في البدء نبارك لأنفسنا كسعوديين ولإخوتنا الصادقين عربًا ومسلمين ولأصدقائنا حول العالم، باكتمال فرحة عيد الأضحى السعيد هذا العام؛ بأن مَنَّ الله على قائد الأمتين العربية والإسلامية بموفور الصحة والعافية بعد أن أجرى خادم الحرمين الشريفين عملية جراحية بالمنظار لاستئصال المرارة، تكللت - ولله الحمد - بالنجاح. ليكون عيدنا بعون الله وفضله عيدين، عيداً مُكتمل البهجة بسلامة والدنا - حفظه الله - وأسبغ عليه الصحة والعافية، وبفرحة وبهجة العيد الذي يوافق دوماً "أفراحاً سعودية خاصة وبامتياز" تزيد من بهجته بأن شرفها رب السماوات أن تكون راعية وخادمة لحجاج بيته العتيق. فحُق لنا أن يكون عيد الأضحى عيد "اصطفاء" للمملكة حكومة وشعباً، "اصطفاها" رب العباد أن يكون عيد الأضحى هو أهلها المصطفين الأخيار، العيد الذي لا يشعر به وبعمق روحانيته وإيمانياته إلا من تربى فوق ثراها الطاهر وعاش بين أرجائها وألف معنى "خدمة حجيج بيت الله" وليتوج دوماً بفرحة إتمام النُسك ونجاح موسم الحج وعودة قاصديه لأهلهم وذويهم سالمين غانمين. فمن باب شُكر أنعمه - جَلّ في عُلاه - التي لا تُعد ولا تُحصى والتي تفُرح الصديق وتزيد بهجة عيده، أن موسم هذا الحج بالغ الأهمية، وإن كان كما هو على الدوام، إلا أن ظرف "الجائحة" يجعل نجاح عيد الأضحى المبارك هذا العام يُشكل فوق نجاح موسمه عيدًا لقادة وشعب مملكة الحب والسلام والوئام بأن كانوا على قدر التحدي الذي فرضته جائحة لم ولن تشهد تجمّعاً معلناً كما هو حاصل في حج هذا العام ووفق تدابير واحتياطات لم تشهدها بقعة على وجه الأرض. وإذ شهد العالم الإسلامي فرحة حُجاج بيت الله وهم يقفون على صعيد "عرفات"، وحُق لهم تلك الفرحة التي يرجو أن يعيش لحظاتها الروحانية السعيدة كل مُسلم.. فكيف بوصف تلك المشاعر لمن "اختصه وشَرَّفه" المولى عَزّ وجَلَّ أن يكون "واحدًا من الحجاج" الذين يمثلون ملياري مسلم على وجه الأرض في ظرف صحي استثنائي! ففي ظل استمرار الجائحة التي فرضت قيودًا "استثنائية" نال حظها العظيم بتحقيق مُتطلباتها "الحجاج السعوديون" ممن تشرفوا بخدمة الدين والمليك والوطن إبان الجائحة من أبطال الصحة والأمن على وجه الخصوص، ممن كانوا في الصفوف الأولى وضحوا ويضحون كما هم دوماً - ملبين واجب الوطن - ليكون "الوقوف على صعيد عرفات الله" أعظم تتويج رباني لهم كصفوة اختصهم ربُ العِزّة والجلال لهذا الشرف العظيم.. فهنيئاً لهم. وهنيئاً أيضًا للحجاج المقيمين على هذا الثرى الطاهر.. الذي كانوا بحق خير سفراء لبلدانهم من جُل الأقطار الإسلامية والصديقة.. وهم يواجهون "الجائحة" بكل عزم وصبر وثبات والتزام.. فكان صعيد عرفات ووقفتهم به.. الفوز العظيم لهم من الله وحده.. فهنيئاً لهم جميعًا، ونسأل - المولى القدير - أن يُتم عليهم نُسكهم ويزيد فرحتهم وبهجتهم بعيدهم اليوم وبعودتهم لأهلهم وذويهم - بإذن الله - سالمين غانمين. وكل عام والجميع في خير ورخاء وعز وصحة وعافية.