الجمعة الماضية كانت أليمة وقاسية؛ فقد فقدت صحافتنا السعودية أحد أساتذتها المخضرمين، الأستاذ الفاضل فهد راشد العبدالكريم الذي رأس تحرير جريدة "الرياض" وقبلها "مجلة اليمامة" إذ وافته المنية - رحمه الله - بعد معاناته من مرض ألم به، والمعروف عن هذا الرجل أنه يمثل أحد رواد الكلمة؛ إذ إنه كان شفافاً في منهجه الصحفي، له رصيد من سنوات الخبرة الصحفية، طيب المعشر، كريم السجايا، متواضعاً لا يتعالى بمنصبه، عرفته وأحببته دون أن أراه، فقط لجميل محادثاته التي تغص بتقدير محدثيه وإنزالهم منازلهم، وحسن أسلوبه وجميل عباراته. ورئاسته للتحرير صنعت منه رجلاً صحفياً لامعاً، وقد كان لكتاباته وآرائه النيرة مكان من الصحافة، الأمر الذي وضعه في المكان المناسب، فملأ كرسيه أدباً وخبرة صحفية، ما فرض احترامه وإكباره بين زملائه، أكثر الله من أمثاله، فاللهم ارحمه ووسع مدخله، وأكرم نزله، وأعطه كتابه بيمينه. اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، وألهم أسرته وذويه ومحبيه وأسرت تحرير "الرياض" الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.