ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن مستوطنين أقدموا سرا خلال الليلة قبل الماضية، على إقامة «مدرسة دينية» استيطانية بين مدينتي نابلس وجنين شمال الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت صحيفة /يسرائيل هيوم/ العبرية: «شارك في إقامة المدرسة طلاب من مدرسة يشيفا شوماش الدينية الاستيطانية ومتطوعون جاءوا للمساعدة، مشيرة إلى أن المدرسة أقيمت بتبرعات من المستوطنين الذين يعيشون في الدولة العبرية ومن قبل يهود العالم». وزعمت أن المدرسة الجديدة «أقيمت على أراضي الدولة، وهي بديلة للمدرسة المقامة داخل مستوطنة (حومش) والتي صدر بحقها قرار قضائي بإخلائها كونها مقامة على أراض فلسطينية خاصة، وهذا يعني أنها ستبقى هناك بشكل دائم». وأوضحت أن المدرسة أقيمت على بعد مئات الأمتار من المكان الذي كانت المدرسة مقامة عليه في (بؤرة شوماش) الاستيطانية المقامة على أنقاض مستوطنة حومش المخلاة والتي تم إخلاؤها، تطبيقا لخطة فك الارتباط عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية عام 2005، حيث أخلت تل أبيب مستوطنة حومش وثلاث مستوطنات أخرى معزولة في المنطقة، ومنع المستوطنين من دخول المنطقة التي تم إخلاؤها». وأكدت الصحيفة أن إقامة المدرسة تمت بأوامر من وزير الجيش جالانت ووزير المالية سموتريتش، رغم معارضة الجيش الذي يعتبر نفسه صاحب السيادة على الأرض. وجاءت هذه الخطوة من جانب المستوطنين، بعد أيام من توقيع ما يسمى قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، أمرا عسكريا يسمح للمستوطنين بالعودة إلى تلك المناطق». وقال رئيس «مجلس السامرة» الاستيطاني (تجمع يضم عدة مستوطنات شمال الضفة)، يوسي داغان: «إن هذه الخطوة مقدمة للعودة إلى مستوطنات (غانيم وكاديم وسانور)، وتثبيت الوجود اليهودي في شمال الضفة». وكان برلمان الاحتلال «الكنيست»، قد صادق في مارس الماضي على مشروع قانون لإلغاء خطة «فك الارتباط»، والذي بموجبه تم إخلاء أربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، بالتزامن مع انسحاب «إسرائيل» من قطاع غزة في عام 2005، وهذا يعني السماح بعودة المستوطنين الإسرائيليين إلى المستوطنات الأربع التي تم تفكيكها، قبل 18 عاما. ووقع قائد المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي، يهودا فوكس، الأسبوع الماضي، أمرا عسكريا يسمح للمستوطنين بالتواجد في البؤرة الاستيطانية «حوميش»، وذلك بإيعاز من غالانت. ويقضي الأمر العسكري بمنح المجلس الاستيطاني «شومرون» نفوذا في الأراضي المصادر التي نُقلت الييشيفا إليها. ونددت الولاياتالمتحدةوفرنسا بالأمر العسكري الذي يسمح للمستوطنين بالتواجد في البؤرة الاستيطانية العشوائية «حوميش». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن هذا الأمر العسكري يشكل انتهاكا لتعهدات إسرائيلية رسمية، وأن «إقامة المستوطنات في الضفة الغربية تشكل عقبة أمام تحقيق حل الدولتين». وطالبت فرنسا الحكومة الإسرائيلية «بإعادة النظر بقرارها» الذي «يتناقض مع القانون الدولي ومع تعهدات إسرائيل خلال لقائي العقبة وشرم الشيخ». من جهته، قال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، «إن ما يحدث على أرض الواقع يُنذر بكارثة في ظل أطماع المستوطنين في بناء ما يسمى «حومش الكبرى»، ويعتبر صفعة في وجه المجتمع الدولي والبعثات الدولية التي زارت المنطقة، وأكدت أنها أراضٍ فلسطينية». وأضاف دغلس، أن عودة المستوطنين إلى هذه الأراضي جاء بقرار وغطاء سياسي من حكومة يمينية متطرفة، لا تفكر إلا في تعزيز الاستيطان والاستيلاء على المزيد من الأراضي. وتابع «نحن سنقطع الطريق عليه من خلال المقاومة الشعبية بجاهزية عالية؛ في إطار الدفاع عن أراضينا حتى إفشال هذا المشروع». ويعتبر القانون الدولي الضفة الغربيةوالقدس أراض محتلة، ويعد جميع أنشطة بناء المستوطنات فيها غير قانونية. من جهة ثانية، استشهد الأسير المحرر أشرف محمد إبراهيم متأثرا بجروح أصيب بها فجر الاثنين، في مدينة جنين، وهو ضابط برتبة عقيد في جهاز المخابرات الفلسطينية. وأعلنت وزارة الصحة استشهاد الضابط أشرف إبراهيم (37 عاماً) متأثراً بإصابته، مشيرة إلى انه أصيب برصاصتين متفجرتين واحدة في البطن تسببت بتفتت الكبد، والثانية في الصدر اخترقت الرئة. وكان قد أصيب ثمانية مواطنين، بالرصاص الحي، فجر الاثنين، أحدهم بجروح خطيرة، واعتقل 6 آخرون، خلال اقتحام قوات الاحتلال عدة أحياء من مدينة جنين. كما توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الإثنين، في منطقتين حدوديتين من قطاع غزة، وقامت بأعمال تجريف. وقالت مصادر محلية في غزة، إن 5 جرافات عسكرية إسرائيلية، توغلت شرقي «حي الزيتون» بمدينة غزة، وتحديدا في منطقة ملكة. وأضافت، أن 8 جرافات وآليات عسكرية إسرائيلية توغلت كذلك، لمسافات محدودة في أراضي المواطنين الزراعية شرقي مدينة رفح إلى الجنوب من قطاع غزة. وأكدت المصادر أن الجرافات المتوغلة شرعت بأعمال «تجريف وتمشيط» في المنطقتين المستهدفتين بحماية الآليات العسكرية. وباتت عمليات التوغل في المناطق الحدودية في قطاع غزة (الشمالية الشرقية) سياسة إسرائيلية شبه يومية.