وسط اشتباكات عنيفة بالسودان أمس (السبت)، إثر خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع، انهالت التداعيات الدولية للتهدئة، إذ أعربت وزارة الخارجية عن قلق المملكة العربية السعودية البالغ جرّاء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع في جمهورية السودان الشقيقة. ودعت المملكة المكون العسكري وجميع القيادات السياسية في السودان إلى تغّليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة، وتوحيد الصف بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق، ومن ذلك الاتفاق الإطاري الهادف إلى التوصل لإعلان سياسي يتحقق بموجبه الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي والازدهار للسودان وشعبه الشقيق. وحذر السفير الأمريكي في السودان، جون جودفري، من أن تصاعد التوترات داخل المكون العسكري في السودان قد يؤدي إلى قتال مباشر، معتبراً أن الأمر بات في غاية الخطورة، داعياً كبار القادة إلى وقف القتال، فيما عبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن بالغ قلقه إزاء تقارير عن تصاعد العنف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ودعا إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية. بدورها أعلنت السفارة البريطانية أنها تراقب ما يجري في الخرطوم والمناطق الأخرى، التي تدور فيها اشتباكات، كما كشفت الخارجية المصرية أنها تتابع بقلق تطورات الوضع في السودان، مطالبة كافة الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس. ودعت الإمارات كافة أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار. وقالت إن سفارتها في الخرطوم تتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان الشقيق، وتؤكد على موقف الإمارات الثابت المتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية، وضرورة دعم الجهود الرامية إلى دعم العملية السياسية وتحقيق التوافق الوطني نحو تشكيل الحكومة. من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن قلق الدولة البالغ جراء اندلاع الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش والدعم السريع في السودان، داعية كافة الأطراف المعنية إلى ضرورة الوقف الفوري للتصعيد والقتال وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة والحوار لتجاوز الخلافات، بما يحفظ للسودان أمنه واستقراره. في وقت دعت منظمة التعاون الإسلامي للوقف الفوري للاشتباكات المسلحة في السودان والعودة لمسار الحوار وتغليب صوت الحكمة. وعبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، عن قلقه البالغ جراء حالة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، داعياً إلى التهدئة وضبط النفس، مناشداً جميع الأطراف المتنازعة للاحتكام للحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات لتعزيز أمن واستقرار السودان، وتحقيق تطلعات شعبه. وتفجرت الخلافات بين الجيش والدعم السريع منذ الأربعاء الماضي في منطقة مروي، بعد أن دفعت قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية عسكرية إلى موقع قريب من القاعدة الجوية العسكرية هناك، ما استفز الجيش الذي وصف هذا التحرك بغير القانوني، مشدداً على وجوب انسحاب تلك القوات وهو ما لم يحدث. وتوسعت الاشتباكات، أمس في كافة مناطق الخرطوم شمالاً وجنوباً، لتشمل المطار ومقر التلفزيون الرسمي، وأم درمان، فضلاً عن النيل الأبيض، بالإضافة إلى ولاية شمال دارفور، ومروي بالولاية الشمالية. كما أكد شهود عيان أن الطيران الحربي قصف معسكر المظلات بمدينة الخرطوم بحري التابع لقوات الدعم السريع. من جانبه، أكد قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان أن قوات الدعم السريع هي من بدأت المعارك، مشدداً على أن لدى القوات المسلحة ما يكفي لدحر هؤلاء المتمردين، مبيناً أنه لم يكن هناك خيار للقوات المسلحة سوى التصدي لمطامع الدعم السريع في السلطة، بينما هاجم قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) البرهان، واتهمه بتنفيذ مؤامرة. وقال إن قوات الدعم السريع ليس لديها عداء مع الجيش وإنما مع قيادات بعينها.