قصر المصمك.. نافذة تُطل على التاريخ، ومعلم تاريخي للبلاد، فهو من المعالم التي لم تغب، حيث يروي حقبة مهمة عن الأحداث التي مرت بها المملكة العربية السعودية، فقد اقترن قصر المصمك بملحمة فتح الرياض التي تحققت على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في فجر الخامس من شوال لعام 1319ه. وتكمن عراقته وأهميته التاريخية والحضارية والثقافية في كونه أهم شاهد على مراحل تأسيس وبناء المملكة، فهو يعتبر من أشهر المعالم التراثية التي تُميز مدينة الرياض، ومن الآثار التي نعتز ونفخر بها. وقصر المصمك.. يمثل تاريخ بلادنا الغالية على مدار الأجيال السابقة، ويحتل مكانة بارزة في نفوسنا، كما أن له ذكرى خاصة في حياتنا، وهي قصة كفاح وإنجازات الملك عبدالعزيز التي احتضنها هذا قصر على مدى عقود من الزمن. ويقع قصر المصمك تحديدًا في قلب عاصمة المملكة مدينة الرياض، وبداية تشييده العام 1282ه في عهد الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود الذي شرع في بنائه ضمن قصر كبير في الرياض. وقد تم بناء الأساس من الحجارة وجدرانه باللبن والطين الممزوج بالتبن، واستخدم في تغطية أسقفه خشب جذوع شجر الأثل والجريد. ومما يُميز القصر ضخامة بنيانه وسماكة جدرانه، وشموخه التاريخي العريق وبناؤه الطيني القديم وسط المباني الحديثة والطرق المعبّدة التي تجاوره، ويحيط بأركانه وجدرانه إضاءات بألوان الذهب تعكس للناظر «حينما يدنو النهار» هيبة حضور الحصن الذي وصفه المعماري البريطاني المعروف كريستوفر الكسندر بأنه «الغموض الممتع» الذي يدفعك إلى المشاهدة ومحاولة الاكتشاف، حيث جمع المصمك في تصميمه ما بين الصرح العمراني العريق وتكوين العمارة التقليدية. وقد كان اسمه في الأصل قصر «المسمك» نسبه لسماكة الجدران، ومع الوقت تم تحريف الاسم ليصبح قصر المصمك. ويوجد به الكثير من الآثار الدالة على حال المملكة قبل اتحادها على يد الملك عبدالعزيز، والنجاح في تجميع القبائل المتناحرة في دولة حرة موحدة. وتم تحويل قصر المصمك لمتحف، فصدرت توجيهات المقام السامي بتسليمه إلى الإدارة العامة للآثار والمتاحف، تبعها توجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حينما كان أميراً لمنطقة الرياض آنذاك»، بتحويل المصمك إلى متحف متخصّص عن مراحل توحيد وتأسيس المملكة، ليتم افتتاحه من لدنه -حفظه الله- في بداية العام 1416ه. وأصبح في الوقت الحالي مقصداً لضيوف الدولة والزوار، ومفضلاً لدى السائحين الراغبين في استكشاف جذور المملكة العربية السعودية. ويظهر بناء قصر المصمك وأهميته التاريخية والحضارية من عدّة مكونات صمدت مع مرور الزمن ومنها: الأبراج التي تُعتبر أكثر أجزاء القصر أهمية، وقد خُصّصت من أجل الحماية، وبالقصر أربعة أبراج أسطوانية الشكل موزعة في أركان القصر وبها فتحات للرماية، يبلغ ارتفاع الواحدة منها (14م)، وفي الوسط يوجد برج يسمى «المربعة» يبلغ ارتفاعه (18م) ويتم الصعود إلى الأبراج عن طريق السلالم الخشبية في الوصول إلى قمّة البرج، كما يطل على الحصن من خلال الشرفة العليا، وبوابة يصل ارتفاعها إلى 3.6م، وعرضها 2.65م، وسُمكها 10سم، وتحتوي على ثلاث عوارض، يبلغ سُمك العارضة الواحدة 25 سم، وقد تم بناؤها من الأثل والنخيل. ويوجد به مسجد عبارة عن المحراب وصحن به أعمدة، وعدد من الأرفف لوضع المصاحف، والسقف وجدرانه بها فتحات للإضاءة والتهوية، وديوانية عبارة عن صالة مستطيلة الشكل، بها الوجار التقليدي الذي اشتهر في نجد، كما تحتوي جدرانها على عدّة فتحات للتهوية، وفناء رئيس تحيط به غرفة ذات أعمدة متصلة ببعضها البعض داخلياً، ويوجد بالفناء درج في جهة الشرقية يؤدي إلى الدور الأول من الحصن والسطح، علاوة على ثلاث وحدات سكنية الأولى استخدمت لإقامة الحاكم، والثانية بيت للمال، والثالثة لإقامة الضيوف. معالم تاريخية من داخل القصر