كانت قضية قيادة المرأة للسيارة قبل صدور الأمر السامي بالسماح لها بقيادتها ذات شجون، لها ما لها وعليها ما عليها من آراء متعددة في جميع المجالات أغلبها سلبية: أهمها عدم الانضباط المروري باحترام قوانين المرور التي سنت لحفظ الإنسان أولاً. وكنا نتساءل: ماذا سيكون حال شوارعنا حين تقود المرأة السيارة؟ حيث الزحمة بلغت الزبا، والحوادث في ازدياد مع زيادة السكان وحتى مع تفعيل شركة نجم ونظامي ساهر وتم! والوعي المروري يسير سير السلحفاة في ظل قوة النظام وهيبة الدولة، وتوعية متقطعة محدودة جداً من قبل المرور فقط! في بدء قيادتها للسيارة في 10 / 10 / 1439 شاهدنا شيئاً من الاضطراب المروري في شوارعنا وهذا طبعي؛ لحدوث أمر جديد. وبعد أشهر وزيادة أعداد السائقات تدريجياً بدأ يزول هذا الاضطراب. كنت أتمنى لو تفهم السائقون قضية قيادة النساء للسيارات، وساعدوهن في تجاوز مخاوفهن، وهي طبعية تعتري أي سائق جديد ولو كان جريئاً مقداماً، فتعلم القيادة يختلف من شخص لآخر، وفرق كبير بين من يتعلمها من بلغ سن الرشد، ومن يتعلمها من بلغ أشده أربعين سنة وما فوقها، فمخاوفه أكثر وجرأته أقل. إن مساعدتنا للسائقات تكون باحترام قوانين المرور؛ لنكون قدوة حسنة لهن، والرفق بهن بإعطائهن أولوية المرور، وعدم تخويفهن بميل السيارة عليهن بتعمد أو طيش، أو إرباكهن بزيادة السرعة أمامهن بقصد أو بغير قصد، وتقديم المساعدة لهن في الحوادث والأعطال. إن أغلب السائقات لا زلن مبتدئات، ويحتجن لسنوات حتى يبدعن، فلنعطهن الفرصة ونصبر عليهن كما أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم، فيا أيتها الصخور رفقاً بالقوارير.