الانطلاق باتجاه المستقبل أصبح عنوان المرحلة التي نعيش، فكل الشواهد تدل أننا مقبلون على عصر جديد بكل ما فيه من طموح لا حدود له يأخذنا إلى العالمية قولاً وفعلاً. حديث صاحب السمو الملكي ولي العهد يوم أمس حديث لا علاقة له بالأماني، بل حديث واقعي يدل على عمق في التفكير وعزيمة في التنفيذ، مدعوم بأرقام الواقع التي تصادق على وضوح الرؤية، واستشراف المستقبل والرغبة الصادقة القوية في أخذ بلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة، والبدء سيكون من عاصمتنا الحبيبة التي ستصبح - بإذن الله - عاصمة عالمية للجذب الاستثماري بما ستحتويه من مشروعات جبارة، وما إنشاء أكبر مدينة صناعية في العالم فيها إلا مشروع من عدة مشروعات لا تقل ضخامة مثل مشروع القدية الترفيهي الأكبر من نوعه في المنطقة. من كان يعرف الرياض قبل قرابة أربعين عاماً، لم يكن ليتصور أن تلك المدينة الآخذة في النمو ستصبح على ما هي عليه الآن، وما سينتظرها في المستقبل القريب، قفزات هائلة أسس لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عندما كان أميراً على الرياض، من هناك كانت الانطلاقة الحقيقية التي جعلت من عاصمتنا الحبيبة مدينة تضاهي مدن العالم، بل وتتفوق عليها، وينتظرها بحول الله وقوته مستقبل مشرق لن يكون عادياً وسيكون مفاجئاً للعالم، فطموح الأمير محمد للعاصمة ولكل مدن الوطن لا حدود له، وكون البداية من الرياض فذلك لأنها العاصمة، وتمثل ما يقارب خمسين بالمئة من الاقتصاد غير النفطي، وهي مؤهلة ببناها التحتية أن تنطلق بكل ثقة واقتدار نحو التحول الإيجابي للمستقبل بكل تحدياته التي سيتم التغلب عليها - بحول الله وقوته - طالما كان هناك الطموح الكبير والعزيمة الصادقة والإصرار على أخذ الوطن إلى مكانة أعلى وأعلى. حديث سمو ولي العهد يعطينا تصوراً ولو مبدئياً لما ستكون عليه الرياض وبقية مناطق المملكة في المستقبل القريب بحول الله وقوته، وكلنا ثقة أن بلادنا خلال الخمس سنوات المقبلة ستكون مختلفة اختلافاً إيجابياً سيبهر العالم بقدراتنا، وما يمكن لنا أن نفعل ليزيد الوطن رفعة وعزة ومكانة.