مع بدء العد التنازلي لاختيار قائد أركان جديد للجيش الباكستاني، خلفا للفريق أول قمر جاويد باجوا والذي تنتهي فترة عمله في 29 نوفمبر الحالي، أنهى الجيش الباكستاني، كل التكهنات بشأن تمديد آخر للقائد الحالي الجنرال باجوا، عبر بيان نشره لزيارات وداعية يقوم بها باجوا للثكنات العسكرية في تقليد لقائد الجيش قبيل تركه منصبه. وينصّ القانون أن يختار رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف خليفة باجوا، بمجرد انتهاء ولايته في الأسبوع الأخير من نوفمبر المقبل. وزار الفريق أول باجوا خلال جولاته القطاعات العسكرية حاميات سيالكوت ومانغلا كجزء من زياراته الوداعية لمختلف التشكيلات". لا تمديد لباجوا وتسربت بعض المعلومات بشأن بقاء الرئيس الحالي للجيش في المنصب، حيث انتشرت الشائعات في الأسابيع الأخيرة بأنه سيتم التمديد لباجوا لفترة قصيرة، إلا أن قائد الجيش الباكستاني باجوا جدد تأكيده أنه سيتقاعد، منهياً تكهنات بأنه سيسعى لولاية ثالثة، ومشدداً على أن القوات المسلحة ستواصل النأي عن السياسة، وسينهي باجوا ولايته التي استمرت ست سنوات، شهدت خلالها باكستان العديد من التطورات، على الصعيدين الداخلي والخارجي. القرار بيد رئيس الوزراء وتتجه الأنظار الآن إلى رئيس الوزراء شهباز شريف الذي يملك صلاحية اختيار قائد أركان الجيش الجديد، وبحسب مصادر باكستانية تحدثت ل"الرياض" أن قيادة أركان الجيش، كما جرت العادةً، أرسلت ملخصا يحمل أسماء أربعة من القيادات العسكرية العليا والرفيعة المرشحة للمنصب لوزارة الدفاع بحسب التسلسل الهرمي للجيش، والتي بدورها رفعتها إلى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف للاختيار. الإعلان عن اسم القائد خلال 72 ساعة وقالت مصادر باكستانية ل"الرياض" إنه من المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء شهباز شريف، عن اسم قائد أركان الجيش الجديد خلال 72 ساعة القادمة، وهو الذي أكده أيضا وزير الداخلية رانا صنع الله، فيما ذكرت مصادر مستقلة أنه من المرجح أن يكون الإعلان الرسمي للرئيس الجديد أقرب إلى تاريخ تقاعده (29 نوفمبر)، ومع ذلك، يزعم بعض المسؤولين أن هناك إمكانية للإعلان عن القائد الجديد عاجلاً وليس آجلاً. الجيش ودور المحايد ويعتبر الجيش الباكستاني مؤسسة عسكرية منضبطة ومن أحد أقوى الجيوش في العالم، يبلغ عددها 600 ألف جندي ويلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على أمن واستقرار الباكستان والدفاع عن سيادة أراضيه، ونأى الجيش بنفسه في الأزمة التي تشهدها الباكستان وأكد عدم تدخله في السياسة وأنه يلعب دور المحايد. عمران وإقحام اسم الجيش وشهدت المرحلة الماضية سجالا عندما أقحم عمران خان اسم المؤسسة العسكرية في الشأن السياسي، وكانت آخر مزاعمه تورط أحد الجنرالات في محاولة اغتياله مؤخرا وهو الأمر الذي نفاه الجيش جملا وتفصيلا. وبحسب مصادر باكستانية أن الحكومة حسمت أمر قائد الجيش الجديد، وتم الاتفاق على شخصه، بعد الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء شهباز شريف إلى لندن مؤخرا، والاجتماع مع رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، وكانت هناك وجهة نظر، حيث يرى البعض أنه كان من الأفضل التمديد إلى رئيس قائد الجيش الحالي فترة محددة، حتى لا يواجه القائد الجديد الإرث السياسي المحتقن الذي تمر به البلاد حاليا، وعدم الاستقرار السياسي التي تعاني منه باكستان، يتسلم القائد الجديد في وضع أفضل من الحالي. وتعاني الحكومة الباكستانية بزعامة رئيس الوزراء، نواز شريف، أزمات سياسية داخلية عاصفة، تتزامن مع تهديدات خارجية تتعرض لها البلاد في ظل التوترات الحدودية الحالية. ويرأس المؤسسة العسكرية حالياً الفريق باجوا، والذي تم تعيينه في هذا المنصب في 29 نوفمبر 2016. وقام عمران خان بالتمديد له لفترة واحدة، ووردت معلومات أن عمران خان كان على وشك إصدار قرار بإقالة أركان الجيش قبيل حجب الثقة عن حكومته إلا أن مصادر في حكومته نفت ذلك. سيناريوهات الأزمة في ضوء التطورات الداخلية التي تشهدها الساحة الباكستانية، وما تتعرض له الدولة من مشكلات خارجية، فإن ثمة ثلاثة سيناريوهات للأزمة الناشبة بين الحكومة والمعارضة في إسلام آباد: 1- عقد انتخابات مبكرة: يُفترض في هذا السيناريو أن ترضخ الحكومة الحالية لضغوطات الأحزاب المعارضة واحتجاجاتها في الشارع، وأن تقف المؤسسة العسكرية على الحياد بين طرفي الأزمة، ومن ثم تتم الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، بعد إجراء إصلاحات في قانون الانتخابات، وتشكيل لجنة انتخابات جديدة. 2- استمرار حكومة "نواز شريف": هذا السيناريو بمنزلة "مسكنات مؤقتة" للأزمة، حيث قد تسعى الحكومة الحالية لحشد الرأي العام ودعوة الجبهة الداخلية للتوحد والتماسك في مواجهة التحديات الخارجية، وتنحية الأزمات الداخلية جانباً، حرصاً على "المصلحة القومية للبلاد". 3- تدخل الجيش في الأزمة: هذا السيناريو يبدو مستحيلا كون الجيش أعلن الحياد ومستبعد جدا، كما أن الجيش الباكستاني لن يعيد أخطاء الماضي في التدخل بالسياسة وهو ما التزم به الجيش حاليا نصا وروحا. ترسانة نووية تحت إشراف الجيش وتم إنشاء الجيش الباكستاني عام 1947، ونجح في بناء ترسانة عسكرية قوية توجها بدخول النادي النووي. وخاض الجيش ثلاث حروب مع الهند، وتورط في سلسلة انقلابات كان آخرها عام 1999. ويتألف الجيش من فيلق المدرعات والمدفعية وقوات الدفاع الجوي وسلاح المهندسين، ثم المشاة والقوات البحرية، إلى جانب القوات شبه العسكرية، والحرس الوطني، والجيش هو المؤسسة الأكثر نفوذا في باكستان بعد أن حكم البلاد لنحو نصف تاريخها منذ استقلالها عن بريطانيا قبل 69 عاما.