بعد أقل من أسبوع من إعطاء الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر للقاح "فايزر-بايونتيك"، بدأت معظم الدول الاوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا رسمياً حملات التطعيم ضد وباء كورونا الأحد، على خطى العديد من البلدان الأخرى. وكتب رئيس الوزراء الإيطالي على حسابه على تويتر "إيطاليا تستيقظ" مرحباً بتاريخ "سيبقى إلى الأبد مطبوعاً في ذاكرتنا". وستبدأ حملة التلقيح الجماعي في 8 يناير، وهو التاريخ الذي سيبدأ فيه وصول 470 ألف جرعة من اللقاح أسبوعياً إلى إيطاليا، الدولة الأكثر تضرراً بالوباء مع أكثر من 71 ألف وفاة والتي أعيد فرض تدابير الإغلاق فيها قبل عيد الميلاد. وسارت إسبانيا وبوخارست على خطى إيطاليا. وفي فرنسا، تم إرسال 19500 جرعة إلى الصيدلية المركزية لمستشفيات باريس ونقلها إلى ثلاجات خاصة. وكانت ألمانيا والمجر وسلوفاكيا الأولى في تطعيم سكانها قبل يوم من الإطلاق الرسمي للحملة. وبدأت روسيا التي تجاوز عدد الإصابات فيها عتبة ثلاثة ملايين السبت، والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدةوكندا والمكسيك وتشيلي وغيرها تطعيم سكانها في ديسمبر. وكانت الصين أول دولة قامت بذلك الصيف الماضي. وفي وقت سابق أبلغت دول عدة اكتشافها إصابات بفيروس كورونا المتحوّر على أراضيها من بينها كنداوإيطاليا والسويد وإسبانيا واليابان، بعد الإعلان هذا الأسبوع عن وجود حالات في فرنساوألمانيا ولبنان والدنمارك. ووفقاً لدراسة أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، فإن هذه السلالة الجديدة معدية بنسبة "50 إلى 74 في المئة" أكثر من سابقاتها، ما يثير مخاوف من ارتفاع الحالات الشديدة التي تحتاج إلى عناية مركزة في المستشفيات والوفيات في العام 2021 مقارنة بالعام 2020. وبعد اكتشاف هذه السلالة من كورونا، علّقت عشرات الدول رحلاتها الجوية والبحرية والبرية مع المملكة المتحدة ما تسبب في فوضى في ضواحي دوفر (جنوب شرق) حيث توقفت آلاف الشاحنات لأيام. من جانبها، قررت اليابان التوقف عن استقبال الوافدين الجدد من الأجانب غير المقيمين على أراضيها بدءاً من الاثنين حتى نهاية يناير. وفي مواجهة المعدلات المرتفعة لعدد الإصابات بكورونا التي تعتبر مثيرة للقلق، فرضت العديد من الدول مرة جديدة تدابير تقييدية مثل النمسا التي فرضت حجراً على سكانها السبت حتى 24 يناير. وكانت إيطاليا وإيرلندا قد أعادتا التدابير التقييدية قبل إجازة رأس السنة، وقد أثرت عمليات الإغلاق المحلية أو القيود الشديدة على ملايين الأشخاص في المملكة المتحدة. وحذّر وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران من أن فرنسا لا تستبعد فرض إغلاق ثالث إذا تفاقم الوضع الوبائي. وما زالت الولاياتالمتحدة هي الدولة الأكثر تضرراً بالوباء، سواء من حيث عدد الوفيات (331 ألفاً و740) أو الإصابات (18 مليوناً و942 ألفاً و524). وحذّر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في فيديو الأحد لمناسبة اليوم العالمي للتأهب للأوبئة، من أن الوباء الناجم عن فيروس كورونا لن يكون الأخير. وقال: إن محاولات تحسين صحة الإنسان "محكوم عليها بالفشل" إذا لم نتعامل مع مشكلة تغير المناخ ورعاية الحيوان. ومن جهة ثانية، قررت اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا في سلطنة عمان الأحد إنهاء العمل بقرار منع الدخولِ إلى السلطنةِ والخروجِ منها عبر مختلف المنافذ البريّة والجويّة والبحرية في الساعة الثانية عشرة من صباحِ غد الثلاثاء. وقالت اللجنة، في بيان أوردته وكالة الأنباء العمانية على حسابها بموقع "تويتر": إنها قررت تعليق الإعفاء من العزل الصحي للقادمين في زيارات قصيرة للسلطنة تقل مدتها عن سبعة أيام. وشددت اللجنة على إلزامية الحصول على تأمين صحي يشمل تغطية تكاليف علاج كوفيد- 19، ويستثنى من ذلك العمانيون ومواطنو دول مجلس التعاون الخليجي وحاملو بطاقة العلاج المجاني. وأكدت على إجراء الفحص عند الوصول من الخارج إلى مطارات السلطنة. وفي سياق آخر سجلت الهند 18732 إصابة جديدة بكورونا خلال ال24 ساعة الماضية، وهو أقل عدد يومي للإصابات منذ الأول من يوليو، عندما تم تسجيل 18653 إصابة. وأفادت أحدث بيانات لوزارة الصحة الاتحادية بأن البلاد سجلت 279 حالة وفاة جديدة، ما رفع إجمالي عدد الوفيات منذ ظهور الفيروس في البلاد في يناير إلى 147622. وعلقت الوزارة بالقول :"لقد حققت الهند إنجازاً مهماً في مكافحة الجائحة العالمية. وتراجعت الإصابات اليومية إلى ما دون 19 ألفاً بعد ستة أشهر". ووفقاً للبيانات المجمعة، فإن الهند تأتي في الترتيب الثاني عالمياً من حيث إصابات كورونا، بعد الولاياتالمتحدة، بإجمالي إصابات يتجاوز العشرة ملايين. وأضافت الوزارة أن عدد الحالات النشطة تراجع إلى 278690 أمس، وهو العدد الأقل منذ 170 يوماً. وعقد فريق العمل الوطني المعني بمتابعة ملف فيروس كورونا اجتماعاً أمس لبحث السلالة الجديدة من الفيروس التي ظهرت في بريطانيا، وتم بحث استراتيجيات المراقبة. وتستعد الحكومة الهندية لتلقيح نحو 300 مليون شخص، بما في ذلك العاملون الصحيون في الصفوف الأمامية ومن تتجاوز أعمارهم 50 عاماً، وذلك ضمن مرحلة أولية تستمر من يناير إلى أغسطس.