منذ البدء ومكةالمكرمة أم القرى تتناثر على طول أوديتها وسفوح جبالها وشعابها مئات القرى والهجر فضلاً عن محافظات أصبحت قريبة بفعل الطرق السريعة، هذه الملامح حولت قبلة العالم إلى سوق رائجة تفد إليها منتجات المزارعين من داخل منطقة مكةالمكرمة ومن بقية مناطق المملكة، بهدف تسويق منتجاتهم في واحد من أكبر الأسواق للخضار والفواكه والتمور والبطيخ في المملكة، حيث قوافل المعتمرين التي لا تنقطع فضلاً عن مواسم الحج والإجازات، حيث زيادة الكثافة العددية داخل حرم أم القرى. قطاعات كثيرة شهدت متغيرات حديثة، واكبت التنامي المتصاعد لوجهة العالم ومهبط الوحي، من حيث المساحة والكثافة السكانية، لكن موقع حراج الجملة للخضار والتمور والورقيات والبطيخ ما زال بنفس البنية ويغرق في التقليدية. لم نكن في حاجة إلى أن نتسلل للكشف عن أوجه القصور ومجمل السلبيات للموقع، لأنها ماثلة أمام الأعين ويكتشفها المتسوق لأول وهلة بمجرد الوصول إلى الموقع إلى الدخول مع البوابة الحديدية، ثم التجول داخل السوق الذي لم يحقق "الأنسنة". تطوير الموقع إلى ذلك طالب مترددون على حراج الخضار والتمور والبطيخ -الجملة- بمكةالمكرمة، بمزيد من التطوير للموقع في بنية التجهيزات والخدمات والإجراءات، لمواكبة المتغيرات الحديثة في هذا الشأن ولاستنساخ تجارب ناجحة تخدم السوق من جهة ولمزامنة الوثبات التي تشهدها أم القرى، من حيث تزايد الكثافة السكانية، للمعتمرين والحجاج فضلاً عن المواطنين والمقيمين، بدلاً من بقاء موقع الحراج على وضعه منذ سنوات طويلة، لم يطرأ عليه أي إضافات تدعم الخدمات المقدمة لتجار الخضار والورقيات وللمزارعين والمتسوقين. وكانت أولى المطالبات التي رصدتها "الرياض" تظليل ساحة الحراج لحماية المتسوقين والعمالة والمزارعين، خاصة من كبار السن والنساء والأطفال، من لسعات حرارة الطقس وموجات الرياح التي تحمل الأتربة والغبار، ومن هطول الأمطار التي تعرض منتجاتهم للضرر. عدم مواكبة ولفت الانتباه أدهم بخش إلى أن موقع حراج الخضار والورقيات والتمور بحي الكعكية بمكةالمكرمة لم يطرأ عليه أي تطوير يحمل أفكاراً مستنسخة لتجارب ناجحة في أسواق خضار الجملة في الداخل والخارج لسنوات طويلة، حيث ظل كما هو عبارة عن ساحات أسفلت محاطة بسياج حديد، حيث ولم يواكب المتغيرات التي طرأت في تطوير أسواق النفع العام خاصةً في مدينة بحجم مكةالمكرمة تشهد كثافة سكانية كبيرة من قبل المواطنين والمقيمين والمعتمرين والحجاج. ولا حل أمام كثير من المتسوقين ممن التقت بهم الرياض إلاّ بحل أزمة مواقف السيارات وبسرعة منع وقوف سيارات نقل البضائع من المواد الغذائية والمياه المعبأة بعيداً عن موقع الحراج، لفتح مزيد من مساحات الوقوف أمام مركبات المتسوقين، فهناك معاناة كبيرة في الحصول على موقف للمركبة عند الوصول إلى موقع الحراج تتطلب الوقوف في مواقع بعيدة وهو الخيار الصعب للكثيرين نظراً لتحميل مشترياتهم من كراتين وصناديق الخضار والتمور والورقيات والبطيخ. غياب التوطين ويبرز السؤال: لماذا نشاهد السعوديين في أسواق الخضار يتاجرون في مدن سعودية ويديرون تلك الأسواق بكل مهنية والعمالة الوافدة فقط للتحميل والتنزيل في حين أن في أسواق مكةالمكرمة تهيمين عليها العمالة الوافدة والمخالفة؟، سؤال بادرنا به طلق الهذلي وهو يسرد لنا تاريخا طويلا من سيطرة العمالة العربية والآسيوية لأسواق الخضار والفواكه والتمور والبصل والثوم والبطيخ والمواد الغذائية بمكةالمكرمة، لكن الدهشة بلغت الذروة عندما رصدت "الرياض" مخالفين لنظام الإقامة والعمل يمارسون البيع والشراء في مواقع الحراج! ونترك جدل المتسوقين في ملف توطين السوق، لنقف على فكرة منير الحربي وهو يلفت الانتباه إلى دراسة فكرة جديدة متسائلاً: هل يمكن أن نستبدل العربات الحديدية للعمالة في نقل الكميات الكبيرة من كراتين الخضار والتمور والورقيات والبطيخ والطماطم، بسيارات صغيرة بباب سحاب أو قاطرات مهيأة تلغي تلك الصورة التقليدية؟، فالعربات الحديدية يكتنفها ضجيج ومضايقة للمتسوقين وتعطيل لحركة المرور وذلك للنقل اليومي ما بين ساحات الحراج وصالات الفواكه والتمور والخضار والورقيات. إضافة بوابة وأمام الزحام اليومي الذي ترتفع وتيرته يومي الجمعة والسبت من المركبات التي تحمل المتسوقين من المواطنين والمعتمرين والمقيمين يرى ساعد الهذلي أنه من المهم فتح بوابة إضافة من الجهة الغربية الشمالية لحل معاناة أزمة المواقف ونقل مشتريات المتسوقين، لافتاً إلى أهمية معالجة مشكلة الوقوف الطويل لسيارات العمالة التي تعمل في بسطات صالات حلقة الكعكية، بحيث تخصص للمتسوقين. ويطرح مختار فلاته فكرة دراسة تخصيص فترة مسائية لحراج الخضار والورقيات والبطيخ والتمور وهي فكرة مطبقة في حلقة خضار جدة، لمنح مزيد من الوقت، لأطراف العملية التجارية في السوق، خاصةً للمرتبطين بوظائف صباحية تمنعهم من الاستفادة من السوق صباحاً في مجلات التسوق والتسويق. عربات تقليدية للتحميل