بات النصر على بعد خطوة من إنهاء موسمه بدون أي بطولة، بعد أن خسر السوبر أمام الاتحاد وودع كأس الملك من الوحدة، وزاد الفارق النقطي بينه ومتصدر دوري روشن الاتحاد مع تبقي أربع جولات فقط، ويعتبر خروج "فارس نجد" بموسم "صفري" أمرًا غير متوقع لأكثر المتشائمين، قياسًا على الإنفاق المالي الكبير، والتعاقدات الصيفية والشتوية التي أبرمتها الإدارة برئاسة مسلي آل معمر، لعل أبرزها الأسطورة كريستيانو رونالدو الذي حضر شتاءً وارتفع معه سقف طموحات النصراويين! الطبيعي أن ينجز النصر هذا الموسم ويسعد جماهيره ببطولة في أسوأ الأحوال، لكن من يقرأ مشهده بدقة لا يستغرب ما حدث له من استمرار في الابتعاد عن منصات الذهب، لأمور عدة منها الأخطاء الكثيرة التي وقعت فيها إدارة النادي، وانعكست على الفريق ومستوياته ونتائجه، ولعل من أكثر أسباب إخفاق النصر حالة عدم الاستقرار الفني التي يعيشها بسبب كثرة تغيير مدربيه، ففي عهد الرئيس الحالي مسلي آل معمر أي خلال عامين تقريبًا تناوب على تدريب الفريق سبعة مدربين، وهو رقم كبير جدًا يؤثر على المنظومة، مهما كانت الأسماء التي يمتلكها الفريق داخل المستطيل الأخضر. النصر يمتلك مجموعة من أفضل اللاعبين المحليين والأجانب، يكفي أن نقول رونالدو فقط لتميل الكفة لمصلحة "الأصفر" في كل مواجهة، إلا أن الواقع مختلف، ولعل البيئة النصراوية تلعب دورًا في ذلك، بدلالة كيف كان عبدالرزاق حمدالله في آخر مواسمه مع النصر وكيف أصبح اليوم مع الاتحاد، وهذا ينطبق على عدد من اللاعبين الذين يتألقون بمجرد خروجهم من الفريق، أمثال الكاميروني أبو بكر وفراس البريكان وإنسيلمو وغيرهم من اللاعبين الذي كانوا عبئا على النصر في بعض الفترات وبمجرد خروجهم استعادوا نجوميتهم، وهذا يعطينا انطباعا بأن هناك خللا فنيا وإداريا داخل النادي! على سبيل المثال أيضًا، البرازيلي تاليسكا "كان صرحاً من خيالٍ فهوى"، النجم الذي تغنى به المنافسون قبل النصراويين تحول فجأة من أفضل لاعب أجنبي في ملاعبنا إلى آخر "عِبْء" على فريقه، ولاحظنا كيف كان قبل حضور رونالدو لاعبًا مميزًا ونقطة قوة، وكيف أصبح بعد تواجد البرتغالي، كما أن الأخير نفسه عندما يغيب تاليسكا يتألق، وحينما يلعب بجواره يختفي، وهذا أمر حقيقة يثير التعجب. لا أبالغ إن قلت بأن الملف النصراوي مليء بالملاحظات والمشكلات التي لا يكفيها مقال واحد، لكن زبدة الكلام بأن النادي يعاني إداريًا في المقام الأول، وهذه المعاناة انعكست على حال الفريق فنيًا، سواء من ناحية الاستقرار الفني أو التعاقدات خصوصًا الأجنبية، أو حتى مستويات بعض نجوم الفريق، ولا يمكن إغفال حال النادي إعلاميًا ولا جماهيريًا، لأن بعض من يتصدرون المشهد لهم دور كبير في إخفاقات النصر، بسبب أطروحاتهم التي تضره أكثر مما تنفعه، ويندفع خلفها ويتأثر بها بعض النصراويين الذين يستوعبون حجم خطئهم متأخرًا، وبعد أن تطير الطيور بأرزاقها، ورغم أن السيناريو يتكرر باستمرار إلا أنهم لا يتعلمون! ختامًا: النصر فرط في فرصة تاريخية للسيطرة على بطولات الموسم، بسبب عقوبات الهلال والاتحاد بالمنع من تسجيل اللاعبين، بالإضافة إلى تواضع إمكانيات الشباب ماليًا، وهو الأمر الذي هيأ الساحة للنصراويين من جميع النواحي، لكن ما حدث كان مخيبًا لآمال النصراويين الذين لا يقبلون إلا بالذهب، أما أولئك الذين كانوا يحتفلون بعقوبات الهلال والاتحاد وإخفاقاتهما إلى جانب الشباب أكثر من إنجازات فريقهم، فسيعودون للواجهة وينثرون أفراحهم الوهمية مع أقرب تعثر للمنافسين، أو عند أي انتصار يحققه ناديهم خارج الملعب!