قالت المخابرات العسكرية الأوكرانية الاثنين إن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على منصات بحرية للتنقيب عن الغاز والنفط قرب شبه جزيرة القرم. وذكرت عبر تطبيق تيليغرام أن قوات كييف استعادت السيطرة على منصات تنقيب تعرف باسم أبراج بويكو من روسيا في "مهمة فريدة من نوعها". وأشارت إلى أن روسيا، التي احتلت شبه الجزيرة وضمتها لأراضيها في 2014، استولت على المنصات في 2015. وتستخدمها موسكو لأغراض عسكرية منذ بدأت غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022. ولم ترد روسيا على طلب للتعليق على التقرير بعد. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من معلومات المخابرات العسكرية الأوكرانية. وقالت المخابرات في مقطع فيديو نشر على تيليغرام "بالنسبة لأوكرانيا، فإن استعادة السيطرة على أبراج بويكو له أهمية استراتيجية، ونتيجة له، فقدت روسيا القدرة على استخدامها لأغراض عسكرية". وأضافت "روسيا سُلبت قدرة السيطرة الكاملة على مياه البحر الأسود وهو ما يجعل أوكرانيا أقرب لاستعادة القرم". وذكرت أن اشتباكا اندلع خلال العملية بين قوات أوكرانية خاصة على قوارب وطائرة مقاتلة روسية، وأن المقاتلة تعرضت لأضرار وأُجبرت على التراجع. وأضافت أنها حققت "مكاسب قيمة" مثل ذخائر هليكوبتر ونظام رادار قادر على تتبع ملاحة السفن في البحر الأسود. كما قام جنود أوكرانيون يرتدون أقنعة بغرس العصي في الشجيرات على طول طريق ريفي مهجور بحثا عن جثث جنود روس يأملون في استبدالهم برفاقهم الأحياء والأموات. وأطلقوا عليه اسم "طريق الموت" بسبب عدد الجنود الروس الذين قتلوا عليه عندما استعادت القوات الأوكرانية قرية بلاهوداتني بجنوب شرق البلاد في بداية هجومها المضاد في يونيو. وبعد مرور ثلاثة أشهر، انتقلت جبهة القتال إلى الجنوب وأصبح الطريق أخيرا آمنا بما يكفي كي يبدأ الفريق المكون من ثلاثة جنود أوكرانيين مهمتهم في الجزء المحرر من منطقة دونيتسك. وقال فولوديمير، الجندي في مشاة البحرية البالغ من العمر 50 عاما، بينما كانت نيران المدفعية تدوي على بعد "سنقوم بالبحث... نبحث بأعيننا، وبتتبع الرائحة". وانتشرت على الطريق مركبات محطمة ومبان مدمرة. وفي مرحلة ما، استخدم الجنود حبلا لسحب جثة للتأكد من عدم قيام القوات الروسية المنسحبة بتفخيخها. وقال فاسيلي، وهو متطوع يبلغ من العمر 53 عاما، "هذا ما نفعله. نجمع جثثهم. ونرتب عمليات تبادل لأسرانا الأحياء، وللجثث، أولادنا... كما تعلم، حتى تتمكن الأم من الذهاب لزيارة المقبرة". وتجري روسياوأوكرانيا عمليات تبادل متكررة لأسرى الحرب وكذلك لجثث الجنود القتلى منذ بدأ الكرملين غزوه الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022. كما أعلنت كييف الاثنين أن قواتها استعادت السيطرة على مساحات من الأراضي في جنوب وشرق أوكرانيا وشقت طريقها الأسبوع الماضي إلى قرية في منطقة دونيتسك. وبدأت القوات الأوكرانية مطلع يونيو هجوما مضادا لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا، إلا أن ما أحرزته من تقدم كان محدودا ما أثار جدلا سياسيا في الغرب بشأن دعم كييف. وأفادت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار بأن القوات الأوكرانية تقدمت نحو مدينة باخموت (شرق) التي عانت من دمار واسع بسبب الحرب. واستولت القوات الروسية في مايو على باخموت، المدينة الصناعيّة التي كانت تعدّ 70 ألف نسمة قبل الحرب، بعد أشهر من المعارك الشرسة والقصف. وتشنّ القوّات الأوكرانيّة هجوما على أطراف المدينة التي أضحت أنقاضًا. وأضافت ماليار أنه "تم تحرير حوالي كيلومترين مربعين في هذا القطاع على مدار الأسبوع. واجمالا تم بالفعل السيطرة على 49 كيلومترًا مربعًا بالقرب من باخموت" منذ بدء الهجوم المضاد. وأكدت المسؤولة الأوكرانية في تصريحات لوسائل إعلام رسمية أن قوات بلادها شقت طريقها إلى الجنوب باتجاه الجزء القروي من أوبيتني بالقرب من بلدة أفدييفكا التي تسيطر عليها أوكرانيا. من جانبه أعلن الجيش الأوكراني، امس الإثنين، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس منذ بداية الحرب الروسية في 24 فبراير من العام الماضي، إلى نحو 269 ألفا و210 جنود، من بينهم 580 جنديا لقوا حتفهم امس الأحد فقط. جاء ذلك وفقا لبيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم" الإثنين. وقال البيان إن القوات الأوكرانية دمرت 4560 دبابة و 8767 مركبة قتالية مدرعة و 5839 من أنظمة المدفعية و 760 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق و 512 من أنظمة الدفاع الجوي. وأضاف البيان أنه تم أيضا تدمير 315 طائرة، و 316 مروحية، و 4628 طائرة مسيرة، و 1455 صاروخ كروز، و 19 سفينة حربية، و 8370 من المركبات وخزانات الوقود، و 7877 من وحدات المعدات الخاصة. ويتعذر التحقق من هذه الأرقام من مصدر مستقل. وأعلن المتحدث باسم خدمات الطوارئ المحلية أن مجموعة دنيبر القتالية دمرت عدة منشآت عسكرية تابعة للجيش الأوكراني في منطقة خيرسون ومجموعة استطلاع بالقرب من جسر أنتونوفكا خلال الأسبوع الماضي. وقال المتحدث "بينما يواصل المسلحون الأوكرانيون ترويع السكان المدنيين وتدمير البنية التحتية في المستوطنات الواقعة في الجزء الأيسر من منطقة خيرسون، دمرت القوات الروسية منشآت عسكرية للجيش الأوكراني، بما في ذلك مستودع ذخيرة ومدفع هاون بالقرب من مستوطنة فيليتينسكوي خلال الأسبوع الماضي"، بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء. وأضاف المتحدث أن القوات الروسية دمرت كذلك "مركز قيادة لواء دفاع إقليمي ومرآب للسيارات ومجموعة استطلاع بالقرب من جسر أنتونوفكا". وقال المتحدث إنه بالإضافة إلى ذلك، دمرت القوات الروسية سيارة بها عدة طائرات مسيرة، وثكنتين، ومنظومة مدفعية ذاتية الدفع قرب مستوطنة إنجينيرنوي، وموقع انتشار مؤقت ومواقع للقوات الأوكرانية قرب أولجوفكا، وثلاثة مدافع هاوتزر من طراز إم 777، ومستودع ذخيرة بالقرب من تياجينكا. ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.