قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا ليست ضد التسوية السلمية للصراع في أوكرانيا، لكن كييف هي التي "أخلت بجميع الترتيبات" وليست مستعدة للتفاوض. وأضاف بوتين، لمجموعة "تشاينا ميديا جروب" الصينية في مقابلة نُشرت على الموقع الالكتروني للكرملين، "فيما يتعلق بما يجب القيام به وكيف يتعين القيام به من أجل إنهاء الصراع بالوسائل السلمية: لم نكن أبدا ضد ذلك"، بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء. وقال بوتين إنه "في ربيع عام 2022 في إسطنبول، توصل الجانبان عمليا إلى اتفاق، مع مراعاة توفير المصالح الأمنية المشروعة لروسيا. وأضاف بوتين "طرح الجانب الأوكراني مطالب صارمة للغاية فيما يتعلق بالأمن، وقبلناها تقريبا. ولكن بمجرد سحبنا قواتنا من العاصمة الأوكرانية كييف، أخل الجانب الأوكراني بجميع الترتيبات". وقال بوتين "أعلنوا أنهم سيسعون إلى هزيمة روسيا وتحقيق النصر في ساحة المعركة، لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا. وشنوا عملية عسكرية نشطة، ما يسمى بالهجوم المضاد، واستمرت منذ 4 يونيو الماضي. ولم يتم تحقيق أي نتائج حتى الآن سوى الخسائر الفادحة". وقال بوتين "للأسف، الجانب المعارض لا يريد الدخول في أي مفاوضات. وفي الواقع، أصدر رئيس أوكرانيا مرسوما يحظر على أي شخص إجراء أي مفاوضات معنا. كيف يمكننا إجراء مفاوضات إذا كانوا غير راغبين في ذلك بل أصدروا مرسوما يحظر مثل هذه المفاوضات ؟" وأضاف بوتين "إذا كان الجانب الأوكراني على استعداد لذلك، أعتقد أن أول شيء يجب فعله هو إلغاء المرسوم والإعراب عن الاستعداد للمفاوضات". وقال بوتين "نحن مستعدون للتفاوض على اتفاق سلام مع أوكرانيا، بما في ذلك على أساس المقترحات التي قدمها أصدقاؤنا الصينيون"، في إشارة إلى خطة السلام للتسوية الأوكرانية التي اقترحتها بكين في وقت سابق من العام الجاري. من جانبها قالت القوات الجوية الأوكرانية في وقت مبكر الاثنين إن روسيا أطلقت خمسة صواريخ و12 طائرة مسيرة محملة بالذخيرة صوب أوكرانيا في هجوم شنته الليلة قبل الماضية مع أنباء من مسؤولين عن قصف مدفعي وضربات جوية. وقالت القوات الجوية إن الصواريخ، التي اسقطت اثنين منها، كانت تستهدف مناطق شمالية وشرقية فيما أُطلقت المسيرات، التي جرى اسقاط 11 منها، باتجاهات متعددة مع تركيز خاص على غرب أوكرانيا. وقال فيليب برونين حاكم منطقة بولتافا الشرقية إن المنطقة هوجمت بطائرات مسيرة وصواريخ وإن ثلاثة مدنيين نقلوا إلى المستشفى. وكتب على تطبيق تيليغرام للتراسل "لحسن الحظ، لم تصب بنية تحتية مدنية أو حيوية. لكن حطام الصواريخ ألحق أضرارا بعدة منازل خاصة". من جانبه، قال حاكم منطقة زابوريجيا إن روسيا شنت أيضا قصفا مدفعيا وضربات جوية على المنطقة مما ألحق أضرارا بعدة مبان سكنية وبنى تحتية وأدى لإصابة امرأة مسنة. وأكد المتحدث باسم المجموعة القتالية الغربية الروسية، سيرجي زيبينسكي، لوكالة تاس الروسية للأنباء، إن القوات المسلحة الأوكرانية تكبدت نحو سريتين من الأفراد ودبابة ومركبتين قتاليتين مدرعتين في اتجاه كوبيانسك في اليوم الماضي. وأضاف زيبينسكي أن "إجمالي خسائر العدو بلغ نحو سريتين من الأفراد، ودبابة، ومركبتين قتاليتين مدرعتين، وطائرتين مسيرتين وشاحنتين صغيرتين"، بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء. وقال زيبينسكي إن المجموعة القتالية دمرت أيضا نظام مدفعية أوكراني من عيار 152 ملم بالنيران المضادة للبطاريات. كما ذكر رئيس المركز الإعلامي لمجموعة "الجنوب" للقوات المسلحة الروسية، فاديم أستافيف، أن القوات الروسية تمكنت من صد خمس هجمات للجيش الأوكراني في منطقة أرتيموفسك (باخموت) بجمهورية دونيتسك الشعبية. وجاء في بيان المركز الاعلامي، الذي نقلته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية الاثنين، أنه "على محور دونيتسك، صدت وحدات مجموعة الجنوب بدعم من الطيران والمدفعية، هجوما للمجموعة الهجومية من الكتيبة الثانية للواء الميكانيكي 56 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة أوريخوفو-فاسيليفكا. كما تم صد هجوم للواء 112 دفاع إقليمي وهجومين لواحدات الكتيبة ال5 في منطقة كليشييفكا". وفي الوقت نفسه تمكنت القوات الروسية من صد هجوم كتيبة الدفاع الإقليمي ال127 التابعة للجيش الأوكراني في منطقة دوبوفو-فاسيليفكا. وذكرت الوكالة أن كييف تتبع أساليب إرهابية، في مقدمتها استخدام المسيرات الهجومية والصواريخ ضد المدنيين والمنشآت المدنية في روسيا؛ في محاولة لتشتيت الانتباه عن فشل ما تسميه ب"الهجوم المضاد" على محاور القتال.