يرتبط موقع مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في الصياهد الجنوبية لصحراء الدهناء بمزايا سياحية تستلهم عمق الصحراء ومساراتها التجارية، ليشكل واجهة تراثية تلبي تطلعات الزوار، والاحتياجات التنظيمية للمشاركين بالمهرجان. وتمتد "الصياهد" على مساحة تتجاوز 225 كيلومترًا مربعًا، شمال شرق العاصمة الرياض والتي تبعد عنها بمسافة 120 كلم. ويكفل هذا الموقع المميز إقامة أكبر التجمعات الكرنفالية التي تحتفي بموروث الإبل، وتسهم في رفع القيمة الاقتصادية لها بما يصل لأكثر من أربعة مليارات ريال، حيث تشهد "الصياهد" إقامة منافسات مهرجان المؤسس والذي يضم عدة منافسات تجمع مُلاك الإبل من مختلف دول العالم، حيث يتنافس المشاركون على جوائز عدة منها: سيف الملك، وشلفا ولي العهد، وبيرق المؤسس، وكأس النادي، ونخبة النخبة، إضافة إلى مسابقات طبع الإبل والهجيج والهجن. ويعود إطلاق اسم "الصياهد" على المنطقة منذ القدم لوجود عروق رملية قليلة التموج يسهل عبورها ويؤدي إلى تكون الرمال الخشنة التي تثبت تحت الأقدام، ما يتيح للإبل وملاكها الاستفادة من الأراضي الصحراوية لإقامة مخيماتهم التقليدية ومقار إقامتهم على امتدادها، وتشكل "الصياهد" موقع جذب ترفيهي متنوع بإقامة الأسواق التراثية فيها، كما تقام عليها أسواق للإبل وأسواق تراثية تعزز تجربة الزوار الشغوفين بموروث الإبل. وفي عمق رمالها تختزن الصياهد مواقف وذكريات الجيوش الوطنية للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - والذي اتخذ منها نقطة تجمّع لرجاله، في مسيرة توحيد الوطن. وطالما شهدت "الصياهد" مسير القوافل التجارية، وقوافل الحجيج ضمن رحلاتهم بين شرق الجزيرة العربية وغربها. من جانب آخر، كشف مدير عام الإدارة العامة لخدمات الثروة الحيوانية د. إبراهيم قاسم، عن تجاوز الإبل المرقَّمة حاجز 1.480 مليون رأس متن، ضمن مشروع وزارة البيئة والمياه والثروة المعدنية لترقيمها، مشيدًا بدور نادي الإبل في تنظيم وإدارة ترقيم الإبل المشاركة بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في موسمه الخامس، والتي تشكِّل أكبر تجمُّع للإبل يسهم في إتمام عملية الترقيم على المستوى الوطني. وأوضح قاسم أنَّ الإحصائيات الأولية كانت تشير إلى أنَّ متون الإبل لن تتجاوز 1.4 مليون، لكنَّ الأعداد الحالية تجاوزتها، مع قائمة انتظار تتجاوز 350 ألف رأس متن من الإبل، في مؤشر على بلوغ الإبل أرقامًا غير مسبوقة، قد تستدعي تسجيلها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، فيما توفِّر الوزارة منصة كاملة تحوي جميع بيانات ملاك الإبل، ومواقعها، وأصنافها، وألوانها. وبيَّن إبراهيم قاسم أنَّ الإدارة العامة لخدمات الثروة الحيوانية تعمل على تقديم الخدمات البيطرية، وخدمات الترقيم والفحص لعدَّة أمراض فيروسية وبكتيرية وطفيلية، مشيراً إلى أن آلية الفحص تعتمد على البيانات التي تُستلم من نادي الإبل عن المشاركين، ويتم التنسيق معهم يوميّا لزيارة مواقع الملاك قبل موعد دخولهم للمنافسات بيوم، والكشف عنها، وترقيمها في مقارها، كما يجري التأكُّد من بياناتها في اليوم التالي عند قدومها للمهرجان، وفحصها مرَّة أخرى لمطابقة البيانات. وذكر قاسم أنَّ طريقة الترقيم تعتمد على إصدار رقم إلكتروني للإبل من بوابة الوزارة، وحقن الرقبة بشريحة إلكترونية تحمل الرقم الإلكتروني، ثم زراعة الشريحة الإلكترونية بحجم حبة الأرز، والتي تظهر الصفات الوراثية للإبل، وبيانات المالك، مضيفًا أنَّ الترقيم يسهم في إفادتها من الخدمات البيطرية كالتشخيص، والعلاج، والعمليات الجراحية، وإصدار التقارير الطبية، كما تسلِّمهم من الغرامة المالية في حق مخالفي قرار ترقيم الإبل. مدخل مقر المهرجان عرض الإبل الوضح