النفط والغاز لإنتاج البتروكيماويات والمنتجات المكررة، موضحا، أن المملكة تعيش في مرحلة مزدهرة في صناعة الطاقة وغيرها من الصناعات الأخرى التي تساهم بالاقتصاد الوطني. قفزة ملموسة وأوضح إبراهيم آل الشيخ، رئيس اللجنة الصناعية الوطنية باتحاد الغرف السعودية، أن الاكتشافات الجديدة للغاز في المنطقة الشرقية والربع الخالي سيكون لها إضافة قوية للقطاع الصناعي بالمملكة، مبينا، أن الصناعات البتروكيماوية ستكون من أكثر القطاعات استفادة من تلك الاكتشافات على المدى المتوسط والبعيد، بالإضافة الى إحداث قفزة ملموسة على مختلف الصناعات المعتمدة على الغاز الطبيعي في تشغيل الدورة الإنتاجية، مضيفا، أن توجيه الغاز الطبيعي للصناعات التحويلية سيحدث انعطافه كبيرة على الاقتصاد الوطني. وقال د. حسن العبندي، أستاذ المالية والاقتصاد السابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن إعلان وزارة الطاقة اكتشاف حقلين للغاز الطبيعي في الربع الخالي يزيد من مخزون هذه السلعة الثمينة في المملكة، خصوصا وأن الطاقة الإنتاجية تصل الى 30 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا من مكمن "حنيفة:، بالإضافة إلى الطاقة الإنتاجية بمعدل 3.1 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا من مكمن "العرب – ج" فضلاً عن 14 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا في مكمن "عنيزة ب/ج" وكذلك 11.7 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا من مكمن "الصارة"، فضلا عن 5.1 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا من مكمن "القصيباء". ولفت ألى أن الاكتشافات الجديدة في الربع الخالي ترفع من احتياطات المملكة من الغاز الطبيعي، مما يعزز موقعها مع الدول الأخرى التي تمتلك احتياطات كبيرة في الغاز عالميا،، مشيرا إلى أن الاكتشافات الجديدة ستدخل المملكة ضمن نادي انتاج الغاز على المستوى العالمي، لافتا إلى أن سوق الغاز الطبيعي ينمو بشكل كبير، نتيجة الطلب الكبير على مشتقات الغاز الطبيعي، مؤكدا، أن الابتكارات المتوقعة المحرك الأساس وراء التوجه نحو الغاز والتحول من استخدام النفط في العديد من الصناعات، مبينا، أن أنظمة الطاقة المستخدمة في المصانع أو المنازل تعتمد على مشتقات النفط، مضيفا، أن هناك توجهاً للتحول الى مشتقات الغاز عوضاً من مشتقات النفط ولكن يتسم بالبطء، موضحا، أن الاكتشافات الجديدة في الربع الخالي تتوزع على 46 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا في مكمن "الجله"، بالإضافة الى أن 15.5 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا في مكمن "عنيزة – أ". وتوقع ارتفاع الطلب العالمي على الغاز بنسبة 1,6 ٪ سنويا، ورغم تراجع هذه النسبة قليلاً، مؤكدا، أن الغاز ستبقى سلعة استراتيجية في المستقبل، مشيرا إلى أن روسيا هي البلد الأكبر من حيث احتياطي الغاز الطبيعي، وتليها كل من إيرانوقطر وأمريكا وبعدها تأتي السعودية في المرتبة الخامسة بنسبة 4,2 ٪ من الاحتياطيات العالمية، مؤكدا في الوقت نفسه أن النفط والغاز يبقى من العوامل الدافعة للتنمية الاقتصادية الاجتماعية للمملكة، كونها لاعبا رئيسا في الاقتصاد العالمي. يذكر ان وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قد أعلن مطلع الأسبوع الجاري عن اكتشاف حقل "الحيران" للغاز الطبيعي، بعد أن تدفق الغاز من مكمن "حنيفة" في بئر (الحيران - 1) بمعدل 30 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، و 1600 برميلٍ من المكثفات، بالإضافة إلى تدفق الغاز من مكمن "العرب – ج" في الحقل نفسه بمعدل 3.1 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. كما أعلن الوزير اكتشاف حقل "المحاكيك" للغاز الطبيعي، بعد أن تدفق الغاز من بئر (المحاكيك - 2) بمعدل 0.85 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. كما اكتُشِف الغاز الطبيعي في خمسة مكامن في حقول مكتشفة مسبقاً في السعودية، حيث اكتُشف الغاز الطبيعي في مكمن "الجله" في حقل "عسيكرة" في الربع الخالي، بعد أن تدفق الغاز بمعدل 46 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. إضافة إلى اكتشاف مكمن إضافي للغاز الطبيعي في حقل "شدون" غرب مركز حرض، حيث اكتُشِف الغاز الطبيعي في مكمن "عنيزة – أ" بعد أن تدفق الغاز بمعدل 15.5 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، مصحوباً بنحو 460 برميلاً من المكثفات. كما تم اكتشاف الغاز الطبيعي في مكمن "عنيزة ب/ج" في حقل "مزاليج" جنوب غرب الظهران، حيث تدفق الغاز بمعدل 14 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، مصحوباً بنحو 4150 برميلاً يومياً من المكثفات. واكتُشِف أيضاً الغاز الطبيعي في مكمن "الصارة" في حقل "الوضيحي" ومكمن "القصيباء" في حقل "أوتاد" جنوب غرب مدينة الهفوف، حيث تدفق الغاز الطبيعي من مكمن "الصارة" بمعدل 11.7 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، ومن مكمن "القصيباء" بمعدل 5.1 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، مصحوباً بنحو 57 برميلاً يومياً من المكثفات. د. محمد الصبان إبراهيم آل الشيخ