حذرت الأممالمتحدة أمس الأربعاء في تقرير جديد من أن القتال الدامي في سورية يهدد بتصعيد العنف في البلاد، وذلك بعد اندلاع قتال على خط مواجهة يمتد عبر البلاد في الأشهر الأخيرة. وقال باولو سيرجيو بينيرو رئيس لجنة التحقيق بشأن سورية التابعة للأمم المتحدة: "لا تستطيع سورية تحمل العودة إلى القتال على نطاق أوسع لكن هذا هو ما قد تتجه إليه". وفي سياق آخر، توفي سبعة أشخاص على الأقل في ثلاث محافظات سورية جراء إصابتهم بالكوليرا، وفق حصيلة أعلنتها وزارة الصحة السورية، في وقت يسجل المرض انتشاراً في البلاد للمرة الأولى منذ العام 2009. وأكدت الوزارة في بيان أن عدد الإصابات المثبتة بالكوليرا بلغ 53 إصابة موزعة على خمس محافظات من إجمالي 14 في أنحاء البلاد، العدد الأكبر منها في حلب (شمال). وأفادت عن سبع وفيات، أربع منها في محافظة حلب أيضاً. وكانت الإدارة الذاتية الكردية أعلنت السبت تسجيلها ثلاث وفيات و"إصابات بكثرة" في مناطق سيطرتها في الرقة (شمال) والريف الغربي لدير الزور (شرق). ولم يتضح ما إذا كانت حصيلة وزارة الصحة تشمل الوفيات في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية. وحذّرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من مغبّة انتشار الكوليرا في سورية. وقالت رداً على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية: إنّ "خطر انتشار الكوليرا الى محافظات أخرى مرتفع للغاية". سجّلت سورية عامي 2008 و2009 آخر موجات تفشي المرض في محافظتي دير الزور والرقة، وفق منظمة الصحة العالمية. ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي الى الاصابة بإسهال وتقيؤ. وبعد نزاع مستمر منذ 11 عاما، تشهد سورية أزمة مياه حادة وموجة جفاف، على وقع تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي. وقال المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانة للأمم المتحدة في سورية عمران رزا في بيان الاثنين "بناء على تقرير أجرته السلطات الصحة والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب مياه غر آمنة مصدرها الفرات وكذلك استخدام مياه ملوثة لري المحاصل". وبحسب تقرير لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) في أبريل، أدى النزاع الى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه. يعتمد نحو نصف السكان على مصادر بديلة غالباً ما تكون غير آمنة لتلبية أو استكمال احتياجاتهم من المياه، بينما لا تتم معالجة 70 % على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق اليونيسيف. يشهد العراق المجاور منذ يونيو موجة إصابات بالكوليرا، للمرة الأولى منذ عام 2015. ويصيب المرض سنوياً بين 1,3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة بين 21 ألفا و143 الف شخص.