أكد وفد دبلوماسي أوروبي معارضة الاتحاد الأوروبي مخطط ضم إسرائيل لأراض فلسطينية. جاء ذلك خلال جولة أمس، لرؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي في مناطق (ج) بما فيها الأغوار بالضفة الغربية المستهدفة بمخطط الضم الإسرائيلي، للاطلاع على أوضاع الفلسطينيين في تلك المناطق. وقال ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كوهان فون بورغسدورف للصحفيين خلال الجولة إن أي ضم إسرائيلي لأراض فلسطينية يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ويقوض آفاق حل الدولتين وهو مرفوض. وأضاف بورغسدورف «تماشيا مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، لا يعترف الاتحاد الأوروبي بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية». واستمع الوفد الأوروبي إلى شرح من سكان فلسطينيين حول أوضاعهم المعيشية نتيجة لسياسة الاستيطان الإسرائيلي وتأثيرها المباشر على حياتهم إضافة لمخاوفهم المتزايدة وسط تهديدات الضم الإسرائيلي. وقدم ممثلو مؤسسات المجتمع المحلي خلال الجولة شرحا تفصيليا عن المستوطنات الإسرائيلية المحيطة الآخذة في التوسع وآثارها على المزارعين وحياتهم اليومية إضافة إلى اعتداءات المستوطنين شبه اليومية. وحذروا من آثار مخطط الضم الإسرائيلي خاصة ما قد يترتب عليه من ترحيل قصري للسكان الفلسطينيين، وزيادة عمليات الهدم وعنف المستوطنين ضد التجمعات الفلسطينية. في سياق متصل أظهر استطلاع للرأي العام في إسرائيل وجود أغلبية تؤيد مخطط الضم، وتزايد شعبية حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، فيما تراجعت شعبية حزب «كاحول لافان» برئاسة بيني غانتس، واندثار حزب العمل نهائيا وعدم تجاوزه نسبة الحسم. وأكد الاستطلاع أن القائمة المشتركة ستحافظ على قوتها. وحسب الاستطلاع الذي نشرته إذاعة 103FM، امس الجمعة، فإن 51% يؤيدون فرض «سيادة» إسرائيل على المستوطنات، فيما عارض 25% هذه الخطوة، وقال 24% إنهم لا يعرفون الإجابة على هذا السؤال. لكن 67% من الذين لديهم رأي حول مخطط الضم، قالوا إنهم يؤيدونه، مقابل 33% الذين يعارضونه. وتبين من الاستطلاع أن أغلبية بين المستطلعين يتخوفون من «عنف أو انتفاضة» فلسطينية في أعقاب فرض «سيادة» إسرائيل في الضفة، وقال 32% إنهم «يتخوفون» أو يتخفون جدا»، و28% أنهم يتهوفون قليلا، بينما قال 28% إنهم لا يتخوفون من انتفاضة جديدة، وأجاب 12% إنهم لا يعرفون الإجابة على سؤال كهذا. وبين الذي يحملون رأيا بهذا الخصوص، قال 68% إنهم يتخوفون بدرجات متفاوتة من انتفاضة، و23% لم يعبروا عن تخوف. وبدا من الاستطلاع أن شعبية نتنياهو أفضل من أي وقت مضى. وفي حال جرت انتخابات عامة للكنيست اليوم، سيحصل الليكود على 41 مقعدا، وكتلة «ييش عتيد – تيلم»، برئاسة يائير لبيد، ستحصل على 16 مقعدا، والقائمة المشتركة على 15 مقعدا. بينما سيتراجع حزب «كاحول لافان»، برئاسة غانتس، إلى 13 مقعدا. وتوقع الاستطلاع حصول حزب شاس على 9 مقاعد، وكتلة «يهدوت هتوراة» على 8 مقاعد، و»يسرائيل بيتينو»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، على 7 مقاعد، وتحالف أحزاب اليمين المتطرف «يمينا» على 6 مقاعد، وحزب ميرتس على 5 مقاعد. وبهذه النتائج، تكون قوة أحزاب معسكر اليمين والحريديين بزعامة نتنياهو 64 مقعدا في الكنيست، بينما قوة «ييش عتيد – تيلم» و»كاحول لافان» وميرتس والقائمة المشتركة مجتمعة 49 مقعدا، ما يعني أن حزب ليبرمان لن يشكل «بيضة القبان» في الانتخابات المقبلة، حسب الاستطلاع. وقال رئيس معهد «مأغار موحوت»، البروفيسور يتسحاق كاتس، الذي أجرى الاستطلاع، حول موقف المستطلعين من مخطط الضم، إنه «ربما هناك خلاف حول مستوطنات معزولة، لكن توجد هنا مناطق كثيرة يوجد إجماع حولها، وغور الأردن إحداها». وأضاف كاتس، بما يتعلق بتوازن القوى الحزبي، أنه «يوجد تكتل كبير في معسكر اليمين مقابل تحطم بديل للحكم، وهي مجموعة آخذة بالتفكك حاليا». وتابع أن الاستطلاعات والجولات الانتخابية تدل على أن الموضوع الجنائي، بتوجيه لائحة اتهام بمخالفات فساد ضد نتنياهو، «اختفى ولم يعد يحتل مكانا في ترجيح الرأي لدى الناخب، وذلك لأن نتنياهو يقوم بحملة مكثفة، طوال سنين، ضد جهاز إنفاذ القانون. وهذا الأمر يؤثر بالتأكيد على الناخبين، الذين كثير منهم على الأقل يبعدون هذا الموضوع». ميدانيا اقتحم مستوطنون، الليلة قبل الماضية، بلدة كفل حارس شمال سلفيت، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر محلية،بأن عشرات المستوطنين اقتحموا البلدة من أجل تدنيس المقامات الإسلامية الموجودة فيها، فيما اعتلى جنود الاحتلال أسطح المنازل المقابلة للمقامات، وأغلقوا المحال التجارية، ومنعوا المواطنين من التنقل، من أجل تأمين الحماية لهم. وأشارت المصادر إلى أن المستوطنين اعتدوا على منزل المواطن حسين طعمية، ورددوا هتافات وشعارات عنصرية. ويقوم المستوطنون بشكل متكرر باقتحام بلدة «كفل حارس»؛ بذريعة وجود قبور يهودية فيها، في حين أنها مقامات إسلامية صوفية تاريخية. وتُعرف بلدة «كفل حارس» بكثرة الآثار الدينية، وتضم قبور عدد من الأنبياء مثل «ذو الكفل»، و»يوشع بن نون» التي تقع وسط البلدة، بالإضافة لمقامات تاريخية مثل قبر «ذي اليسع»، و»بنات يعقوب» والمعروف ب «بنات الزاوية»، فضلًا عن خربة تعرف باسم «دير بجال». ويُرجع مختصون أسباب الاستهداف للمقامات الدينية التاريخية، إلى «أغراض استيطانية بغلاف أيديولوجي وسياسي وديني، بادعاء أن هذه الأماكن تخصهم منذ قديم الزمان، تمهيدًا لطرد المواطنين الفلسطينيين منها.