مرت أسواق النفط بواحد من أكثر الأسابيع ضراوة وتقلبًا في التاريخ الحديث، وليس هناك أي مؤشر على تباطؤ الأمور في أي وقت قريب، ويتزايد الغزو الروسي لأوكرانيا، ويقال إن الاتفاق النووي مع إيران لم يتم تأكيده بعد، بينما وجدت ليبيا نفسها مرة أخرى على شفا حرب أهلية، وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، على الأرجح، في أعنف أسبوع في تجارة النفط منذ هجوم صدام حسين على الكويت في عام 1990. كانت أسواق النفط متراجعة إلى هذا الحد قبل 33 عامًا بالضبط، ودفعت مخاطر منع دخول البراميل الروسية من أسواق النفط الأسعار إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008، حيث لامس خام غرب تكساس الوسيط 116 دولارًا للبرميل يوم الخميس، بينما اقترب خام برنت من 120 دولارًا للبرميل، ولا تزال الحرب مستعرة في أوكرانيا، وعلى الرغم من الشائعات التي ظهرت من جديد حول اتفاق نووي وشيك مع إيران، لا يزال هناك بعض العمل الذي يتعين القيام به لوضع اللمسات الأخيرة على العهد النووي، وأن هذا لم يكن كافيًا، فإن تجدد أعمال الشغب وأحداث القوة القاهرة في ليبيا قد يؤدي إلى حرب أهلية أخرى والتي من شبه المؤكد أنها ستدفع أسعار النفط إلى ما بعد 120 دولارًا للبرميل. وبالنسبة لأوبك+ وفيما قد يكون أقصر اجتماع وزاري لها في التاريخ الحديث، واستمر تسع دقائق فقط، وافقت المجموعة النفطية على إضافة إمدادات شهرية أخرى تبلغ 400 ألف برميل يوميًا على الرغم من الدعوات المكثفة لإنتاج المزيد. ومع أهداف أميركية ضد قطاع التكرير الروسي، أعلنت إدارة بايدن عن جولة أخرى من العقوبات حيث حظرت تصدير تقنيات تكرير محددة إلى روسيا وبيلاروسيا، مما يجعل من الصعب على كلا البلدين تحديث أصولهما في المصب. من جهتها عارضت ألمانيا عقوبات الطاقة الروسية حيث صرح وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أن برلين لن تدعم حظر النفط والغاز الروسي، مشيرًا إلى الاضطرابات المدنية المحتملة في حالة ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، مع ارتفاع أسعار الكهرباء بالفعل بنسبة 130 ٪ على مدار العام. وفي الحرب الروسية فقد استولت على أكبر محطة نووية في أوكرانيا حيث هاجمت القوات العسكرية الروسية واستولت على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، والتي تبلغ سعتها 5.7 جيجاوات، حيث قصفت منشأة تدريب خارج منطقة المصنع، في خطوة أثارت اجتماعًا آخر لمجلس الأمن الدولي. وفي المخزونات الاستراتيجية النفطية الأميركية فقد انخفضت إلى أدنى مستوى لها في 20 عامًا. ومع استمرار انخفاض مخزونات كوشينغ، انخفض النفط الخام المحتفظ به في المخزونات الاستراتيجية الأميركية مرة أخرى بمقدار 2.4 مليون برميل، لينخفض إلى إجمالي 580 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ أغسطس 2002. وفي اكتشافات النفط، قد تفقد شركة توتال إنرجي الفرنسية العملاقة للنفط اكتشافات جنوب إفريقيا، وقد تشهد إلغاء تراخيصها البحرية في جنوب إفريقيا، على الرغم من العثور على حقلي غاز رئيسين، إذا فشلت في تقديم خطة إنتاج إلى السلطات المحلية بحلول سبتمبر 2022. من جهتها، أصبحت المصافي الصينية مبدعة مع المشتريات الروسية، وتدفع المصافي الصينية بشكل متزايد مقابل النفط الخام الروسي عن طريق التحويلات النقدية المدفوعة مقدمًا، مما يخفف من المخاطر المصرفية بعد أن ابتعدت معظم البنوك الغربية عن إصدار خطابات الاعتماد، حيث ورد أن شركة يونيبك للتكرير المملوكة للدولة تشتري ما يصل إلى ثماني شحنات من شركة ايسبو في الشرق الأقصى. فيما تسعى شركة الخدمات اللوجستية الروسية بنشاط إلى تحويل مدفوعاتها إلى اليوان الصيني. ومما يعني أنه ضد مثل هذا الضغط، تحاول حتى الشركات غير الخاضعة للعقوبات إيجاد حلول بديلة مع منافذ السوق الآسيوية المحتملة. وفي غيانا، رفعت شركة إكسون توقعات الإنتاج، وبعد اكتشاف نحو 10 مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج في المنطقة البحرية في جويانا وحدها، رفعت شركة النفط الأميركية الكبرى توقعات الإنتاج للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، قائلة إنها ستنتج 1.2 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027. أما الفلبين فهي تعيد إحياء قدرات الطاقة النووية حيث أمر الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي لجنة حكومية مشتركة بين الوكالات بالنظر في إحياء محطة باتان للطاقة النووية التي تم إلغاؤها، والتي اكتملت في عام 1984 ولكن تم إغلاقها بعد ذلك بعامين على خلفية كارثة تشيرنوبيل. وحول أسعار الكربون فهي تنهار في الاتحاد الأوروبي مع فرار المضاربين، وأدت التوقعات الاقتصادية الكلية التي لا يمكن التنبؤ بها إلى حد كبير على خلفية الحرب بين روسياوأوكرانيا، إلى جانب ارتفاع أسعار الغاز والفحم والطاقة، إلى هجرة جماعية للمضاربين من هذه التجارة في الاتحاد الأوروبي، مما يؤدي إلى تدهور أسعار الكربون الأوروبية البالغة حالياً ب 67 يورو للطن المتري، ومع حلول ديسمبر 2022 ستنخفض نحو 30 يورو للطن المتري. إلى ذلك، يعيد ارتفاع أسعار النفط الخام إشعال خيارات الشراء في البورصة الأميركية. ومع تداول خام غرب تكساس الوسيط أقل بقليل من 115 دولارًا للبرميل، تضاعف متوسط عدد عقود الخيارات الأميركية المتداولة في بورصة شيكاغو التجارية متوسط أحجام فبراير في الأسبوع الأول من مارس، لتصل إلى نحو 240 ألف عقد يوميًا. من جهتها، تسعى فنلندا إلى إطالة عمر المفاعلات النووية، وفي مواجهة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والطاقة، قد تقوم حكومة فنلندا بتمديد ترخيص المحطة النووية لوفيزا 1 جيجاوات حتى نهاية عام 2050، على الرغم من أنها تعمل منذ 40 عامًا بالفعل. وفي سوق الألومنيوم الأوروبية، يسعى المنتجون لأكبر مكاسب أسبوعية على الإطلاق، ووسط مخاوف بشأن حظر الإمدادات الروسية من المعادن الصناعية، ارتفعت أسعار الألمنيوم في بورصة لندن للمعادن إلى 3815 دولارًا للطن المتري، مسجلة أكبر زيادة أسبوعية في الأسعار بنسبة 14 ٪.