يُقال بأنه: "كلما عملت بصمت حققت هدفك وقهرت عدوك". وهو الأمر الذي ينطبق على المملكة العربية السعودية والتي ولعقود ومنذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- إلى عهدنا الزاخر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وهي لم تتوانَ للحظة في مد يد العون للأشقاء من مسلمين وغيرهم والهدف واحد وهو: "الإنسان" نعم وأكبر دليل حسي ومعنوي يؤكد ذلك أزمة "كورونا" وفي الوقت الذي صرفت فيه الدول العظمى اهتمامها لشعوبها بل وقصّرت في بذل ما يحمي مواطنيها والمغتربين بها، نجد خطاب الملك سلمان -حفظه الله- قد سارت به الركبان حينما أولى المقيم في المملكة الرعاية مثله مثل المواطن وهنا تتجسد الإنسانية التي كانت ولا تزال رمزاً لهذا الوطن. ولعل الحديث الذي أدلى به الأمير بندر بن سلطان -حفظه الله- قد وضع يد الطبيب على موضع العلة، نعم فالمملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها وهي تولي القضية الفلسطينية اهتماماً بالغاً لا تجده في أي دولة، والتاريخ يثبت ذلك، ولكن حينما تتغير المفاهيم وتُقلب الحقائق ويكثر المرجفون ممن هم كما قال الشاعر: أُعَلِّمُهُ الرِّمَايةَ كُلَّ يَومٍ فَلمَّا اشْتَدَّ سَاعِدُه رَمانِي وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ القَوَافي فَلَمَّا قَالَ قَافِيةً هَجانِي يستأجرون أبواقاً لكي تسيء للمملكة العربية السعودية يفرحون بأي ضرر قد يلحق ببلادنا يطربون أحياناً حينما يسمعون فقط أن سعر البترول قد انخفض وهم لا يعلمون أن وطننا ليس وطن "البترول" بل هو وطن "الرجال" القادرين على تحويل الصحراء لمصادر للثروة، ويستمر الحقد المتتالي على السعودية وللأسف حينما يكون هذا الحقد من أناس انتفخت "بطونهم" من خير هذا البلد وما أن تحين الفرصة لهم وقبل أن يذهب خير السعودية من أجسادهم وقد جاشوا بصب حقدهم على السعودية وهؤلاء لا يختلفون عن بني إسرائيل حين عبر بهم موسى البحر ونجاهم الله من بطش فرعون وقبل أن تجف أقدامهم من ماء البحر التفتوا لموسى "قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ" إن الناقد والحاقد والمسيء لوطننا إنما يسيء لنفسه ولوطنه وسوء معدنه فالناس معادن وأتراب، ولا ترمي الناس بالحجر إلا مثمر الشجر. ولعل هذا الحديث من الأمير بندر بن سلطان قد جاء في حينه لإحقاق الحق وكشف المستور مما لا يعرفه الجميع خصوصاً من الدول والشعوب التي استنزفت من خيرات المملكة العربية السعودية ومن ثم تنكرت لذلك وكأن شيئاً لم يكن، هي حقائق واضحة بتّارة ومن باب "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ"، فلا يأتي بعد ذلك من ينعق كغراب البين للنيل من المملكة العربية السعودية فقد اتضحت الأمور للجميع وهي واضحة منذ زمن، لكن وطننا كما أشرت سابقاً يعمل بصمت ولا تكاد تجد شبراً في الأرض إلا ووجدت للمملكة العربية السعودية فيه أثر من خيرها، دولة سخرت وتسخر خيرها للقريب والبعيد ولا تريد من ذلك جزاءً ولا شكوراً، "السعودية دولة أشبه بالجبل الذي لا ترضي هامته سوى معانقة السماء ولا يشغل الجبل من استظل بظله ومن ثم غادر وترك دنسه مكان الظل".