يأمل الأعداء الحاقدون بتجنيدهم للمرجفين ودعاة الفتنة أن يزعزعوا ثقة المواطن السعودي بقيادته الحكيمة .. مستغلين في ذلك ظروف المنطقة وما تمر به من مظاهرات وفوضى وانفلات أمني تشهده بعض الأقطار العربية الذي لا يعلم نهايته ونتائجه إلاّ الذي فطر السموات والأرض ؛ لذلك بادر هؤلاء المرجفون بالدعوة للمظاهرات والخروج على حكام هذه البلاد من آل سعود ؛ وتناسى هؤلاء المرجفون أن لمليكنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في رقابنا بيعة ؛ كولي لأمرنا وحاكم لبلانا ؛ حثنا ديننا الحنيف على الوفاء بها ؛ فطاعة ولي الأمر في غير معصية الله عبادة يجب على المسلم أداؤها والوفاء بها ... ألم يقل الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم) [الآية59: النساء] .. أليس هذا الأمر أيها الشباب الواعي أمرًا من الله سبحانه وتعالى لكل مسلم يشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله بوجوب طاعة ولي الأمر الذي وقعت له البيعة من الرعية؟ ... إنني أيها الشباب الواعي أدركُ وأنا أكتب هذا المقال تمام الإدراك أنكم مؤمنون بنص هذه الآية واعون بمضمونها حريصون على صيانة بلدنا وأعراضنا من غوغاء المظاهرات وشر الانفلات الأمني الذي يترقبه المتربصون بنا من داخل المملكة وخارجها .. فما سبب إصرار هؤلاء المرجفين على تكرار هذه الدعوات بالرغم من أن أحداً لم يلتفت إليهم أو يُقِم لكلامهم وزناً ؟! .. ما الذي يدفع هؤلاء الحاقدين على أن يتوقعوا أن شباب بلادنا الواعي ربما يُصغون لهذه الدعوات المشبوهة وينجرّون وراءها ويتحمسون لها دون وعي أو تفكير بالرغم من بيان حرمتها من قبل هيئة كبار العلماء ! .. هل هي بعض أخطاء المتنفذين في بعض مصالح الدولة التي تمس حياة المواطن ، والتي يستغلها هؤلاء المرجفون للتغرير بالشباب؟! .. نعم أقول لشبابنا الوفي لقيادته ، الحريص على وطنه ، بأنّ أخطاء المتنفذين لم يسلم أي بلد منها مهما كانت دقة أنظمته وقوانينه ؛ ومما لاشك فيه بألاّ تكون لبعض المتنفذين في بعض المواقع في بلادنا أخطاء ؛ حينما استغلوا الثقة التي مُنحت لهم من ولي الأمر -وهم قلة ولله الحمد- ولكن الحكومة أيدها الله تلاحقهم ولم تنكر وجودهم ولن تغفل عنهم مهما طال بقاؤهم ؛ ولكنها تُطالب الموطن بالتعاون معها للقضاء عليهم وفق برنامج عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الإصلاحي للقضاء على الفساد واستغلال السلطة ، وهو برنامج جاري تطبيقه منذ فترة وبدأ يؤتي ثماره ولله الحمد ؛ لذلك ثقوا أحبتي الشباب بأنّ هؤلاء المتنفذين لن يتأخر زوالهم من مواقعهم ومحاسبتهم على ما بدر منهم ؛ فهذا نهج خادم الحرمين سابقاً وسيكون أكثر فعالية من الآن فصاعداً لاسيما في ظل تعاونكم أنتم أبناء هذا الجيل مع ولي الأمر في كشف أخطاء المتنفذين وتجاوزات المخطئين ؛ فباب خادم الحرمين الشريفين مفتوح وأذنه صاغية ويده ممدودة لكم ؛ فأنتم تعلمون قبل غيركم حرص قائد هذه البلاد ومنذ زمن بعيد ؛ حتى قبل حلول فتنة هذه المظاهرات على إيجاد موارد مالية لفئة الشباب الباحثين عن فرص عمل لحين حصولهم على الوظيفة التي تكفل لهم الاستقرار والعيش الكريم ، وما زال حفظه الله يوالي القرارات والتوجيهات صباح مساء بالمزيد وفي صالح شباب هذه البلاد وجميع مواطنيها ؛ بل إن تحقيق طموحاتكم وما تحلمون به هو ديدن خادم الحرمين الشريفين ولي أمرنا والواقع يؤكد ذلك ويشهد به ؛ لكن كل أمرٍ لابد أن يأخذ وقته وإجرائه الصحيح وفي القريب العاجل إن شاء الله. أحبتي الشباب إذا سلّمنا بوعيكم بهذا كله ، فما سبب إصرار أصحاب الدعوات المشبوهة المحرّضة على فتنة المظاهرات وتدمير الممتلكات ، هل هو مراهنتهم على حُبِّ الشباب للتقليد الأعمى ؟! لاسيما وإنّ حُمّى المظاهرات باتت تنتقل من قطر إلى قطر ما بين عشية وضحاها ودون مقدمات .. وبذلك يتوقعون أن شبابنا سَيُجسِّدون مضمون المثل الشعبي (مع الخيل يا شقرا) .. أفلم يدر بخلد هؤلاء المفسدين بأننا نحن أبناء المملكة العربية السعودية ندرك جيّداً أن ما يجري في تلك البلدان من مظاهرات يعود لما يوجد فيها من ظروف وممارسات واختلافات لا وجود لها في بلدنا المعطاء الذي يحسدنا أعداؤنا على ما ننعم به فيه من أمن ورخاء بفضل تطبيق شرع الله والتمسك بأوامره والتلاحم بين قيادته وشعبه ... أحبتي شباب المملكة العربية السعودية أنني فخور بوعيك الكبير الذي كان محل تقدير جميع المراقبين في العالم ؛ لأن دعاة الفتنة الذين دندنوا على ما أسموه يوم حنين ظناً منهم أنهم حققوا هدفهم بدفع أبناء المملكة العربية السعودية إلى إحداث الفوضى والتخريب والعبث بأمن بلادهم عن طريق المظاهرات المشبوهة ، إلاّ أن ما حدث هو على العكس تماماً مما تمنوه وخططوا له ؛ فكانت الجمعة جمعة تماسك وولاء وطاعة لولي الأمر فأخرستم أيها الشباب الواعي ألسنة الحاقدين وحثيتم التراب في وجوه المنافقين. أحبتي الشباب إنّ دولتنا قوية بأذن الله تتمتع باحترام دولي لم يتحقق لغيرها ، واستقلال في قرارها وسوف تقوى أكثر فأكثر بالاعتماد على قدراتكم وإخلاصكم لها ولقادتها .. متفانين في خدمة دينكم الذي يعدُّ شعارها وبوصلتها في كل خطوة تخطوها .. أليست هذه البلاد درة الكون؟! .. فكونوا بها وبقيادتها دائماً فخورين ولما يُحاك ضدها مدركين .. ولا تنسوا بأن في أعناقنا لولي أمرنا بيعة. ----------------------- إدارة التربية والتعليم (بنين) بمحافظة القنفذة