حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أرمينياوأذربيجان على «استئناف المفاوضات برعاية الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك» التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا «للتوصل إلى حلّ سلمي ودائم» في النزاع حول ناغورني قره باغ، وفق ما جاء في بيان. وبحسب البيان، فإن غوتيريس «يشجّع الحكومتين والشعبين الأرمني والأذربيجاني على أن يسلكا طريق الحوار لإرساء السلام والاستقرار والازدهار الاقليمي». وأشار البيان إلى استعداد الأممالمتحدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعوب المتأثرة في ناغورني قره باغ جراء النزاع الأخير وطلب تعاوناً كاملاً من جانب الأطراف لضمان «وصول حرّ» من أجل توصيل المساعدات. ويأتي بيان غوتيريس غداة تصريح مشترك للولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، الدول المشاركة في رئاسة مجموعة مينسك، يعيد التأكيد على أهمية هذه الهيئة. ودعت أذربيجان من جهتها إلى استبعاد فرنسا عن الوساطة بعد تصويت مجلس الشيوخ الفرنسي على نصّ يطالب ب»الاعتراف» بناغورني قره باغ. وأُنشئت مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تسعينات القرن الماضي بعد حرب أولى بين أرمينياوأذربيجان وهي مكلفة الوساطة في ملف ناغورني قره باغ، الجمهورية المعلنة من جانب واحد ذات الغالبية الأرمنية وتشكل جزءاً من أراضي أذربيجان. ووصلت حصيلة القتلى جراء عمليات القتال إلى أكثر من 4600 شخص بعدما أعلنت باكو عن خسائرها. وقالت وزارة الدفاع الأذرية في بيان: «خلال الحرب البطولية، قتل 2783 عنصرا من قواتنا المسلحة». وقالت أرمينيا إنها حددت هوية 1746 من جنودها الذين قتلوا خلال الأسابيع الستة للقتال، الذي كان اندلع أواخر سبتمبر وانتهى بتوقيع اتفاق سلام الشهر الماضي. ويعتقد أن أكثر من 130 مدنيا قتلوا جراء المعارك، حسبما ذكرت الأممالمتحدة في تقييم لها الشهر الماضي، مستشهدة بتقارير من الجانبين. وكان هذا هو القتال الأكثر دموية بين أذربيجانوأرمينيا منذ خاضت الدولتان حربا ضد بعضهما بعضا مطلع تسعينيات القرن العشرين، عندما تحولتا إلى دولتين مستقلتين في خضم تفكك الاتحاد السوفيتي. وتعتبر الأممالمتحدة، إقليم ناغورني قره باغ، الذي سيطرت عليه بشكل كبير قوات أرمينية لعقود، جزءا من أذربيجان. واضطرت أرمينيا إلى التخلي عن سيطرتها على أكثر من 120 موقعا في المنطقة لصالح أذربيجان بموجب اتفاق السلام الجديد، الذي وافقت عليه الدولتان وروسيا، القوة الإقليمية في المنطقة، في التاسع من نوفمبر.