يتجه العديد من زوار حائل إلى جبل أم سنمان في مدينة جبة (100 كلم شمال حائل) باعتباره موقعاً تاريخياً وعالمياً سجل ضمن مواقع التراث العالمي في (اليونيسكو) عام 2015م، ويقع تحديداً غرب مدينة جبة في وسط صحراء النفود، وتعود تسمية جبل أم سنمان بهذا الاسم كونه يشبه إلى حد كبير الناقة ذات السنامين، وهي مستقرة في الأرض، ويعد هذا الجبل في زمن الجاهلية من أحصن وأمنع المواقع، فهو من أهم المعالم البارزة في المنطقة لمكانته التاريخية والأثرية، ويعود تاريخه لأكثر من 7000 عام قبل الميلاد، ويتميز جبل أم سنمان الأثري بالعديد من النقوش والرسومات الثمودية، وأخرى تعود للعصر الحجري، فالكثير من الكتب التاريخية نسجت القصص وأهم الصور لهذا الجبل الذي يعد معلماً بارزا في المنطقة. ويستقطب جبل أم سنمان السياح والمهتمين بالآثار من داخل الوطن ومن خارجها لزيارة الجبل والاطلاع على نقوش إنسان العصر الحجري، مما يعزز من اقتصاديات جبة حائل من خلال هذه الزيارات والمشاهدات له. وسجل الجبل نحو (5431) نقشاً ثمودياً، و(1944) رسماً لحيوانات مختلفة منها (1378) رسماً لجمال بأحجام وأشكال مختلفة، كما بلغ عدد الرسوم الآدمية (262) رسماً، ويؤكد هذا العدد الهائل من هذه الأعمال لمن يشاهدها أن من نفذها لم يكن إنساناً عابراً وإنما إنسان مقيم يملك من مقومات الحضارة الشيء الكثير، خلّف لنا موقع «جبة « الذي يعتبر من أكبر وأهم مواقع النقوش والرسوم الصخرية في المملكة، كما تعتبر مدينة جبة متحفاً فنياً من متاحف الشعوب القديمة، حيث يمكن للزائر أن يرى مشاهد للحياة اليومية للإنسان والحيوان اللذين استوطنا هذه المنطقة قبل آلاف السنين. ففي جبل أم سنمان في حائل رسوم ونقوش صخرية تعود بالإنسان للألف السابع قبل الميلاد، ويمكن للزائر التعرف على بعض طرق ونظم الحياة اليومية التي كان يطبقها ويحياها البشر في تلك الحقبة من الزمن، وتمتلك الجُبة قدراً هائلا وكثيفاً من الرسوم والنقوش الإبداعية التي رسمها ونقشها الإنسان في عصور مختلفة على واجهات صخور الجبال المتميزة بتشكيلاتها الفنية والمتنوعة بموضوعاتها التعبيرية المحيطة بهذه القرية، لتشكل بذلك معرضاً فنياً تاريخياً قلما تجده في مواقع تاريخية أخرى. وتتيح تلك النقوش التعرف على تقنيات الأدوات الحجرية التي استخدمها الإنسان القديم في حفر رسومه ونقوشه الكتابية المتنوعة والغنية ومن أبرزها ما يشاهده الزائر في جبل أم سنمان والتي تمثل النمط المبكر للحفر والنقش. وشكلت تلك الآثار أهمية كبيرة لدى العلماء والخبراء، ما أسهم في توافدهم على المركز والمواقع الأثرية، وجمع العديد من المعلومات التي تعزز الأبحاث والدراسات بمعلومات أكثر تفصيلاً عن حياة الإنسان في تلك الحقبة. كتابات ورسومات تحكي عن جبة حائل