هبط الأهلي وانشغلت جماهيره بإطلاق الهاشتاقات المتسلسلة والمساحات النائحة على حال النادي، وتفرغ إعلامه للمطالبة بما لا يقبله عقل ولا يقره نظام. أكثر المطالبات فكاهة كانت من أحد إعلامييه الذي استفسر عن إمكانية شراء مقعد البقاء من أحد الأندية الصاعدة في حين اتفق الغالبية على ضرورة استثناء الأهلي من الهبوط بحجة حضور جماهيره في اللقاءات الكبرى وعراقة الأسماء التي مثلت النادي «ومن حسن الحظ أن ايطاليا لم تعلم بهذه المطالبات حتى لا تطالب باللعب في مونديال قطر». كما اتفق الجميع على تعمد الوزارة إسقاط هذا النادي على حد زعمهم وعدم دعمهم رغم أن الأهلي كفريق هو الأعلى قيمة سوقية من العام 2016-2019 وثالثاً 2019- 2020 وخامساً 2022-2023، وتم التوقيع مع 32 اجنبياً من العام 2018-2022 وبعد سداد الوزارة للديون كان الأهلي ثاني نادي استفاد من هذا القرار بعد النصر ب39 مليون ريال، كل هذا وإعلام الأهلي ومدرجه يروجون لقلة الدعم وحجم الظلم الذي تعرض له الفريق. في الجانب الآخر من ضحايا الهبوط سلك فهد المدلج رئيس الفيصلي الإجراءات النظامية للمطالبة في حق ناديه بعد تغيير الحكام في آخر جولة ولعب بعض الفرق في آخر لقاء بعد استبعاد بعض لاعبيها مما يُخل بعدالة المنافسة حسب ما يرى المدلج، وهذا يعكس طريقة تفكير إدارات الأندية في التعاطي مع الأحداث بعيداً عن أحقيتها في ذلك. تجاهل الأهلاويون تخبطات التعاقدات والهدر المالي طوال السنوات الماضية ودعموا النفيعي للعودة رغم تاريخه المتواضع جداً مع الفريق، تناسوا الخطورة واستبعدوا الهبوط حتى لقاء الرائد، لم يكن هناك من يشك في إمكانية الخسارة رغم سوء الفريق الفني وغياب هويته. اليوم عليهم أن يفكروا بواقعية فلا المساحات ستكتب لهم العودة ولا البكائيات سترحمهم من اللعب في دوري يلو ولا الأخبار الحصرية التي يقتات عليها إعلامهم ستأتي لهم بخبر البقاء. اليوم الأهلي أمام عقود نجوم محلية قد تغادر للأبد، وأخرى أجنبية بحاجة لسداد مستحقاتها قبل فسخ عقودها، وفريق كامل بحاجة إلى ترميم وميزانية أقل ودعم جماهيري متواضع وفائدة تسويقية ستجنيها فرق يلو أكثر من الأهلي، وفريق هابط تحول نجومه لمطامع أمام الأندية الكبرى التي ستتهافت على خطفهم وتساهم في إغراق الأهلي في عوامه الهبوط التي لا ينجو منها أحد غالباً وهذا ما يجب أن تعيه الإدارة والجماهير الأهلاوية. إعارة نجوم الفريق للفرق الكبرى الموسم القادم واستعادتهم بعد الصعود هو الحل المتاح الآن والذي يجب أن تنتهجه الإدارة بالإضافة لاستعارة أسماء الدكة في تلك الأندية. العمل على تجهيز الفريق للمنافسات في دوري الظل وعدم التركيز على المطالبات غير المنطقية هو ما يحتاجه الأهلاويون اليوم قبل لقاء القيصومة. في الجانب الآخر على المجلس الشرفي أن يعمل على المطالبة بالطرق النظامية لمحاسبة الإدارة وعلى من يجد في نفسه القدرة على تحمل التركة أن يعلن ذلك للملأ ويتعهد بالالتزام خاصة أن كل ما يدار من الجانب المعادي للإدارة الاهلاوية يبقى مجرد كلام لم يدخل حيز التنفيذ والجدية. كل ما في الأهلي هذا الموسم لم يؤخذ بجدية سواء على المستوى الفني أو الإداري أو الجماهيري حتى جاءت صفعة الرائد، واليوم مازال الأهلي فاقداً لجدية الأحداث متوسداً البكائيات متشفعاً بالأسماء التاريخية التي مثلته وقد يستمر كذلك حتى تأتي صفعة القيصومة، حينها يستيقظ الأهلاويون من وهم البقاء على هم السقوط بعد الهبوط ويراقبون غرق الفريق في مجاهل الأولى وقتها لا تاريخ ينفع، ولا عراقة تفيد!! جدة - عماد الحمراني