تشير التطورات السياسية في إسرائيل إلى أن انتخابات مبكرة باتت قريبة، وذلك على خلفية عدم المصادقة على الميزانية ووسط خلاف عميق بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي يريد المصادقة على ميزانية للعام الحالي فقط، و "رئيس الحكومة البديل"، بيني غانتس، الذي يصر على المصادقة على ميزانية للعامين الحالي والمقبل، كما ينص الاتفاق الائتلافي بينهما. وأظهر استطلاع نُشر الجمعة، أن أغلبية الإسرائيليين يحملون نتنياهو مسؤولية الذهاب لانتخابات رابعة. وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، العبرية، إن أزمة شديدة حاصلة بين حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، وحزب "كاحول لافان"، الذي يرأسه غانتس، ويدل على ذلك عدم إقرار أجندة جلسة الحكومة الأسبوعية، يوم غد الأحد، وذلك على خلفية الخلاف حول الميزانية، التي إذا لم تتم المصادقة عليها حتى 25 أغسطس الحالي، فإن القانون ينص على حل الحكومة والكنيست والتوجه إلى انتخابات. ويطالب "كاحول لافان" بأن تناقش جلسة الحكومة تغيير دستور الحكومة بحيث يسمح بالمساواة في التصويت، وأن الليكود لا يطرح ذلك في محاولة من جانبه للمصادقة على ميزانية للعام الحالي فقط، ومن دون الحاجة إلى تأييد "كاحول لافان". وأكدت مصادر في الليكود على عدم إقرار أجندة جلسة الحكومة، لكنها قالت إنه لم يتم إلغاء الجلسة، فيما تحدثت مصادر في "كاحول لافان" عن "أزمة جدية" وأن "نتنياهو قرر تفكيك الحكومة". وفي هذه الأثناء، عبّر قادة الأحزاب الحريدية عن معارضتهم لانتخابات جديدة، وقال الوزيران أرييه درعي ويعقوب ليتسمان إنه "لن نتعاون مع أي مبادرة لتبكير الانتخابات، ويجب المصادقة على الميزانية". وطالب ليتسمان نتنياهو وغانتس بأن "يبديا مسؤولية وطنية، وأن يجتمعا من أجل التوصل إلى حل متفق عليه ومنع الذهاب لانتخابات لا ضرورة لها". في غضون ذلك، أظهر استطلاع نشرته إذاعة 103FM، الجمعة، أن 52% من مجمل المستطلعين و68% من المستطلعين الذين بلوروا رأيا حيال هذا الموضوع، يحملون نتنياهو مسؤولية الذهاب إلى انتخابات رابعة للكنيست، فيما حمل غانتس المسؤولية 25% من مجمل المستطلعين و35% من الذين بلوروا رأيا حيال هذا الموضوع. ودل الاستطلاع على استمرار تراجع شعبية نتنياهو. وفي حال جرت الانتخابات الآن، فإن الليكود سيحصل على 32 مقعدا في الكنيست مقابل 35 مقعدا الأسبوع الماضي، بينما توقعت استطلاعات قبل شهر وأكثر حصوله على 40 أو 41 مقعدا. كذلك أظهر الاستطلاع تراجع قوة "كاحول لافان" إلى 11 مقعدا. وستحل كتلة "ييش عتيد – تيلم" في المرتبة الثانية بحصولها على 18 مقعدا، وتليها القائمة المشتركة بحصولها على 16 مقعدا. وسيحصل تحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا" على 12 مقعدا، وحزب شاس على 10 مقاعد، وكتلة "يهدوت هتوراة على 8 مقاعد، و"يسرائيل بيتينو" على 8 مقاعد، وحزب ميرتس على 5 مقاعد. ويتبين من هذه النتائج أن قوة معسكر أحزاب اليمين والحريديين 62 مقعدا، وتشمل "يمينا" الذي لا يشارك في الائتلاف الحالي، فيما قوة "كاحول لافان" وأحزاب المعارضة 58 مقعدا. ميدانيا، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، موقعًا في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة المُحاصَر. ونقلت مصادر محلية عن شهود عيان، القول، إن "طائرة استطلاع بدون طيار استهدفت بصاروخ واحد على الأقل، موقعا شمال البلدة، ما أدى إلى أضرار مادية في المكان". وكان جيش الاحتلال، قد شن قصفا جويا ومدفعيا على مواقع للمقاومة الفلسطينية وعلى أرض زراعية جنوبي قطاع غزة المحاصر، مساء الأحد الماضي، وألحق القصف أضرارا مادية في المواقع المستهدفة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وزعم الجيش الإسرائيلي، حينها، أنه رصد إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة المحاصر، وقال إنه اعترضها بواسطة منظومة "القبة الحديدية". ومنذ بدء أزمة كورونا تشهد المنطقة المحيطة بقطاع غزة هدوءًا نسبيًا، يوم 26 من يونيو الماضي، قصف الاحتلال مواقع فلسطينية في غزة، وذلك بزعم الرد على سقوط صاروخين أطلقا من القطاع في منطقة مفتوحة قرب السياج بين القطاع ومناطق ال48.