سألني صديق أهلاوي ماذا يحتاج الأهلي حتى يعود للدوري الممتاز سريعًا؟ وكان جوابي على سؤاله مختصرًا وهو "الواقعية"، لأن الأهلاويين في هذه الأيام بعيدين كل البعد عنها، وهو ما ينذر بأن الفريق ربما يعمّر في دوري الدرجة الأولى، كونه دوريا صعبا جدًا ومعقدا ويحتاج إلى عمل كبير وحسابات مختلفة عن الدوري الممتاز. إذ يلاحظ على الطرح الأهلاوي اليوم تركيزهم على نظرية المؤامرة، وأن هنالك من سعى إلى تدمير ناديهم وغير ذلك من الروايات الدرامية المحبوكة التي يتبناها ويصدرها للمشهد الأخضر عدد ممن لعبوا دورًا كبيرًا في هبوط الفريق من خلال طرحهم السلبي طوال الفترة الماضية وانشغالهم بغير ناديهم والدخول في صدامات وخلافات ب"الوكالة" عن أندية آخرى! وإن استمر حال الأهلاويين على ما هو عليه فلا أستبعد أن يلحق بمدرسة الوسطى الرياض، ونراه يومًا في دوري الدرجة الثانية، فالكرة لا تفرق بين كبير ولا صغير، وتخدم من يقدم عملًا مثاليًا أيًا كان اسمه وتاريخه، لذلك على الأهلاويين التعامل مع هبوط فريقهم بواقعية، وأن يؤمنوا بأنه لن يلعب مع الكبار في الموسم المقبل، مع حث الإدارة إن استمرت على تصحيح أخطائها وإعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي في الدوري الممتاز الموسم المقبل. ومن النقاط التي يجب أن تحضر فيها الواقعية من قبل الأهلاويين هي تعاطيهم مع المغادرين والقادمين، فلا ينتظرون من نجوم الفريق خصوصًا الدوليين منهم الاستمرار واللعب في دوري يلو والتضحية بمقاعدهم في المنتخب ومونديال قطر 2022، ولا من الإدارة التمسك بهم والمحافظة عليهم نظرًا لحجم فاتورتهم الشهرية، ولا يحلمون كذلك بالتعاقد مع لاعبين سوبر ستار سواءً كانوا محليين أو أجانب، وأن يجهزوا أنفسهم لصفقات أقل من عادية تلائم دوري الدرجة الأولى وطبيعة المنافسة فيه ونوعية اللاعبين الذين يقبلون باللعب فيه! أعلم جيدًا بأن هذا الواقع مؤلم وغير مألوف بالنسبة للأهلاويين، لكن في النهاية يجب أن يتعايشوا معه إذا ما أرادوا رؤية فريقهم في الدوري الممتاز مجددًا، رغم أن ذلك وحده لا يكفي، فالكوارث الفنية والإدارية والمالية في الأهلي تحتاج عملا مضاعفا، وقبل ذلك يحتاج الأهلاويون أن يتصدوا لبعض المحسوبين عليهم الذين تصدروا المشهد ولعبوا دورًا في الهبوط حتى وإن قفزوا من المركب وهو على وشك الغرق، فالضرر الذي تسببوا فيه لا يقل عن العبث الإداري والفني الذي أوصل الأهلي إلى الهبوط!