احتشدت الجماهير الأهلاوية على غير عادتها لانتشال الفريق من القاع لكن الأهازيج كالدموع تماماً «لا تحيي الموتى» لم تكف الحملات لإنقاذ الفريق من الهبوط الذي أصبح وشيكاً خاصة إذا سلمنا بصعوبة اللقاء الأخير والثأر القديم بين الأهلي والشباب حين تسبب بهبوط الشباب عام 1978م بعد أن أتخم شباكه بسداسية تاريخية مازالت عالقة في أذهان الشبابيين تعددت أسباب هذا السقوط خاصة أن الأهلي نادٍ يحظى بدعم العديد من الشخصيات الاعتبارية ويملك قاعدة جماهيرية تجعله ضمن الأربعة الكبار جماهيرياً وهذا تحديداً يشكل ضغطاً كبيراً على كل مسيري الدوري. لكن في موقف كهذا يجب أن تطغى لغة القانون وجودة الدوري كمنتج تنظيمي وتسويقي من الكارثة أن يتم التلاعب بقوانينه. فتوقيع الأهلي عقد رعاية مع شركة «جدة تاون» وامتلاكه قاعدة جماهيرية واعتباره ركناً من أركان البطولات المحلية يمثل عائقاً أمام هبوط النادي، وقد يجعل العاطفة تقول كلمتها في هكذا موقف لكن تبعات هكذا قرار ستنعكس سلباً على جودة وعدالة المنافسة التي تسعى لها كل المنظمات الرياضية حول العالم وتجتهد الدول في تطبيقها، هبوط الأهلي ليس خبراً سعيداً على المستوى العاطفي والإعلامي، لكنه محك رئيس لتطبيق القوانين وعدم الانصياع لقوة الفرق الجماهيرية والإعلامية وتحقيق مبدأ العدالة بين الفرق المتنافسة، إضافة إلى أن هبوطه فيه الكثير من الإيجابيات على المستوى الإداري والفني والتسويقي أهمها زيادة المتابعة الجماهيرية لدوري يلو ورفع ميزانية أنديتها سواء من حيث دخل الحضور أو عوائد النقل التلفزيوني، وهذا بحد ذاته يساعد على إعادة بيع حقوق النقل التلفزيوني للقنوات والاستفادة من وجود الأهلي كنادٍ جماهيري في دوري الظل الذي سيحتفي بقدوم نادٍ جماهيري كالأهلي، وهذه بحد ذاتها تجربة تستحق الاحترام، محاولة الضغط على الأنظمة وتحويل مسار الهبوط رغم إعلان آلية الهبوط الموسم القادم وزيادة عدد الأندية سيكون عبثاً كبيراً بجودة وقيمة الدوري الفنية، وسيقتل قوة اللقاءات الأخيرة التي تحدد بطل دوري هذا العام، فلا الفيصلي ولا الباطن بانتظار معرفة أي خبر يساهم في تغيير آلية الهبوط، لأن مثل هذا القرار يساهم في تراخي الفرق وقتل المنافسة في قمة الدوري وقتل مجهود بقية الفرق التي كافحت للهروب ويعيد الدوري لنقطة الصفر «دوري بلا أنظمة». لا أشك للحظة واحدة في وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز الفيصل وحرصه على تطبيق الأنظمة لكن ما يحدث من خطاب إعلامي يجب أن يواجه برد رسمي حتى يتوقف الجدل وتتحقق عدالة المنافسة، وكما أن جماهير الدوري الممتاز تستحق أن تشاهد دورياً تحكمه الأنظمة، فجماهير دوري يلو تستحق أن تستمتع بأهلي يلو. الأهلي