لامس النفط 95 دولارا للبرميل في ختام تداولات الأسبوع الماضي، حيث أغلقت أسعار النفط على ارتفاع ثلاثة بالمئة يوم الجمعة عند أعلى مستوياتها في سبع سنوات مع تصاعد المخاوف من غزو أوكرانيا من قبل روسيا، أكبر منتج للطاقة، مما زاد من المخاوف بشأن شح إمدادات الخام العالمية. وقالت واشنطن إن روسيا حشدت ما يكفي من القوات بالقرب من أوكرانيا لشن غزو كبير، حيث حثت جميع المواطنين الأميركيين على مغادرة البلاد في غضون 48 ساعة، كما نصحت بريطانيا رعاياها بمغادرة أوكرانيا، حيث أعرب رئيس الوزراء بوريس جونسون عن إعجابه بضرورة أن يوضح حلفاء الناتو بشكل قاطع أنه ستكون هناك مجموعة كبيرة من العقوبات الاقتصادية جاهزة للانطلاق، في حالة غزو روسيالأوكرانيا. وأغلقت العقود الآجلة لخام برنت 3.03 دولارات، أو 3.3 %، مرتفعة عند 94.44 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.22 دولارات، أو 3.6 %، إلى 93.10 دولارًا للبرميل. ولامس الخامان القياسيان أعلى مستوياتهما منذ أواخر 2014، متجاوزين المستويات القياسية التي سجلاها يوم الاثنين، وسجلا مكاسب للأسبوع الثامن على التوالي وسط مخاوف متزايدة بشأن الإمدادات العالمية مع تعافي الطلب من جائحة فيروس كورونا، وارتفعت أحجام التداول، في الساعة الأخيرة، لمؤشر برنت القياسي العالمي إلى أعلى مستوياتها في أكثر من شهرين. من جهتها قيمت ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس خام برنت قرب 98 دولاراً للبرميل مع تحذير الولاياتالمتحدة من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، وقالت بلاتس إن تقييمها لسعر خام برنت المعياري الاجل عند 97.835 دولارًا للبرميل، بزيادة 41 سنتًا، في حين قيمت سعر خام غرب تكساس الوسيط القياسي بزيادة 3.22 دولارات عند 94.50 دولارًا للبرميل. وارتفعت أسعار خام الأورال الروسي، الذي يشحن عبر أوكرانيا، منذ منتصف ديسمبر تماشيا مع أسعار النفط العالمية، وعلى الرغم من التهديد بفرض عقوبات على روسيا، قدرت بلاتس سعر خام الأورال عند 91.00 دولارا للبرميل في 11 فبراير، ارتفاعا من 68.35 دولارا للبرميل في 2 ديسمبر. وارتفع عقد الغاز الأوروبي المعياري إلى رقم قياسي بلغ 182.77 يورو / ميجاوات ساعة في 21 ديسمبر قبل أن ينخفض إلى 61.28 يورو / ميجاوات ساعة في نهاية العام، وأظهرت بيانات بلاتس أنه عند إغلاق السوق في 10 فبراير، كان العقد عند 74.67 يورو / ميغاواط ساعة، بانخفاض 11 % على أساس شهري. وتعد أوكرانيا طريق عبور رئيس للغاز الروسي إلى أوروبا، بنسبة 10 % من طلب أوروبا على الغاز في عام 2021. وقد يكون لأي صراع يؤثر على إمدادات الغاز إلى أوروبا آثار غير مباشرة على أسعار الطاقة والكربون والفحم. وارتفعت أسعار الفحم الفورية بنسبة 27 % منذ بداية العام، لتقيمها بلاتس عند 220.00 دولارًا للطن المتري في 10 فبراير بزيادة 63 % منذ بداية 2022. وفي ظل توقع أن تكون هناك عقوبات انتقامية على روسيا إن غزت أوكرانيا ستؤدي إلى انقطاع إمدادات الغاز الطبيعي والنفط من أكبر منتج، لأوروبا ويمكن أن يعادل 250000 برميل في اليوم من النفط وأكثر من 4 مليارات قدم مكعب في اليوم من الغاز الطبيعي. وتعد أوكرانيا طريقا حاسما لتدفق النفط الروسي إلى أوروبا الشرقية وأطراف الاتحاد الأوروبي. وبلغ عبور البلاد من الخام الروسي للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي 11.9 مليون طن متري في عام 2021، وتشحن أوكرانيا النفط الروسي إلى سلوفاكيا والمجر وجمهورية التشيك عبر المحطة الجنوبية من خط أنابيب دروزبا الرئيس الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 25 مليون طن متري سنوياً. ورفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب لعام 2022 وتتوقع أن يتوسع الطلب العالمي بمقدار 3.2 ملايين برميل يوميًا هذا العام، ليصل إلى مستوى قياسي غير مسبوق يبلغ 100.6 مليون برميل يوميًا. وجاء تقرير وكالة الطاقة في أعقاب تحذير منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في وقت سابق من الأسبوع من أن الطلب العالمي على النفط قد يرتفع بشكل حاد هذا العام بسبب الانتعاش الاقتصادي القوي بعد الوباء، وأضافت الوكالة أن السعودية والإمارات يمكن أن تساعدا في تهدئة أسواق النفط المتقلبة إذا ضختا مزيدا من الخام، مضيفة أن تحالف أوبك + أنتج 900 ألف برميل يوميا دون المستوى المستهدف في يناير، ويمتلك منتجان في أوبك أكبر طاقة إنتاج فائضة ويمكن أن يساعدا في تخفيف تضاؤل مخزونات النفط العالمية التي كانت من بين العوامل التي دفعت الأسعار نحو 100 دولار للبرميل، مما أدى إلى تعميق التضخم في جميع أنحاء العالم. وقالت وكالة الطاقة الدولية وفي الوقت الحالي، وبينما تعمل أوبك + على زيادة الإنتاج كل شهر، فإنها لا تصل إلى هدفها الشهري البالغ 400 ألف برميل إضافي يوميًا. وقالت الوكالة إن «ضعف أداء التكتل الذي طال أمده أدى فعليا إلى إخراج 300 مليون برميل، أو 800 ألف برميل يوميا، من السوق منذ بداية عام 2021». واستجابت إدارة بايدن للأسعار المرتفعة بالقول مرة أخرى هذا الأسبوع إنها كانت تتحدث مع كبار المنتجين عن المزيد من الإنتاج، فضلاً عن إمكانية الإصدارات استراتيجية الإضافية من كبار المستهلكين، كما فعلت في أواخر العام الماضي، واستؤنفت المحادثات النووية غير المباشرة بين الولاياتالمتحدة وإيران هذا الأسبوع بعد توقف دام 10 أيام، وقد يشهد الاتفاق رفع العقوبات على النفط الإيراني وتخفيف شح المعروض، مما يعيد تدريجيًا 1.3 مليون برميل يوميًا من النفط الإيراني إلى السوق. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة إن عدد الحفارات في الولاياتالمتحدة أضاف معظم منصات الحفر في أسبوع في أربع سنوات، حيث ارتفع عدد الحفارات، وهو مؤشر للإنتاج المستقبلي، من 19 إلى 516 منصة حفر، وهو أعلى مستوى منذ إبريل 2020. وعززت وكالة الطاقة الدولية صحة إجراءات وقراءات وقرارات تحالف أوبك+ باستمرار المحافظة على مستويات متزنة بين العرض والطلب، وقالت الوكالة في تقرير الجمعة إن العرض والطلب يبدو أنهما متوازنان في الربع الأول 2022 ولكن من المتوقع أن يتحول إلى فائض في الربع الثاني أو النصف الثاني من العام. قبل أن تقول الوكالة ومع الحاجة إلى إعادة ملء مخزونات النفط المستنفدة، والتي هبطت في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 60 مليون برميل في ديسمبر إلى أدنى مستوياتها في سبع سنوات، تعني أنه من غير المرجح حدوث فائض فوري في المعروض. تفويج مئات الدبابات الروسية لبدء الغزو البري