بعد أسبوع من زيارة ممثلي المؤسسات الأوروبية الى كييف، تأمل بروكسل في استضافة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لعقد قمة مع قادة الاتحاد الأوروبي، يتوقع أن تكون رمزية بالدرجة الأولى. ولا تزال هذه الزيارة غير مؤكدة رسميا، في إجراء قد يعزى الى الاعتبارات الأمنية، الا أنها "محتملة" وفق بعض المصادر. وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الاثنين إنه دعا زيلينكسي "للمشاركة حضوريا في قمة مقبلة". وأوضحت مصادر المجلس، أن هذا الأمر "قد يحصل قريباً"، مشددة في الوقت عينه على أن ذلك غير محسوم. وفي ديسمبر، زار زيلينكسي واشنطن حيث لقي استقبال حارا، في زيارة خارجية كانت الأولى له منذ بدء الغزو الروسي لبلاده أواخر فبراير 2022. وفي حال تمت الزيارة، ستأتي غداة زيارة زيلينكسي للمملكة المتحدة، أعلن عنها مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك. الا أن دعوة ميشال إلى زيلينكسي لزيارة كييف، لقيت انتقادات في أوساط بروكسل، خصوصا وأنها تأتي بعد فترة قصيرة فقط من زيارة مسؤولي التكتل القاري الى العاصمة الأوكرانية. ورأت مصادر دبلوماسية هذه الدعوة جزءا من تجاذب النفوذ بين رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين. وسأل مصدر دبلوماسي "ما هو الهدف من زيارة كهذه بعد الاجتماع في كييف؟"، في حين سأل آخر عما اذا كانت الزيارة الآن "فكرة جيدة". وتسربت الأنباء عن الزيارة المحتملة لزيلينكسي الى بروكسل، في أعقاب اجتماع بين رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا وزعماء المجموعات البرلمانية، والحديث عن التحضير لجلسة استثنائية في حضور الرئيس الأوكراني. مواصلة الدعم ستكون زيارة زيلينكسي الى بروكسل ولقاؤه مسؤولي الاتحاد الأوروبي، فرصة للرئيس الأوكراني لطلب المزيد من الدعم العسكري لقواته لمواجهة الهجوم الروسي. ويأتي ذلك في وقت تؤكد موسكو أن عملياتها العسكرية في شرق أوكرانيا تجري "بنجاح"، بينما تتوقع السلطات الأوكرانية أن تطلق القوات الروسية هجمات جديدة خصوصا مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب في 24 فبراير. وخلال زيارة زيلينكسي الأخيرة الى واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده ستزود أوكرانيا منظومة "باتريوت" للدفاع الجوي. الا أنه من المستبعد أن يحصل الرئيس الأوكراني على وعود مماثلة خلال زيارته بروكسل، لاسيما وأن الأوروبيين وافقوا منذ فترة وجيزة فقط، على توفير دبابات قتالية ثقيلة لصالح القوات الأوكرانية، ويواصلون تدريب عناصرها بشكل مكثّف. ومن المقرر أن تعقد مجموعة الدعم العسكري لأوكرانيا اجتماعا مقبلا في 14 فبراير، على هامش اجتماع وزراء الدفاع لحلف شمال الأطلسي (ناتو). الا أن طلب كييف الحصول على صواريخ وطائرات مقاتلة هو أقرب الى خط أحمر، تتردد الكثير من الدول الأوروبية في تجاوزه. وحذّرت موسكو حلفاء كييف الغربيين من زيادة مساعداتها العسكرية لصالح أوكرانيا. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن ذلك قد يؤدي الى "تصعيد لا يمكن توقعه"، والى جر الناتو الى الحرب الدائرة في أوكرانيا. واعتبر برونو ليتي، الباحث في "جرمان مارشال فاند" في الولاياتالمتحدة، أن على زيلينسكي التركيز على ثلاثة مواضيع في حال شارك في قمة أوروبية في بروكسل، وهي "انضمام بلاده الى الاتحاد الأوروبي، الدبابات، والعقوبات ضد روسيا". لكن الخشية هي أن يكون الرد الأوروبي مخيبا للآمال، وأوضح مسؤول قاري إن "المطلوب ليس الالتزام بتوفير أسلحة جديدة، بل تسليم تلك التي تم التعهد بها". وفي مسودة البيان الختامي للقمة المحتملة، يذكّر القادة الأوروبيون بأن دعمهم المالي لكييف بلغ 67 مليار يورو، وأنهم أعلنوا مؤخرا عن دفعة سابعة من المساعدات العسكرية بقيمة 500 مليون يورو. ويشيد البيان "بجهود الإصلاح في أوكرانيا في هذه الأوقات الصعبة"، ويؤكد "مواصلة الاتحاد الأوروبي توفير الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والمالي والإنساني القوي لأوكرانيا وشعبها طالما تطلّب الأمر ذلك". من جانبه، ذكر الرئيس الأمريكي، جو بايدن في خطابه حول حالة الاتحاد، أن الغزو الروسي لأوكرانيا، هو "اختبار على مر العصور" ، واختبار لأمريكا واختبار للعالم"، مضيفا أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها قد ارتقوا إلى التحدي. وتحدث بايدن إلى الكونجرس، بعد أن ذكرت ألمانيا والدنمارك وهولندا أنها ستمد أوكرانيا، بما يصل إلى 178 دبابة قتالية، طراز "ليوبارد1" من الجيل القديم، فيما تستعد كييف لتكثيف متوقع للقتال، حسب وكالة "بلومبرج" للأنباء.