القدس - نظير طه رجّحت مصادر سياسية إسرائيلية أن رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" يسعى إلى حلّ الحكومة، والدعوة لانتخابات جديدة. ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس الخميس، عن المصادر قولها: إن نتنياهو سيعمل على اختلاق الأزمات داخل الحكومة خلال الفترة المقبلة؛ سعياً لحلّها والدعوة لانتخابات جديدة للكنيست نهاية العام الحالي. وذكرت "هآرتس" أن نتنياهو سيسعى خلال الفترة المقبلة لإظهار الحكومة كعاجزة عن القيام بمهامها، واختلاق الخلافات مع شريكه في الحكومة وزير الجيش بيني غانتس؛ لإجراء انتخابات جديدة لعدة أهداف، من بينها التخلص من اتفاق تعيين غانتس رئيساً للحكومة منتصف العام المقبل، وخلافات جوهرية أخرى ظهرت بعد الاتفاق الائتلافي، وانعدام التعاون المشترك. وبينت الصحيفة أن التاريخ المتوقع للانتخابات سيكون نهاية العام، في حين عقب حزب الليكود على الخبر، قائلًا: إنه عارٍ عن الصحة، وأن حزب "أزرق-أبيض" الذي يتزعمه غانتس هو الذي يتصرف خلال الفترة الأخيرة "كما لو أنه يستعد للانتخابات". في السياق ذاته وجه الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، الخميس، انتقاداً شديداً إلى الحكومة الإسرائيلية، ودعا مركباتها - في إشارة إلى الليكود و"كاحول لافان"، إلى "التعقل والكف عن الخطاب المؤجج للانقسام والداعي إلى تبكير موعد الانتخابات" العامة. وجاءت تصريحات ريفلين عقب جلسة عقدها مع ممثلين عن العاملين الاجتماعيين الذين علقوا إضرابهم بعد التوصل إلى تسوية مع وزارة المالية الإسرائيلية، ونشرها على حسابه الرسمي بموقع "تويتر". وقال ريفلين: "أود أن أتوجه لجميع أعضاء الحكومة. أنا، مثل جميع المواطنين في البلاد، أتابع بقلق التطورات في الكنيست والتي تعصف بشكل متكرر بالشراكة الهشة بالفعل، بين جميع مركبات الحكومة". وتابع: "من هنا، فإنني أدعوكم جميعًا، كمواطن مثل جميع المواطنين، يتحدث إليكم نيابة عنهم ومن خلال حناجرهم، تعقلوا وتريثوا". وأضاف: "توقفوا عن الخطاب الداعي إلى تبكير الانتخابات. دعكم من هذا الاحتمال الرهيب واحذروا منه في هذه الأيام، دولة إسرائيل ليست دمية تجرونها خلفكم، بينما تتشاجرون باستمرار". واستطرد: "المواطنون يحتاجون إليكم وأنتم في حالة من التركيز والوضوح وتعملون على الأزمة غير المسبوقة التي تواجهها دولة إسرائيل والبشرية ككل". بالمقابل، حذّر رئيس الائتلاف في الكنيست، ميكي زوهار (الليكود)، من أن "العلاقة السياسية بيننا وبين "كاحول لافان" لن تكون قادرة على الاستمرار ما لم يكن هناك تغيير". وأضاف أن "الوضع الذي نشأ يؤدي إلى عدم استقرار الحكومة، ما يجعل أعضاء الائتلاف يفعلون ما يشاؤون دون انضباط. حان الوقت لاتخاذ القرارات: إقرار الميزانية، حكومة مستقرة وائتلاف فعال أو الذهاب إلى صناديق الاقتراع". وتأتي تصريحات ريفلين في أعقاب التقارير حول اعتزام رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الامتناع عن طرح الميزانية العامة للعام 2020 لمصادقة الحكومة، وبالتالي حل الكنيست، والذهاب إلى انتخابات جديدة في 18 نوفمبر المقبل. يأتي ذلك في ظل الخلاف بين نتنياهو ووزير أمنه، بيني غانتس، حول الميزانية، ففي حين يطرح نتنياهو اعتماد ميزانية لعام واحد، يصر غانتس على إقرار ميزانية لعامين، وينبغي حسم هذا الخلاف حتى ال24 أغسطس المقبل، وإلا فإن الكنيست سيعلن عن حلّ نفسه تلقائياً، ويتم تحديد موعد للانتخابات. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن نتنياهو يسعى إلى خلق حالة من الفوضى داخل الائتلاف الحكومي، من أجل إثارة الجمهور بأنه "بهذه الطريقة من المستحيل الاستمرار" وتأهيل الرأي العام لتقبل فكرة حل الحكومة. وبحسب الصحيفة، فإن ما يدفع نتنياهو إلى تنفيذ هذا السيناريو، هو الجدول الزمني الذي حددته المحكمة المركزية في مدينة القدس، لسيرورة محاكمته بتهم فساد، على أن تبدأ مرحلة الإثباتات في يناير المقبل، بوتيرة مكثفة تصل إلى 3 جلسات أسبوعيًا. وتابع "هآرتس"أن التوقعات التي توصل إليها نتنياهو بعد التشاور مع مختصين، أنه مع اقتراب بدء مرحلة الإثباتات، سيلتمس أطراف إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، ضد استمرار ولايته رئيسًا للحكومة، وسيطالب الملتمسون من المحكمة الإعلان عن تعذر أداء رئيس الحكومة لمهامه الرسمية، بدعوى عدم قدرته على إدارة شؤون الدولة "بينما يقضي معظم وقته على مقاعد المتهمين في أروقة المحكمة". وقال مسؤول في "كاحول لافان"، خلال حديث له مع قادة الأحزاب الحريدية المحسوبة على معسكر نتنياهو: إن "نتنياهو يريد الذهاب إلى انتخابات. نحن بدورنا لن نعرض له خدنا الأيسر"، ورجّح المسؤول، بحسب موقع "واللا" الإخباري، أن "يعمل نتنياهو على حل الكنيست عبر الامتناع عن طرح الميزانية للمصادقة".