سئل الإمام علي كرم الله وجهه: أهناك أشد من الموت؟ قال: نعم، فراق الأحبة! كم هو مؤلم وقاصم للظهور فقدان الأحبة! فقدانهم كربة وغربة، إنه انقطاع الأرواح الغالية التي تبعث في النفوس الأمل والانشراح. نتذكر فراق يعقوب لابنه يوسف - عليهما السلام - حتى أبيضت عيناه من الحزن فهو كظيم. فقبيل عيد الفطر فارقنا الحاج علي حسن سلمان الحرز إلى دار الآخرة مأسوفاً عليه في زمن عز عليه وداع أهله ومحبيه! عاش - رحمه الله – مكافحاً مجاهداً تعلم في مدرسة الحياة كيف يكون رقماً صعباً فيها، فكان نسيج وحده؛ كان باراً بوالديه - رحمهما الله - مجاوراً لهما في السكن إلى حين وفاتهما. كان اجتماعياً محباً ومحبوباً من الجميع يتواصل معهم في الأفراح، والأحزان مهما بعدت الشقة وقصرت الأحوال. وجه عليه من الحياء سكينة ومحبة تجري مع الأنفاس وإذا أحب الله يوماً عبده ألقى عليه محبة في الناس كان منذ نعومة أظفاره من المؤمنين الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وما بدلوا تبديلاً في التزامه بحضور المحاضرات والدروس الإسلامية وحرصه على صلاة الجماعة. عانى في أواخر عمره من الضغط والسكري خاصة الذي غض مضجعه، فقابل ذلك بصبر جميل، ثم بحمد وشكر منقطع النظير للرب الخبير. لك الحمد مهما استطال البلاء ومهما استبد الألم لك الحمد إن الرزايا عطاء وإن المصيبات بعض الكرم في شهر رمضان اشتدت عليه آلام السكري فدخل البرج الطبي وبعد أن أتم عشرة أيام جاءته سكرة الموت بالحق فأسلم الروح إلى بارئها إثر جلطة لم تمهل الأطباء إنقاذه وذلك يوم الأحد 24 رمضان 1441 الموافق للسابع عشر من مايو 2020. ودع أبو حسين دنيانا ولم يودعنا ولم نودعه، كأنه استعجل الرحيل إلى الرب الجليل قائلاً: «عجلت إليك ربي لترضى»، لكن إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. لقد اعتصرتنا العبرات والدموع يوم دفنه إننا لم نتمكن من زيارته وتكحيل أبصارنا برؤيته في المستشفى بسبب الإجراءات الصحية الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا. وكم قطع نياط قلوب كثير من محبيه وأهله أنهم لم يستطيعوا مواراته الثرى في مثواه الأخير «إنا لله وإنا إليه راجعون». وعزاؤنا أنه رحل إلى رب رحيم، له ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل.