في تطور دراماتيكي قلب الموازين والحسابات في الحلبة السياسية الإسرائيلية، انتخب رئيس كحول لافان بيني غانتس الليلة قبل الماضية رئيساً للكنيست. وصوت لصالح هذا التعيين 74 نائباً فيما عارضه 18 نائباً، أما باقي الأعضاء فقد تغيبوا عن عملية التصويت. وقال غانتس في كلمته أمام الكنيست، إن "العدل الديمقراطي قد حقق انتصاراً لا سيما في الوقت الذي تواجه فيه دولة إسرائيل والمعمورة جمعاء أزمة الكورونا". وتم هذا التعيين بعد التوصل لاتفاق سري بين غانتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقضي بأن تدعم كتلة اليمين اختيار غانتس لمنصب رئيس الكنيست، في خطوة أولى تمهيداً لانضمامه إلى حكومة وحدة وطنية. وتعني هذه الخطوة تفكيك حزب كحول لافان على أرض الواقع بحيث سارع القطبان فيه يائير لابيد وموشيه يعالون إلى الإعلان عن انسحاب كتلتيهما من الحزب. وفي غضون ذلك، تستمر الاتصالات بين الليكود وكحول لافان بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية على أن يتم التناوب على رئاستها بين نتنياهو وغانتس. وأفيد بأنه لدى تشكيل هذه الحكومة التي سيترأسها نتنياهو أولاً سيتخلى غانتس عن منصب رئيس الكنيست ليحل محله مرشح ليكودي، وعندها سيتولى مهام القائم بأعمال رئيس الوزراء ووزير الخارجية. وسيتسلم النائب غابي اشكينازي عن كتلة حوسين لإسرائيل منصب وزير الجيش، كما تسند حقيبة العدل إلى أحد النواب الأعضاء في هذه الكتلة التي يرأسها غانتس. أما حقيبة المالية فستبقى من نصيب الليكود، كما تحتفظ الأحزاب اليهودية المتدينة بقوتها ضمن حكومة الوحدة. ورغم قرار رئيس حزب "حوسين ليسرائيل" (مناعة لإسرائيل)، بيني غانتس، بالانضمام إلى كتلة أحزاب اليمين والحريديين، بزعامة بنيامين نتنياهو، وتقدم المفاوضات حول انضمامه إلى حكومة برئاسة نتنياهو، إلا أن علامة استفهام كبيرة تخيم على استعداد نتنياهو بتنفيذ التناوب على رئاسة الحكومة وتعيين غانتس رئيساً لها، بعد سنة ونصف السنة. من جهتها دانت القائمة العربية المشتركة الخطوة التي قام بها رئيس تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس، بموافقته على الانضمام لحكومة بقيادة الليكود وبنيامين نتنياهو، والتمهيد لذلك بانتخابه رئيسًا للكنيست بأصوات معسكر اليمين. وأكدت القائمة المشتركة في بيان لها، أن "غانتس أثبت في هذه الخطوة بأنه لا يملك عامودًا فقريًا سياسيًا". وقالت إن "توصيتها على غانتس كانت تهدف إلى منع إمكانية تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة من جديد، وإنّ الهدف الوحيد لهذه التوصية كان إسقاط نتنياهو لا دعماً لغانتس لوعينا التام لمدى الخطورة الكامنة في تشكيل حكومة يمين متطرف استيطاني". ولفتت النظر إلى أن غانتس "نقض وعده لشركائه في أزرق أبيض ولكافة المواطنين أيضاً، ما أدّى إلى أن يعارض نصف أعضاء تحالفه خطوته هذه، وانشقاق هذا التحالف إلى شطرين". وأوضحت أن "غانتس عملياً بخطوته اليوم ساهم في استمرار نتنياهو في الحكم". وأكدت المشتركة أنها "قامت بما وعدت جمهور ناخبيها بأن تكون رأس الحربة في مناهضة حكومة نتنياهو وسياساتها، وسوف تستمر في دور المعارضة الشرسة لها مستقبلاً أياً كان الشركاء فيها".