مُذْ شاء الله سبحانه وتعالى أن يقيّض لهذه الأرض مترامية الأطراف الملك الوالد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - والملاحم والتحديات لا تنتهي. فقد عاش الملك عبدالعزيز في بقعة من العالم شهدت أعظم قصص التحول في التاريخ بعد أن روى هو ورجاله غراس تلك الصحراء الشاسعة بالدمع والدم والصبر في مجابهة كل الصعاب والتحديات، وما أجمل ما قاله فارس الكلمة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز وهو يصف استرداد الملك عبدالعزيز للرياض يوم الخامس من شوال عام 1319ه الموافق 15 يناير 1902م: يا هيه قم شبّ العتم بالفتايل.. والصبح خلّه من ليالي سهرها وخل الفشق زادٍ لربعٍ قلايل.. والماء إذا وردوا موارد خطرها فوق أربعين وما لهم من مثايل.. كود الكواكب أو غوالي دررها وحول أربعين وما حسبنا الصمايل.. والقوم يحسب كثرها من ظفرها تحزّموا بالله على كل عايل.. ركبوا وحطّوا سهيل بأيسر ظهرها وشقّوا الريادي والليالي حبايل.. للموت والعدوان زايد حذرها كريم يا برق السيوف الصقايل.. في العارض مزونه تحدّر مطرها غطّى على المصمك عجاج الفتايل.. من قبل ترمي الصواعق شررها هذا ربيع ٍ يودع الهمّ زايل.. إنْ هَلّ وبله في الرياض وغمرها مرقاب أخو نورة عطيب الفعايل.. الصيرميعقبان نجدٍ صقرها لا من شَهَر يصبح هداده هوايل.. ولا من عَفَا دواى العظام وجبرها أتى أمر مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه وأيّده بنصره - رقم (أ/303) وتاريخ التاسع من شعبان 1444ه بأن يكون الحادي عشر من مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعلم باسم (يوم العَلَم) انطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139ه الموافق 1727م، والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية. سيبقى يوم السابع والعشرين من شهر ذي الحجة عام 1355ه الموافق للحادي عشر من مارس 1937م وهو اليوم الذي أقرّ فيه الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - العلم بشكله الحالي الذي نراه اليوم سيبقى خالداً في ذاكرة الوطن مرفرفاً بدلالاته العظيمة، أدام الله وطننا الغالي عزيزاً شامخاً تحت راية مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله ورعاهما - وأبقاهما ذخراً لنا وللأمتين العربية والإسلامية وللإنسانية.