علا صوت النصراويين بعد الخروج من كأس خادم الحرمين الشريفين على يد غريمهم الهلال، وفتحوا النار في جميع الاتجاهات، سواءً الأصوات الرسمية أو من خلال بعض الإعلاميين المحسوبين على الأصفر، أو حتى الجماهير في مواقع التواصل الاجتماعي، ونال التحكيم النصيب الأكبر من السخط النصراوي، حتى أن الرئيس مسلي آل معمر وجه نداءات لجهات أكبر من وزارة الرياضة! وفي ظل الحملة النصراوية التي أعقبت خسارة الهلال، لم أشاهد أي من النصراويين يتطرق لأسباب خروج فريقهم من الناحية الفنية أو الإدارية، الجميع اتجه نحو الحكام، وكأن الفريق كان مثاليًا داخل الملعب! لم أرَ تشخيصا واقعيا لحال النصر والأسباب التي جعلته يخرج من أولى بطولات الموسم، وكأنه بدأ الموسم مثاليًا ولم يغير ثلاثة مدربين، أو أن إدارته تعاملت مع ملف الأجانب وفق احتياجات الفريق فقط، بالإضافة إلى قرار عدم التعاقد مع حارس أجنبي خصوصًا في الفترة الشتوية كون الفترة التي سبقتها أثبتت حاجته لتدعيم مركز الحراسة بأجنبي، هذا جزء بسيط من مشكلات النصر الفنية التي كانت تحتاج إلى أن يضع النصراويون أيديهم عليها ويناقشونها وينتقدون المخطئ فيها، مع حملتهم ضد التحكيم أو اتحاد القدم ولجانه! حتى تصرفات تاليسكا التي أخرجته من أجواء ال "دربي" وانعكست على أدائه، وأثبتت بأنه هنالك من يخرجه من أجواء المباريات كما حدث له أمام الاتحاد أيضًا وطرد فيها، مرت دون أن يتناولها النصراويون ويطالبون بمحاسبة من أشغل اللاعب بأمور لا تخصه، في وقت حضر من أجل أن يفيد الفريق فنيًا داخل الملعب خصوصًا في المباريات الجماهيرية والكبيرة! وبرأيي أن أبها دفع ثمن تصريحات النصراويين وردود أفعالهم تجاه التحكيم بعد "دربي الهلال"، كون الحكم سامي الجريس تجاهل احتساب ثلاث ركلات جزاء واضحة لأبها، وتغاضى عن طرد المدافع موري، وهذه الأخطاء الكارثية في زمن var كلفت أبها نقاط المباراة. ما حدث يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الحكام السعوديين يتأثرون بما يطرح إعلاميًا، وهذه مشكلة كبيرة، ستجعل الأندية التي لديها صوت إعلامي وجماهيري مؤثر تلجأ في كل مرة لهذا الأسلوب، ومنافسوهم سيتضررون كما حدث لأبها! نقطة أخيرة، وجود حكم سعودي في مباراة للنصر على أرضه، أمر يخالف ما سبق وأن صرحوا به حول طلب حكام أجانب لجميع مبارياتهم التي تقام على أرضهم في الدوري، وهذا الأمر يحمل تفسيرات كثيرة، لا تخفى على من يتابع المشهد!