تتميّز تجربة الفنان عبدالعزيز بوبي عشر التشكيلية بالنضوج اللوني والفراغي التجريدي الثقافي البصري العام؛ فبملاحظة مفردات لوحاته استعارة لرسوم وكتابات أرقام وحروف وخطوط ورموز وألوان وإشارات بصرية، كمشهدية الذاكرة البصرية الجمعية العامة. ينقل تلك المرئيات العمومية من ذاكرة الناس الآثارية المرئية الجمعية في تكوينات جميلة وجريئة وبديعة، لها قيم جمالية ثقافية، جداريات ومصغرات بألوان الاكريلك يحرص على شكل مظهرها وإحياء ملامس تلك الآثار الجمعية الحديثة والمعاصرة يخاطب بها عيون المتلقي العام الذي رسمها على الجدران، فيُعيد الفعل على الفاعل. كأن فناننا يبدع في إعادة استهلاك وتداول تلك السيميائيات المرئية وما تحمله من معانٍ ودلالات فنياً وجمالياً. حوارٌ بصريّ ذو طابع تجريدي، يعتمد على الألوان الفاتحة والمساحات الواسعة والعلامات والخطوط الجمعية، جمعها بوبي عشر بفرادة وفردانية، ما يتيح النقاش حول موت وحياة العلامة وتداولاتها الاجتماعية من وجهة نظر المتلقي القارئ للأعمال الفنية، كما سيُبهر من الأسلوبية في تجربة بوبي عشر التشكيلية. * أستاذ التصاميم والفنون المساعد بجامعة جدة د. عصام العسيري*