قبل الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي اقتراح نظيره الرئيسي، فلاديمير بوتين، لإجراء مفاوضات سلام ووقف إطلاق النار، طبقا لما ذكره سيرجي نيكيفوروف، السكرتير الشخصي للرئيس الأوكراني، السبت. ونقلت وكالة "إيتار تاس" الروسية للأنباء السبت عن زيلينسكي قوله، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك): "يتعين أن أنفي مزاعم بأننا رفضنا إجراء محادثات، كانت أوكرانيا دائما مستعدة وتستعد للتفاوض بشأن السلام ووقف إطلاق النار، هذا هو موقفنا الدائم، قبلنا اقتراح الرئيس الروسي". وتابع نيكوفوروف، إن مشاورات تجرى بشأن مكان وتوقيت المفاوضات، مشيرا إلى أنه كلما بدأت المحادثات مبكرا، كلما زادت فرص استعادة الحياة الطبيعية. وكان دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي قد قال في وقت سابق: إن بوتين مستعد لإرسال وفد إلى منسك، لإجراء محادثات مع أوكرانيا. وفي وقت لاحق، قال إنه ردا على المبادرة لإجراء محادثات في العاصمة البيلاروسية، اقترح الجانب الأوكراني أن تكون وارسو مكانا محتملا وفقد الاتصال فيما بعد. كانت تقارير من مناطق بالعاصمة الأوكرانية قد أفادت باندلاع قتال في الساعات المبكرة من صباح السبت، وذلك بعدما حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أنه يتوقع أن يقتحم الجيش الروسي العاصمة كييف خلال الليل. وأكد الجيش الأوكراني أنه صد هجوما للقوات الروسية على ثكنات للجيش الأوكراني في غرب كييف خلال الليل، على بعد سبعة كيلومترات من وسط المدينة. وأظهرت صور اندلاع نيران فوق موقع الاشتباكات، في حين سمع دوي إطلاق نار في مقاطع فيديو تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. من جهة أخرى وفي تسجيل فيديو جديد، أكد زيلينسكي السبت أن أوكرانيا "أخرجت" خطة الهجوم الروسية "عن مسارها". وقال: "صمدنا ونجحنا في التصدي لهجمات العدو"، موضحا أن "القتال مستمر في العديد من البلدات والمناطق في البلاد، لكن جيشنا هو الذي يسيطر على كييف والمدن الرئيسية في كل أنحاء العاصمة". وفي اليوم الثالث من الهجوم الروسي على أوكرانيا، تدور مواجهات في كييف بين قوات الجانبين من أجل السيطرة على العاصمة. وجرت معارك في جادة النصر، أحد الشرايين الرئيسة في كييف بعد ساعات من توجيه زيلينسكي دعوة إلى التعبئة. ودعا فولوديمير زيلينسكي السكان إلى حمل السلاح وأقسم أنه سيبقى في العاصمة مؤكدا أن السلاح الغربي في طريقه لدعم الأوكرانيين. في الوقت نفسه، أعلن رئيس بلدية كييف السبت تشديد حظر التجول المفروض في العاصمة محذرا من أن أي شخص سيكون موجودا في الشوارع بين الساعة الخامسة عصراً والساعة الثامنة سيعامل على أنه عدو. وقال فيتالي كليتشكو "سيعتبر جميع المدنيين الموجودين في الشوارع خلال فترة حظر التجول أعضاء في مجموعات التخريب والاستطلاع التابعة للعدو". من جهته، أعلن وزير الصحة الأوكراني فكتور لياشكو على فيسبوك السبت أن 198 مدنيا قتلوا بينهم ثلاثة أطفال، وجرح أكثر من ألف شخص آخر منذ بدء الغزو الروسي للبلاد قبل ثلاثة أيام. وقال "للأسف وبحسب البيانات، قتل 198 شخصا على أيدي الغزاة، من بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 1115 شخصا آخر من بينهم 33 طفلا". كذلك، قتل عشرات الجنود فيما لم تعلن روسيا أي حصيلة. وتقول كييف إنها ألحقت خسائر فادحة بالجيش الروسي. روسيا تستخدم الفيتو في مجلس الأمن ضدّ مشروع قرار يستنكر «عدوانها» على أوكرانيا الحرب ستطول أعلن زيلينسكي "السبت" أن شركاءه الغربيين سيرسلون أسلحة جديدة ومعدات لأوكرانيا، قائلا إن "التحالف ضد الحرب فاعل". وجاءت تصريحاته بعد مكالمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حذّر أن الحرب في أوكرانيا "ستطول" و"يجب أن نستعد لها". وأعلنت وزارة الدفاع الهولندية في رسالة إلى البرلمان أن "هولندا تلقت من أوكرانيا أخيرا طلبات إضافية لمعدات عسكرية"، مشيرة إلى أن البلاد "ستزود أوكرانيا بمئتي صاروخ ستينغر مضاد للطائرات في أقرب وقت ممكن". من جهة أخرى وفي تسجيله الأخير السبت، دعا زيلينسكي الروس إلى الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين لوقف هجومه على أوكرانيا. كما دعا ألمانيا والمجر إلى "التحلي بالشجاعة" ودعم استبعاد روسيا من نظام "سويفت" المصرفي لمعاقبة موسكو على غزو بلاده. وقال "هناك دعم شبه تام من دول الاتحاد الأوروبي لاستبعاد روسيا من سويفت"، معبرا عن أمله في أن "تتحلى ألمانيا والمجر بالشجاعة لدعم هذا القرار". وفي الإطار نفسه وعد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي زيلينسكي بدعم عقوبات الاتحاد الأوروبي "بما فيها تلك المتعلقة باستبعاد روسيا من نظام سويفت" كما أعلنت الحكومة الإيطالية السبت. دبلوماسيا، أعلنت هولندا والنروج نقل سفارتيهما في أوكرانيا إلى بولندا. وبررت وزارة الخارجية الهولندية قرارها بضرورة ضمان سلامة موظفيها الذين نقلوا إلى "الجانب البولندي من الحدود مع أوكرانيا لمواصلة عملهم من هناك"، بينما أعلنت الخارجية النروجية أن السفارة في كييف "مغلقة بشكل مؤقت وتعمل" حتى إشعار آخر "من العاصمة البولندية وارسو". وكانت السويد اتخذت قرارا مماثلا يوم الخميس. من جانبها، دعت الصين السبت رعاياها في أوكرانيا إلى التزام أقصى قدر من الحذر. وقالت السفارة الصينية في كييف إن "تصعيد الحرب بين أوكرانياوروسيا يشكل مخاطر على أمن المواطنين الصينيين"، مشيرة إلى زيادة في "السلوك المتطرف في المجتمع الأوكراني". ودعت السفارة في بيان رعاياها إلى "تجنب الخلافات بشأن قضايا محددة" و"التوافق مع الشعب الأوكراني" و"الامتناع عن إظهار أي علامات حول هويتهم". وحدات تخريبية أكد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو في مقطع فيديو أنها كانت ليلة "صعبة" في العاصمة بوجود "وحدات تخريبية" روسية لكن ليس وحدات عسكرية نظامية حتى الآن. ويحاول الجيش الروسي دخول كييف من الشمال والشمال الشرقي مع دخول قوات من بيلاروس المجاورة. كذلك أفاد الجيش الأوكراني عن معارك "عنيفة" على مسافة 30 كيلومترا إلى جنوب غرب كييف حيث قال إن الروس "يحاولون إنزال مظليين". وأفاد مراسلون أن دوي نيران المدفعية والصواريخ تتردد بشكل متقطع في شمال غرب كييف. وأصيب مبنى سكني مرتفع في العاصمة بصاروخ، بحسب السلطات الأوكرانية التي لم تقدم معلومات عن أي ضحايا محتملين في الوقت الراهن. كما أعلنت القوات البرية الأوكرانية على فيسبوك أنها دمرت رتلا روسيا من خمس آليات عسكرية بينها دبابة قرب محطة بيريستيسكا للمترو على جادة النصر في شمال غرب العاصمة. من جهتها، لم تتحدث وزارة الدفاع الروسية عن أي هجوم على كييف واكتفت بالإعلان عن إطلاق صواريخ كروز على البنية التحتية العسكرية وإحراز تقدم ميداني في الشرق حيث يدعم الجيش الروسي الانفصاليين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وفي جنوبأوكرانيا حيث دخلت القوات الروسية الاثنين من شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014. من جانب آخر، طلبت الهيئة الناظمة الروسية للاتصالات السبت من وسائل إعلام وطنية حذف التقارير التي تصف هجوم موسكو على أوكرانيا بأنه "هجوم أو غزو أو إعلان حرب". وعلى الطريق بين كراماتورسك ودنيبرو الواقعتين في شرق أوكرانيا، لاحظ صحافيون وجود عدد كبير من القوافل العسكرية الأوكرانية. وأقيمت حواجز عسكرية عند مداخل ومخارج كل مدينة رئيسة في هذه المنطقة. وحول اللاجئين أعلن نائب وزير الداخلية البولندي باول سفيرناكر السبت أن مئة ألف أوكراني عبروا الحدود البولندية منذ بدء الهجوم. وقال للصحافيين الذين التقاهم في قرية مديكا الحدودية "منذ بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا، عبر مئة ألف شخص الحدود قادمين من أوكرانيا إلى بولندا". وفي المواقف الروسية الجديد أعلنت موسكو أغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات القادمة من بلغاريا وبولندا وتشيكيا. وكما كان متوقعا، استخدمت روسيا في مجلس الأمن الدولي الجمعة، حقّ النقض ضدّ مشروع قرار صاغته الولاياتالمتحدة وألبانيا يستنكر "بأشدّ العبارات عدوانها على أوكرانيا" ويدعوها إلى سحب قواتها من هذا البلد "فورا"، رغم حصوله على تأييد غالبية البلدان. واتهمت روسيا الجانب الأوكراني بقصف مناطق سكنية في منطقة الدونباس التابعة للانفصاليين. ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية عن وزارة الدفاع في موسكو قولها إن "قوميين أوكرانيين" هاجموا قبل ظهر السبت مناطق من بينها مدينة ستاروبيلسك في إقليم لوهانسك. وأضافت الوزارة: "في أعقاب ذلك اندلعت النيران في المدينة، وهناك مبان سكنية مدمرة وقتلى بين السكان المدنيين". في الوقت نفسه، أكدت وزارة الدفاع الروسية مجددا أن الجانب الروسي لا يهاجم التجمعات السكنية الأوكرانية. وكان مبنى شاهق في العاصمة الأوكرانية كييف تعرض لهجمات عنيفة من القوات الروسية في وقت سابق السبت، وأظهرت الصور حدوث دمار في الأدوار العليا من المبنى حيث تم تدمير ما لا يقل عن أربعة طوابق من الجانب. وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا نشر على تويتر صورة للمبنى المتضرر. بدورها، تسلمت القوات المسلحة الأوكرانية السبت خمسة آلاف خوذة كانت الحكومة الألمانية قد وعدت بتوريدها لأوكرانيا. وعلمت وكالة الأنباء الألمانية من مصادر في برلين أنه تم نقل الخوذات على متن شاحنتين الجمعة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الخوذات هي المساعدة التسليحية الوحيدة التي وعدت بها الحكومة الألمانية أوكرانيا حتى الآن في الأزمة الحالية. ولا تزال الحكومة الألمانية متمسكة برفض توريد أسلحة فتاكة لأوكرانيا حتى عقب الهجوم الروسي عليها. ويُجرى مراجعة قائمة طلبات من السفارة الأوكرانية للمعدات العسكرية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وكانت الحكومة الأوكرانية هي التي طلبت أيضا الحصول على خوذات من ألمانيا، وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت من قبل إن هذه المساعدة تعد "إشارة واضحة للغاية" على أن ألمانيا تقف إلى جانب أوكرانيا. في المقابل، انتقدت أوكرانيا بشدة إحجام ألمانيا عن توريد أسلحة لها. وتدعم دول أخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو) مثل الولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا ودول البلطيق أوكرانيا بأسلحة. الصواريخ الروسية ضربت العديد من المواقع في أوكرانيا (رويترز) قبول زيلينسكي دعوات بوتين لإجراء محادثات يزيد من فرص السيطرة على الأمور (أ ف ب) تزود بالمؤونة قبل نفاد المأكل والمشرب (رويترز)