في اليوم العالمي لمرضى ألزهايمر، نؤكد أن هذه الشريحة المصابة بهذا المرض بحاجة إلى رعايتنا، والتعامل الإيجابي معهم، هكذا يجب أن نتعامل مع ألزهايمر: عارض قد يصيب أي إنسان، وهذا لا يخرج المصاب عن إنسانيته، بل يجب علينا أن نستوعبه، ونتعامل معه وفق حالته، مع إشعاره بمكانته، واحتفاظنا بتقديره؛ لأن هذا التعامل يعزز عنده جزءًا من الثقة التي يفقدها بنفسه، ويساعده في البقاء في محيطه والاندماج مع أقرانه وأفراد أسرته، ويتأكد هذا التعامل الإيجابي من أفراد الأسرة، ويجب أن يكون ثقافة تسود في المجتمع في الصغار والكبار، ويجب ألا نظهر أي نوع من الاستنقاص أو شرح حالة المريض بألزهايمر للآخرين وهو يسمعنا؛ مراعاة لنفسياتهم، وهذا أمر مهم بل هو جزء من العلاج المعنوي، وهو ما يؤكده المختصون تقول كاربنتر مديرة خدمات مرضى ألزهايمر بأحد المؤسسات الكبرى في مدينة هيكسفيل الأميركية: «ما يجب أن تفعله معهم هو أن تجعلهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم من خلال تمكينهم من القيام بشيء سينجحون فيه»، بمعنى منحهم فرصًا وأعمالًا سهلة تساعدهم على إنجازها وتذكرها، وهو ما يشعرهم بالرضا مع كل إنجاز. لقد انتشر بين الناس سلوك خاطئ، وهو استخدامهم مصطلح (ألزهايمر) في حياتهم اليومية، وأصبح كالمثل، يطلقونه على سبيل استحقار من يوجه إليهم، ليدل ذلك على استحقارهم مرضى ألزهايمر، ونبذهم إياهم، ومن ذلك أنهم يطلقون على من لا يركز أو يستوعب أو ينسى (مصاب بألزهايمر)، ويرددون ذلك باستمرار. والتعامل السليم مع هذه الحالات ووسمها بالنسيان أو عدم الاستحضار. كإسهام منا وانطلاقًا من مسؤولياتنا الاجتماعية فإن علينا رفع الوعي الصحي في أوساط المجتمع وثقافة تقبل المريض أياً كان. وكلك رفع الوعي بأهمية الحفاظ على مكانة المريض وإنسانيته، وإشعاره بتقديره وتعريف الناس بأعراض هذا المرض ومقدماته، والطرق الصحيحة للتعامل مع المرض ومع المريض. أيضاً التعريف بالخدمات التي يحتاجها مرضى ألزهايمر في جميع المراحل، وما يجب أن نقدم له. * أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن