دعت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية السودانيين، الذين سيعقدون اجتماعاتهم في مدينة جدة، ب"رسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية" ورحبت الدولتان في بيان ببدء المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع في جدة. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان: " تحث المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية كلا الطرفين على استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني، والانخراط الجاد في هذه المحادثات، ورسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية، والتأكيد على إنهاء الصراع، وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة" ، بحسب ما أوردته وكالة الانباء السعودية "واس". وجاء فى البيان "تنوه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية بجهود كافة الدول والمنظمات، التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات، بما في ذلك مجموعة دول الرباعية وجامعة الدول العربية والآلية الثلاثية". وأضاف البيان "تحث المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، على استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة، لمفاوضات واسعة، تشارك فيها كل الأحزاب السودانية". ورغم إعلان طرفي النزاع في السودان، تمديد الهدنة ل 72 ساعة، ورغم أن الهدوء ساد العاصمة لفترة، لكن ما لبثت الاشتباكات أن عادت، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ومع استمرار هذه المواجهات، تحاول عدة أطراف دولية التحرك من أجل الضغط على طرفي النزاع للتفاوض، حيث تقام في جدة مفاوضات بين طرفي النزاع. وقد غادر وفدا الجيش وقوات الدعم السريع الجمعة إلى المملكة لبدء المفاوضات، بوساطة سعودية. ويضم وفد الجيش السوداني 3 ضباط وسفير، ووفد قوات الدعم السريع 3 ضباط، بحسب وسائل الإعلام. ورحبت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري بمباحثات جدة، التي تأتي ضمن المبادرة السعودية، وأعربت عن أملها في أن تقود لوقف للقتال ومعالجة الأوضاع الإنسانية، بما يمهد الطريق لحل سلمي سياسي مستدام. واعتبرت، في بيان، أن هذه المباحثات تشكل خطوةً أولى لوقف الانهيار المتسارع، الذي شهده السودان منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل الماضي، مشيرةً إلى أنها تأمل من قيادة القوات المسلحة والدعم السريع قراراتٍ شجاعة تنتصر لصوت الحكمة، وتوقِف القتال، وتنهي المعاناة التي يعيشها الشعبُ جراء الحرب. وتقدمت القوى المدنية بالشكر لحكومتي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، على جهودهما من أجل الترتيب لهذه المباحثات، والوصول لصيغة تنهي الحرب وتحقق السلام. وكان السفير دفع الله الحاج، مبعوثُ رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، أكد أن الجيش قبِل المبادرة السعودية الأميركية لمناقشة ومراقبةِ آلية الهدنة. وفي سياق متصل، تلقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، بحثا خلاله الأحداث في السودان. وبحسب بيان لوزارة الخارجية السعودية، أكد الأمير فيصل بن فرحان وبلينكن، أهمية وقف التصعيد العسكري بالسودان. واستعرض الوزيران مستجدات المبادرة السعودية الأميركية الخاصة باستضافة ممثلين عن الطرفين في جدة، والتي تهدف لتهيئة الأرضية اللازمة للحوار لخفض مستوى التوترات هناك، بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق. حرب ذميمة رحب المتحدث باسم العملية السياسية بالسودان، خالد عمر، بمباحثات جدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ضمن المبادرة السعودية الأميركية. وأعرب خالد عمر، عبر حسابه على "تويتر"، عن أمله أن "تتوصل هذه المباحثات لوقف كامل لإطلاق النار، يمهد لحل سياسي شامل ينهي معاناة شعبنا ويحافظ على وحدة الدولة ومؤسساتها، ويحقق السلام والحرية والعدالة". وقال إن "الحرب ذميمة، وهي ليست حلا لقضايا بلادنا الرئيسة، وتتزايد كلفتها يوما بعد يوم، وإن استمرت ستدخل عليها أبعاد خارجية وداخلية تزيد من صعوبة إنهائها بأيدي السودانيين"، مضيفا أن "الوصول لجيش واحد قومي ينأى عن السياسة، هو الطريق الأمثل للحفاظ على وحدة السودان وسيادته".وتابع المتحدث باسم العملية السياسية في السودان أن "التأسيس لتحول مدني ديمقراطي مستدام، هو الحل السياسي السلمي التفاوضي، سنتمسك بهذا الخيار، مهما تعالت أصوات التهييج التي تؤجج حريق البلاد، هذا هو طريقنا الذي لن نحيد عنه أبداً". وتسببت المعارك الدائرة منذ 15 أبريل الماضي بالسودان، وفق تقارير لمنظمة الصحة العالمية، في مقتل المئات وإصابة آلاف آخرين، بينهم عمال إغاثة، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر. وسطاء دوليون قال وسطاء دوليون، إن من المقرر أن يجري الجانبان المتحاربان في السودان محادثات مهمة بداية هذا الاسبوع في مدينة جدة، فيما يضغط الوسطاء من أجل إنهاء الصراع الذي أودى بحياة المئات، ودفع نحو 100 ألف شخص للفرار إلى الخارج. والمبادرة السعودية في جدة، هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال الدائر منذ ثلاثة أسابيع، الذي حول أجزاء من العاصمة الخرطوم إلى مناطق حرب، وعرّض الانتقال السياسي الهش في البلاد للخطر، بعد اضطرابات وانتفاضات استمرت لسنوات. دوي انفجارات وفي مدينة بحري في الجهة المقابلة للخرطوم من النيل، سُمع هدير طائرات حربية أثناء الليل، ودوي انفجارات أثار هلع السكان. وقال أحد السكان ويدعى أحمد "إننا لا نغادر المنزل لأننا خائفون من الرصاصات الطائشة". وتحدث شاهد في شرق الخرطوم عن اشتباكات مسلحة وضربات جوية، على مناطق سكنية أمس السبت. وقالت القوات المسلحة السودانية إنها أرسلت وفدا إلى المملكة مساء الجمعة، في حين أكد طرفا الصراع في السودان في وقت سابق، إنهما سيناقشان هدنة إنسانية جديدة، يأمل الكثير أن تساعد في إنهاء الحرب. ويرأس البرهان مجلس السيادة الحاكم، الذي تم تشكيله عام 2021 بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، بينما يتولى حميدتي منصب نائب رئيس مجلس السيادة. وكان حميدتي يسعى قبل اندلاع القتال لتأسيس حزب مدني على ما يبدو، مما يشير إلى أن لديه خططا سياسية، وقال البرهان إن طموحات حميدتي، هي السبب وراء اندلاع القتال. كارثة إنسانية قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، إنه سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية لإجراء محادثات مع القادة السعوديين. وترتبط السعودية بعلاقات طيبة مع جميع الأطراف السودانية، وهو ما جعل الكثير يتفاءل بنتائج هذه المحادثات. وكانت قد خفضت الأممالمتحدة بشكل كبير عملياتها في السودان، بعد مقتل ثلاثة من موظفيها، ونهب مستودعاتها خلال القتال، وسعت للحصول على ضمانات للمرور الآمن للمساعدات الإنسانية. وأضر القتال بالبنية التحتية الحيوية، وتسبب في إغلاق معظم المستشفيات في مناطق احتدام المعارك، وحذرت وكالات الأممالمتحدة من كارثة إنسانية كبرى إذا استمر القتال. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن شحنة إمدادات طبية وصلت إلى بورتسودان، لكنها في انتظار تصاريح مرتبطة بالأمن والدخول، والتي سبق أن منعت وصول عدة شحنات مماثلة إلى الخرطوم، حيث تنفد الإمدادات من المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل. البرهان وحميدتي (أ ف ب) دخان كثيف يتصاعد من عدة مواقع في الخرطوم (أ ف ب)