طالب حقوقيون وإعلاميون يمنيون المجتمع الدولي حماية المدنيين من بطش ميليشيا الحوثي الإرهابية للنازحين في مأرب، وضرورة التدخل العاجل، مؤكدين بأن الوضع الإنساني بسبب إطلاق الميليشيا الصواريخ والطائرات المسيرة على المدنيين تسبب في تدهور أوضاعهم الإنسانية. جاء ذلك في المؤتمر الأول للنازحين في محافظة مأرب، والذي نظمه تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن والائتلاف اليمني للنساء المستقلات بالتنسيق مع وحدة النازحين في مأرب، وبرعاية محافظ المحافظة اللواء سلطان العرادة، ومشاركة حقوقيين وناشطين إعلاميين، ومهتمين بشؤون النازحين. وقالت عضوة تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن يسرى بيرق، بأن الوحدة التنفيذية للنازحين بمأرب تمثل ملاذ آمن للنازحين من هجوم الحوثي الإرهابي على مأرب ومخيمات النازحين، وتتحمل العبء الأكبر من كوارث حرب الميليشيات الحوثية، وأكدت بأن ميليشيا الحوثي تستهدف النازحين بالمقذوفات المتفجرة التي تسببت في موجات نزوح جديدة وأضرار بالغة بشرية ومادية، داعية المجتمع الدولي إلى وضع حد لهذا العبث. وأضافت أنه على العالم أن يستمع إلى أصوات النازحين، لا أن يبحث عن تسويات لا تصغي للوضع الإنساني وتبعاته، وأوضحت أن النازح هو ناجٍ من الظلم وبطش الكهنوت، ومهاجر يبحث عن كرامة وحياة آمنة، ونازح يبحث عن أسباب العيش والحرية والسلام، وعن حياة بلا صواريخ باليستية، وصامد في وجه الموت وقصف الصواريخ الحوثية الموجهة إليه مباشرة. من جانبه قال نائب مدير الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في مأرب خالد الشجني بأن أزمة النازحين تتصاعد ومعاناتهم تستمر بشكل أكبر ناجمة من جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي، مؤكداً على أهمية تكامل الجهد الرسمي والمنظمات الحقوقية والإغاثية في حماية النازحين. بدوره أشار الأخصائي النفسي اليمني د. مهيوب المخلافي بأن النازحين أكثر عرضة للإصابات بالاضطرابات النفسية المختلفة، لكن النساء والأطفال أشد كونهم يعانون من ألام متعددة بسبب النزوح، والخوف على العائل وانعدام الدخل اليومي، وذلك من الجانب الصحي والاجتماعي والمعيشي. وشدد على أهمية توفير أماكن آمنة لأسر النازحين، وتوفير الخدمات الأساسية والإيوائية والصحة النفسية، وإيجاد وحدات نفسية تلبي احتياج الحالات النفسية للجنسين، ومركز لذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال «مرضى التوحد» وكذلك توفير الخدمات النفسية المجانية على عدد من المستويات، وبرامج إعادة التأهيل والدمج للأشخاص المتأثرين نفسيا بسب النزوح، وتقديم الإسعافات الأولية النفسية للأشخاص الذين يعانون من الصدمات النفسية الحادة بسبب هجوم الميليشيا الإجرامية. من جانبه كشفت اليمنية أمل مغنيز بأن المخيمات تعاني من ازدحامات وشح بالمواد الغذائية والإغاثية والمياه التي تقدمها المنظمات، وكثير من المنظمات الإغاثية لا تقدم مساعدات كافية، وبسبب ميليشيا الحوثي الإرهابية انعدمت توفر الخدمات الإنسانية وأهمها التعليم والصحة. إلى ذلك بينت الدكتورة اليمنية إكليلة ريم بحيبح بأن الميليشيا الإجرامية استهدفت كافة المكونات اليمنية، وتسببت بآثار اجتماعية ونفسية وصحية، ولذلك أصبح هناك انعدام وشح بالدخل، مما سيكون له آثار اقتصادية على الأسر، كما أكدت على أهمية توفير الدعم اللازم للمخيمات، وضرورة قيام المنظمات العاملة بتقديم الدعم في مجال الحماية، والتي تهتم بدعم المرأة والطفل، والتمكين الاقتصادي للمرأة، وتوفير ميزانية للوحدة التنفيذية للمخيمات في مآرب. فيما أوضح رئيس منظمة صدى يوسف حازب غياب دور المنظمات الدولية وتجاهلها للأزمة الإنسانية للنازحين ووضع الصحفيين، ولفت إلى معاناة الصحفيين النازحين بعيدا عن اهتمامات المنظمات المانحة، والتجاهل الدولي للأزمة الإنسانية في مأرب وغياب خدمات الإيواء والعون المادي، منتقداً الصمت الدولي إزاء اعتداءات ميليشيا الحوثي على مخيمات النازحين، وتصاعد العدوان عليها في الآونة الأخيرة، إضافة إلى غياب الاهتمام الدولي لمناصرة حقوق الإنسان في مآرب، مع تزايد الجرائم والانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثي، وقصفها المستمر للمدينة ومخيمات النزوح، من أجل تحقيق أهداف إيران التوسعية للسيطرة على أرض اليمن.