يرى بعض المؤلفين في مجال الإدارة أن من الخطأ توجيه جهود الإدارة نحو تطوير الموظفين بينما المنظمة هي التي تحتاج إلى تطوير، أحد هؤلاء هو السيد برايس بريتشيت، وهو يقول إن التجارب تثبت أن الأرباح تأتي عندما تركز الإدارة على تغيير النظام بدلاً من محاولة تطوير الموظفين. وهو يقول إنه لا يعارض التدريب ويتفق على حاجة الموظفين للتطوير لكنه يتحدث عن استثمار الوقت والطاقة في زيادة الأرباح يقصد تطوير المنظمة. هنا أمامنا قضية جدلية مقدمتها سؤال يقول: أليس تطوير الموظفين استثمار للوقت والطاقة بما ينعكس إيجاباً على أهداف المنظمة؟ هنا سيقول السيد برايس: إذا كان لا يوجد خلل في أداء الموظفين وبالتالي لا توجد حاجة تدريبية فلماذا التدريب؟ ونقول: ألا يمر تطوير المنظمة من خلال تطوير الموظفين؟ كما أن لتدريب وتطوير الموظفين جوانب إيجابية أخرى منها تعزيز الانتماء والولاء، وهو جزء من مسؤوليات المنظمة تجاه العاملين فيها، وأحد مكونات بيئة العمل الإيجابية التي تجعلها مميزة وجاذبة وتساعد على استمرار النجاح وتعزيز الانتماء والعطاء، كما أن برامج التدريب تحقق مجموعة من الأهداف ذات علاقة بالإثراء المعرفي، واكتساب المهارات أو تطويرها، وتعزيز الاتجاهات الإيجابية، واكتشاف قدرات الموظفين والسمات القيادية. التدريب أيضاً هو أحد الحوافز والمكافآت التي يحتاجها الموظفون وهو بالنسبة للبعض أهم من المكافآت المالية، وهو في بعض الظروف حالة إجبارية لتطوير المنظمة وليس حالة اختيارية، وحين يكون التدريب خارج المنظمة بمشاركة متدربين من منظمات أخرى فهنا فرصة للتعرف على تجارب الآخرين واكتساب خبرات جديدة وتكوين صداقات، وكل ذلك مهم ومؤثر في رفع المعنوية وتنمية التفكير الإيجابي، ومهارات الاتصال. من الطبيعي والحالة هذه ألا يكون هناك تعارض بين مصلحة المنظمة ومصلحة الموظفين، من المهم تحقيق الأهداف للجميع، الإنسان ليس آلة مطلوب منها سرعة الأداء وزيادة الإنتاج والأرباح دون مشاعر أو طموحات. حتى المنظمات الربحية الناجحة لن تستمر في النجاح دون عناية بالموظفين وتحقيق احتياجاتهم وطموحاتهم، التدريب أحد المكونات الأساسية للعمل وليس مضيعة للوقت، هو استثمار ونشاط مهني ومعنوي له تأثير كبير في مسيرة الموظفين المهنية، وعلاقتهم بالمنظمة التي يعملون فيها تنعكس إيجابياً على الأداء والإنتاجية وبالتالي التوازن في تحقيق أهداف الجميع.