ينتظر أن تعود الحياة إلى سابق عهدها في المملكة يوم الأحد المقبل وفق الخطة التي وضعتها وزارة الداخلية في التعامل مع وباء كورونا المستجد (كوفيد - 19)، وهنا عديد الأسئلة التي يجدر طرحها في هذا المقام: هل هذا الإجراء هو إيذان بالتخلي عن الإجراءات الاحترازية التي كانت مطبقة في التعامل مع جائحة كورونا؟ وهل يعني هذا أيضًا أن خطر هذا الفيروس قد ولَّى إلى غير رجعة؟ وهل ستكون هذه الجائحة مجرد ذكريات من الماضي؟ المجتمع بمواطنيه ومقيميه، هم من سيحدد كيفية التعامل مع الوضع القديم - الجديد، لكن الأمر المؤكد أن الفيروس ووفق الدراسات الطبية العالمية لا يمكن أن يختفي بين عشية وضحاها، وأنه مثله مثل كل الأوبئة والفيروسات التي تظهر وتحتاج إلى وقت حتى تتلاشى أو يضعف خطرها على الناس، وأنه لا يمكن القضاء على فيروس بعينه من دون اكتشاف لقاح أو علاج له، وبالتالي فإن التعامل مع هذا الوباء بحذر ومتابعة علمية يجب أن يستمر حتى إن شرعت الحياة أبوابها من جديد. إن عودة الأمور إلى سابق عهدها لا يعني التخلي عن الإجراءات الاحترازية، التي كان الناس يطبقونها قبل هذا التوقيت، ووزارة الصحة لم تألُ جهدًا في توعية الناس بأن سلامتهم مرتبطة بمدى التزامهم بالنصائح والتوجيهات والإرشادات التي ما فتئت الوزارة تبثها كل وقت، كلبس الكمامة، والتباعد الاجتماعي، وعدم مخالطة المصابين، والحرص الدائم على النظافة العامة، وعدم الركون إلى الأخبار والشائعات التي يطلقها مدعو المعرفة، وأنه يجب استقاء المعلومات والأخبار من مظانها الحقيقية. وحتى الآن لم تنجح أي دولة في التغلب على هذا الفيروس، لكن كثيرًا من الدول تماهت معه، وأعادت الحياة من جديد مع تطبيق معايير السلامة، والمملكة بتجربتها وتعاملها المثالي مع هذه الجائحة سجلت نجاحًا منقطع النظير، وتوصلت إلى أن أفراد المجتمع كانوا عند حسن الظن بهم، وأنهم يستطيعون مواصلة النجاح في التعامل مع هذا الوباء؛ ولذا كان لا بد من التدرج في بث الروح من جديد في المجتمع، مستشعرة بذلك مصالح الناس المتعددة، مع المحافظة على سلامة وصحة المجتمع.