هددت الأحزاب الحريدية زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأنها ستحل "كتلة اليمين" في حال التوجه لانتخابات مبكرة "للكنيست" على خلفية عدم المصادقة على الميزانية، وهددت بعدم التوصية على نتنياهو أمام الرئيس الإسرائيلي بتكليفه بتشكيل حكومة، وسيطالبونه بالالتزام بتنفيذ الاتفاق الائتلافي مع حزب "كاحول لافان"، الذي يرأسه وزير الأمن، بيني غانتس. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"،الثلاثاء، عن قياديين في حزب شاس وكتلة "يهدوت هتوراة" قولهم إنهم سيوضحون لنتنياهو أن التوجه إلى انتخابات إثر عدم الاتفاق على خطة الميزانية، سيجعلهم يمتنعون عن تأييده خلال المعركة الانتخابية، وتهدد رسالة كهذه بإنهاء التحالف بين نتنياهو والأحزاب الحريدية. وأضاف القياديون الحريديون في هذا السياق أنهم سيرفضون التوقيع على رسائل دعم أو تصريحات بشأن التزامهم تجاه "كتلة اليمين - الحريديين" وأنهم لن يلتزموا بالتوصية أمام الرئيس الإسرائيلي بتكليف نتنياهو بتشكيل حكومة بعد الانتخابات، خلافا لتوصيتهم بعد جولات الانتخابات السابقة. ووفقا للإذاعة، فإن التهديد الذي سيوجهه الحريديون إلى نتنياهو، يعني تطبيق التزامهم تجاه غانتس و"كاحول لافان" بضمان تنفيذ الاتفاق الائتلافي بين الليكود و"كاحول لافان" ومنع تبكير الانتخابات. ويذكر أنه بموجب هذا الاتفاق، الذي ينص على التناوب على رئاسة الحكومة، ينبغي أن يتولى غانتس رئاسة الحكومة بعد سنة ونصف السنة من تشكيلها، أي في نوفمبر من العام المقبل. ويريد نتنياهو المصادقة على ميزانية للعام 2020 فقط، بينما يطالب غانتس بالمصادقة على ميزانية لعامين، الحالي والمقبل، كما ينص الاتفاق الائتلافي. وفي حال عدم المصادقة على ميزانية حتى 25 أغسطس الحالي، فإنه سيتم حل الحكومة والكنيست والتوجه إلى انتخابات عامة، حسبما ينص القانون. ويتمسك غانتس بموقفه بالمصادقة على ميزانية لعامين، "حتى لو دفعنا أثمانا" من جراء ذلك، فيما أفادت قناة "كان" التلفزيونية، بأن رئيس كتلة "يهدوت هتوراة"، يعقوب ليتسمان، ورئيس لجنة المالية في الكنيست، موشيه غفني، من الكتلة نفسها، التقى كل منهما على انفراد مع غانتس في محاولة لإقناعه بالتراجع عن موقفه، بينما أبلغهما غانتس بأن على نتنياهو تنفيذ الاتفاق الائتلافي. من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جهات في الائتلاف طرحت، في الأيام الأخيرة مقترحا لمنع تبكير الانتخابات، ويقضي بأن تصادق الحكومة على ميزانية لعامين، كما يريد غانتس، ولكن الكنيست تصادق على ميزانية للعام الحالي فقط، كما يريد نتنياهو. من جانبه، قال رئيس شاس ووزير الداخلية، أرييه درعي، للقناة 12 التلفزيونية، أمس، إن "شعب إسرائيل لن يغفر لنا أبدا إذا ذهبنا إلى انتخابات الآن. ويحظر أن يؤدي النقاش حول الميزانية إلى إسقاط الحكومة". غير أن درعي رفض، أمس، الالتزام بأنه يؤيد ميزانية لعامين أو عام واحد، وامتنع عن تكرار تعهده بتطبيق الاتفاق الائتلافي. من جهة ثانية أضرم مستوطنون، فجر الثلاثاء، النار في سيارتين تعود ملكيتهما إلى مواطنين من قرية فرعتا شرق قلقيلية، فيما شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات في الضفة الغربية تخللها اعتقال 10 شبان. وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، بأن مستوطنين من البؤرة الاستيطانية "حفات غلعاد" المحاذية للقرية هاجموا أطراف القرية وأضرموا النار في المركبتين، كما خطوا شعارات عنصرية تحمل شعار "تدفيع الثمن" قبل انسحابهم من القرية. وأوضح دغلس في بيان لوسائل الإعلام أن السيارتين تعود ملكيتهما إلى المواطنين مروان أحمد نوفل وشرحبيل أحمد نوفل، وهما من نوع سكودا ومرسيدس 2017، حيث كانت إحدى المركبتين قد قام بشرائها صاحبها قبل أيام فقط من عيد الأضحى. من جهته دان اللواء رافع رواجبة محافظ محافظة قلقيلية ما قام به قطعان المستوطنين من اعتداء على بلدة فرعتا شرق المحافظة، وإحراق مركبتين في البلدة إحداها مركبة نقل عمومي والأخرى مركبة خاصة من نوع مرسيدس. واعتبر المحافظ أن حكومة اليمين المتطرف التي تحكم إسرائيل هي من أعطت الضوء الأخضر للقيام بهذه الأعمال التخريبية، والتي تظهر حقد المستوطنين، ومدى الدمار الذي يلحق بالفلسطينيين وأرضهم جراء هذه الاعتداءات المتكررة، والتي لا يمكن السكوت عنها. وطالب المحافظ المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل، وتقديم يد العون والمساعدة له، وإجبار حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل التوقف عن دعم المستوطنين. إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال عددا من المواطنين خلال مداهمات في الضفة، في وقت اقتحمت قوة من الجنود مقرا أمنيا للسلطة الفلسطينية في رام الله. وأفاد نادي الأسير باعتقال قوات الاحتلال 10 شبان خلال مداهمات في الضفة الغربية، حيث تم تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال. في محافظة نابلس، ذكر نادي الأسير أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة عوريف واعتقلت الشاب أحمد شحادة وهو أسير محرر أمضى أكثر من 7 سنوات في سجون الاحتلال. كما اعتقلت الشابين يوسف شحادة ومهند شحادة بعد مداهمة منزليهما في البلدة. في محافظة البيرة، اعتقلت قوات الاحتلال فتاة خلال اقتحامها المدينة، فيما داهمت قوة أخرى مقرا أمنيا في رام الله، وقال نادي الأسير إن قوات الاحتلال اعتقلت الفتاة تسنيم القاضي خلال مداهمة منزل أسرتها بحي الجنان شرقي البيرة، واقتادتها إلى جهة مجهولة. ورشق عشرات الشبان قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، فيما أطلق الاحتلال قنابل الإنارة في سماء المنطقة، واقتحمت قوات الاحتلال مقر الخدمات العسكرية في حي البالوع بغرض اعتقال أحد ضباط الأجهزة الأمنية.